رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
طمئن قلبك.. وربّ الخير لا يأتي إلا بالخير
طمئن قلبك.. إذا رأيتَ أمانيك في وادٍ، والمعوّقات في وادٍ آخر، فذكّر قلبك بهذه الآية :﴿ لَا تَدْرِی لَعَلَّ اللّٰهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذٰلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1] الفرج قريب، وربّ الخير لا يأتي منه إلا الخير.
لولا الله اللطيف لكانت المصائب خاليةً من الأجر والثواب، لكنه لطيفٌ إذ رتب على البلاء أجورًا، حتى الشوكة يشاكها المؤمن إلا كفّر الله بها من السيئات.
لولا الله الواسع لضاقت الدنيا على أهلها، وضاقت النفوس من بعضها، ولم نتحمل التكليف، لكنه الواسع وسّع على عباده، ولم يكلفهم فوق طاقتهم.
لولا الله الستير لما جالسنا أحد، ولما أحبّنا أحد،لكنه الستير يستر القبيح وينشر الحسن، سبحانه.
لولا الله الحليم لأهلكتنا ذنوبنا، لكن حلمه علينا عظيم، ورحمته بنا لا يسعها مدى.
لولا الله المجيب ما اطمأنت نفوسنا ونحن ندعوه ونشكو إليه ضوائقنا، ولَتخبطت قلوبنا هنا وهناك، لكنه القريب المجيب يجيب دعوة الداع إذا دعاه.
لولا الله الرحيم ما تراحم العباد، ولفقد الابن حضن والده، ولم ترَ الأم إحسان ابنها، ولا الأخت حنان أخيها،إنما هم يتراحمون بفضل الله.
لولا الله الصمد لضاقت بحوائجنا دنيانا، ولتاهت في الدروب آمالنا ورجاءاتنا، لكنه الصمد المقصود في كل الحوائج، يدبر الأمر ليقضي لنا حاجتنا.
لولا الله الجبار لما انجبر لنا كسر، ولبقينا في حياتنا نتألم وكسور قلوبنا توجعنا، لكنه الجبار يجبر ما انكسر، ويعوضنا بما هو خير لنا.
لولا الله الحفيظ لطاشت قلوبنا خوفًا على أنفسنا وعلى من نحب، فالدنيا باتت مخيفة، لكنه الحفيظ نستودعه أحبتنا ونحن مطمئنون أنهم في حفظه.
لولا الله العفو لقنطت النفوس، فالأخطاء واقعة، “كل ابن آدم خطّاء”، لكنه العفو الغفور أخبرنا أنه يقبل التوبة مرارًا،
كي لا نيأس من رحمته، ونكرر العودة إليه.
وما عرفنا السَّكينةَ إلا حينَ عرفناك، وما وجدنا للبَلاءِ حلاوةً إلا حينَ علمنا أنهُ من عندك. فيا رب، زدنا معرفةً بك، ومحبةً لك، وثقةً في حُكمك.
اللهم لا تحرمنا لذَّة القرب منك، واجعلنا من عبادك الذين إذا ذُكرتَ وجِلت قلوبُهم، وإذا تُليت عليهم آياتك زادتهم إيمانًا،
وإليك يا الله تُرجع القلوبُ مطمئنَّةً راضيةً.
اترك تعليق