في الوقت الذي يُركز فيه معظم الناس على عدد ساعات النوم كعامل أساسي في الحفاظ على صحة الدماغ، تكشف أبحاث متزايدة أن وضعية النوم لا تقل أهمية عن مدته. ووفقًا لما أوضحه ليف فومتشنكوف، خبير صحة الدماغ والرئيس التنفيذي لشركة "كوزميك نوتروبيك"، فإن النوم على أحد الجانبين – سواء الأيمن أو الأيسر – قد يلعب دورًا حيويًا في الوقاية من مرض ألزهايمر وتحسين أداء الذاكرة على المدى الطويل.
وقال فومتشنكوف إن النوم الجانبي يعزز نشاط الجهاز الغليمفاوي، وهو نظام طبيعي للتخلص من الفضلات في الدماغ، إذ يستخدم السائل النخاعي لطرد بروتينات سامة مثل بيتا أميلويد وتاو، التي يؤدي تراكمها التدريجي إلى تلف الذاكرة والخرف.
وأشار إلى أن النوم على الظهر قد يضغط على مناطق من الدماغ ويعيق عمل هذا الجهاز، بينما يسبب النوم على البطن اختلالا في محاذاة العمود الفقري ويعيق التنفس.
ويشرح أن المساحات بين خلايا الدماغ تتسع بنحو 60% أثناء النوم، ما يسمح للسائل النخاعي بالتدفق بحرية أكبر. وبوضعية النوم على الجانب، تساعد الجاذبية على تحسين هذه العملية، ما يجعل التخلص من السموم أكثر كفاءة.
ونصح فومتشنكوف باستخدام وسادة بين الركبتين للحفاظ على وضعية سليمة للورك والعمود الفقري، ووضع وسادة خلف الظهر لمنع التدحرج. وأكد أن الجسم يتكيف تدريجيا مع هذه الوضعية خلال أسبوعين تقريبا.
وتتفق "مايو كلينك" مع هذه التوصيات، إذ ترى أن النوم على الجانب يخفف الضغط عن المفاصل والأعضاء الداخلية، ويحسّن الدورة الدموية. وفي المقابل، قد يؤدي النوم على الظهر إلى تفاقم انقطاع النفس النومي، فيما يعتبر النوم على البطن الأكثر ضررا لصحة العمود الفقري والتنفس.
اترك تعليق