تفتح آفاقاً واسعة للتعليم والمعرفة.. رغم تهديدات الخصوصية والهجمات السيبرانية
محمد شهاب: تلعب دوراً أساسياً في خلق المستخدم الرقمي وتوفر الوقت والجهد
د.عمرو عرفة: تخفض تكلفة المعاملات وتفتح أسواقاً لرواد الأعمال
تسهم في نشر الإدمان الرقمي الذي يقلل الانتباه والصحة الذهنية
د.شيماء شريف: ادت لزيادة كفاءة المنتجات بتبسيط العمليات التشغيلية وتقليل التكاليف والهدر
د.شريف الطحان: فتحت أسواقاً عالمية جديدة.. وزادت من المنافسة التسويقية
د.عمرو فتوح: المواطنة الرقمية تعني الالتزام بالقيم الأخلاقية والقانونية وبناء محتوي هادف
أكد خبراء الاقتصاد والتكنولوجيا أن الرقمنة ليست مجرد أداة حديثة بل أسلوب يتم من خلاله صياغة الحياة اليومية لإنجاز الخدمات مثل التعليم والخدمات الحكومية والمصرفية إليكترونيا مما أدي ذلك إلي ظهور هذا المستخدم الرقمي ذلك الفرد الذي يتخذ كافة قراراته عبر شاشات متصلة بالإنترنت وتنفيذ خدمات لا تتوقف من خلال بيانات تحفظ في صورة خوارزميات تعزز خبرة المستخدم الرقمي. إلي جانب تعدد إيجابيات هذه الثورة فهي تفتح آفاقا واسعة للتعليم والتعلم والوصول السريع إلي المعرفة وتوفير فرص كبيرة للعمل الحر وغيرها ولا يمكن تجاهل الجانب السلبي فمخاطرها تشمل الإدمان الرقمي وتهديدات الخصوصية والهجمات السيبرانية بالإضافة إلي إنتشار الأخبار المضللة.
يري الاستاذ د.محمد شهاب نائب رئيس جامعة دمياط وأستاذ الاقتصاد بالجامعة أن مع التغيرات المستمرة والمتلاحقة. لم يعد أمام المنظمات سوي مواكبة تلك التغيرات. وتعد التكنولوجيا الرقمية من الوسائل التي تستعين بها المنظمات لتحقيق هذا الهدف.
ومن أبرز هذه التقنيات إنترنت الأشياء. الحوسبة السحابية. تطبيقات الهواتف المحمولة. وسائل التواصل الاجتماعي. الواقع الافتراضي والمعزز. تحليل البيانات. الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين. وتلعب الثورة الرقمية دوراً أساسياً في خلق المستخدم الرقمي من خلال تحويل التكنولوجيا لتصبح جزءًا من حياة الأفراد. مما يفرض عليهم تبني الأدوات والمنصات الرقمية وتعلم المهارات اللازمة للتفاعل معها وتغيير سلوكياتهم وتوقعاتهم لتتوافق مع البيئة الرقمية الجديدة مما يؤدي إلي ظهور جيل جديد أكثر اعتماداً علي التقنيات الرقمية في مختلف جوانب الحياة.
أوضح د.شهاب أن فوائد التكنولوجيا الرقمية تتمثل في توفير الوقت من خلال أتمته المهام المتكررة التي تستغرق وقتاً طويلاً وهو ما ادي إلي توفير وقت الموظفين وتركيزهم علي أداء المسؤوليات الاكثر أهمية. كما تقلل بشكل كبير من الأخطاء البشرية وتلعب دوراً هاماً في تعزيز الرضا الوظيفي للعاملين. لأنها أزالت المهام المملة التي تثقل كاهلهم كما تعمل علي تحسين تجربة العملاء من خلال الاعتماد علي التقنيات الرقمية.
أشار إلي أن الفضل يرجع للتكنولوجيا الرقمية في اكتساب الشركات ميزة تنافسية حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بإتجاهات السوق المستقبلية بما يمكنها من الاستعداد لها مسبقاً. وعلي الرغم من الفوائد المتعددة للتكنولوجيا الرقمية علي جميع الأصعدة إلا أنها أظهرت عدة سلبيات منها أن الاستخدام المتزايد للتقنيات الرقمية تجعل المعلومات الحساسة عرضة للهجمات الإلكترونية.
وأضاف أن مع انتشار الأتمتة والذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية باتت العديد من الوظائف التي كانت مهمة في السابق قديمة أو ليس لها قيمة حالياً إذ يعتمد أصحاب الأعمال علي تلك التقنيات بدءاً من الموظفين وهو ما يؤدي إلي إرتفاع معدلات البطالة. ناهيك عن العزلة الاجتماعية إذ أدت التقنيات تلك إلي عزل الناس عن بعضهم البعض وعن البيئة المحيطة بهم وفقدان الخصوصيه الشخصية حيث سهلت وصول الأشخاص إلي المعلومات الحساسة حول الآخرين. وذلك من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان. وبرامج التجسس المثبتة علي منتجات شركات التكنولوجيا.
أوضح د.عمرو عرفة مدرس التمويل والاستثمار بأكاديمية وادي العلوم أن الرقمنة لم تعد مجرد أداة حديثة بل أسلوب يتم من خلاله صياغة الحياة اليومية لإنجاز الخدمات مثل التعليم والخدمات الحكومية والمصرفية إليكترونيا مما أدي ذلك إلي ظهور هذا المستخدم الرقمي ذلك الفرد الذي يتخذ كافة قراراته عبر شاشات متصلة بالإنترنت وتنفيذ خدمات لا تتوقف. من خلال بيانات تحفظ في صورة خوارزميات تعزز خبرة المستخدم الرقمي. إلي جانب إيجابيات الثورة الرقمية مثل خفض تكلفة المعاملات وفتح أسواق لرواد الأعمال وتفعيل الشمول المالي عبر المحافظ الذكية. وكما جعلت التعلم والخدمات الصحية متاحة عن بعد. كما منحت المبدعين منصات للنشر والوصول العالمي ورفعت كفاءة المؤسسات عبر الأتمتة وتحليل البيانات.
أشار د.عمرو إلي الوجه الاخر من سلبيات الرقمنة تتمثل في الخدمات المجانية التي تجني أرباحها من جمع البيانات وإعادة توجيهها مما يهدد الخصوصية من خلال الموافقات الرقمي. كما تسهم في نشر الإدمان الرقمي الذي يقلل الإنتباه والصحة الذهنية. ثم بظهور الذكاء الاصطناعي الذي عمل إعادة تشكيل سوق العمل بوتيرة أسرع من قدرة كثيرين علي التكيف الرقمي. لذا يجب صنع مستخدم رقمي راشد من خلال محو الأمية الرقمية ونشر التوعية وإصدار تشريعات لحماية البيانات وبنية تحتية عادلة. وحوكمة مسؤولة للمنصات الذكاء الاصطناعي حتي تتحول الثورة الرقمية إلي فرصة مستدامة للتقدم والنمو المجتمعي والاقتصادي.
قالت د. شيماء شريف مدرس إدارة الأعمال بأكاديمية بدر للعلوم والتكنولوجيا أن الثورة الرقمية في العصر الحديث أصبحت هي السبب الأساسي لنهضة المنظمات تجاه الرقمنة والتحول الرقمي والشمول المالي والذكاء الاصطناعي وغيرها العديد من المصطلحات الحديثة التي ظهرت نتيجة التقدم التكنولوجي في مجال الأعمال لتحسين جميع جوانب أعمالها وبالرغم من ذلك فقد ظهر لها العديد من الإيجابيات و السلبيات. حيث تمثلت إيجابيات الثورة الرقمية في توفير الوقت لإنجاز المهام المتكررة التي تستغرق وقتاً طويلاً وهو ما أدي إلي توفير وقت العاملين وتركيزهم علي أداء المسؤوليات الأكثر أهمية. وذلك بإنشاء نظم للاتصالات والمعلومات وفهرستها تحليلها بسرعة فائقة من خلال صانع القرار مما يساعد متخذي القرار المناسب المستند علي الأدلة الموضوعية والحقائق المؤكدة. فقد قامت المنظمات بالاهتمام بالعاملين والعملاء علي حد سواء لتحقيق رفاهيتهم ورضاهم وشعورهم بالسعادة تجاه تعاملاتهم مع هذه المنظمات.
وأشارت إلي أن الثورة الرقمية أدت إلي تحسين تجربة العملاء يمكن لهم الحصول علي ما يريدون علي الفور وبأقل جهد. وبالتالي تتمكن المنظمات من تقديم تجربة عملاء مميزة تعزز من رضاهم. وبالتالي تحسين خدمات النقل وزيادة كفاءة المنتجات بتبسيط العمليات التشغيلية داخل المنظمات مع تقليل التكاليف بشكل فعال وتقليل الهدر وهو ما أدي إلي تعزيز كفاءة النظم والمنتجات والخدمات .
أضافت د.شيماء أن سلبيات الثورة الرقمية تمثلت في إرتفاع معدلات البطالة بعد إنتشار الأتمتة والذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية بالمنظمات. فقد تم استبدال تقنيات التكنولوجيا ببعض الوظائف ما يؤدي إلي إرتفاع معدلات البطالة بالتالي ارتفاع تكاليف المعيشة نتيجة للأسعار المتزايدة للهواتف الذكية وبرامج التطبيقات ويوجد نوع آخر من السلبيات يتمثل في صعوبة فهم التكنولوجيا المعقدة فأنها لا تراعي الاختلافات الثقافية بين المستخدمين. فهناك الكثير ليسوا علي دراية جيدة باستخدام أجهزة الكمبيوتر والتطبيقات وهو مايعرضهم لإرتكاب أخطاء جسيمة بالإضافة إلي آمن البيانات مما أدي إلي الاستخدام المتزايد للتقنيات الرقمية وجعل المعلومات الحساسة غرضها للهجمات الالكترونيه ومنها البرامج الضارة. كما أن الأجهزة المادية مثل محركات الاقراص الصلبة عرضة للتلف أو السرقة وهو ما يؤدي إلي فقدان البيانات أو الكشف عنها..
أوضح د.شريف الطحان الخبير الاقتصادي أن المجتمعات المعاصرة تشهد تحولاً عميقاً بفعل الثورة الرقمية التي لم تعد مجرد تطور تقني بل أصبحت محركا أساسيا للاقتصاد العالمي. فقد أدي انتشار الإنترنت والهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي إلي ظهور المستخدم الرقمي الذي يوظف التكنولوجيا في مختلف أنشطته اليومية سواء في العمل أو التعلم أو الاستهلاك ..
أشار علي الصعيد الاقتصادي جاءت الثورة الرقمية بعدد من الآثار الإيجابية البارزة حيث ساعدت في توسيع فرص العمل عبر مجالات جديدة مثل التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية وصناعة المحتوي. كما دعمت التحول نحو الاقتصاد المعرفي مما عزز الابتكار وزاد من تنافسية الأسواق.كذلك وفرت التكنولوجيا الرقمية أدوات فعالة لرفع كفاءة المؤسسات وخفض التكاليف التشغيلية وتسهيل حركة الاستثمار. فضلاً عن فتح أسواق عالمية أمام الشركات الناشئة.
وأضاف الطحان أن لهذه الثورة أيضا تأثيرات سلبية علي الاقتصاد فالإفراط في الاعتماد علي الأنظمة الرقمية زاد من مخاطر الأمن السيبراني والجرائم الالكترونيه التي تكبد الاقتصاد خسائر كبيرة. كما ساهمت الرقمنة في تقليص بعض الوظائف التقليدية نتيجة الأتمتة مما زاد من معدلات البطالة في قطاعات معينة إلي جانب ذلك ما زالت الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية تعيق تحقيق العدالة الاقتصادية إذ تملك بعض الدول قدرات هائلة علي استثمار التكنولوجيا بينما تعجز أخري عن اللحاق بالركب.
نوه أن الثورة الرقمية سلاح ذو حدين فهي من ناحية قادرة علي دفع عجلة النمو الاقتصادي وخلق فرص غير مسبوقة لكنها من ناحية أخري تفرض تحديات تتطلب استراتيجيات ذكية لتحقيق التوازن بين الإيجابيات والسلبيات وضمان اقتصاد رقمي مستدام.
أشار د.عمرو حسن فتوح أستاذ تكنولوجيا المعلومات ومدير وحدة المكتبة الرقمية بجامعة الوادي الجديد إلي الثورة الرقمية أحدثت تحولاً غير مسبوق في حياتنا اليومية. حيث لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات بل أصبحت عالماً كاملاً برز فيه المستخدم الرقمي هذا الفرد لم يعد متلقيا للمعلومة فقط. بل أصبح منتجا للمعرفة وذا صوت مؤثر في قضايا المجتمع وصناعة القرار. حيث تتعدد إيجابيات هذه الثورة فهي تفتح آفاقا واسعة للتعليم والتعلم والوصول السريع إلي المعرفة وتوفير فرص كبيرة للعمل الحر وريادة الأعمال الرقمية وتزيد الوعي بالقضايا المجتمعية العامة.
وأضاف أنه لا يمكن تجاهل الجانب السلبي فمخاطرها تشمل الإدمان الرقمي وتهديدات الخصوصية والهجمات السيبرانية بالإضافة إلي إنتشار الأخبار المضللة. وهنا يبرز مفهوم المواطنة الرقمية الذي يعني استخدام التكنولوجيا بوعي ومسؤولية مع الالتزام بالقيم الأخلاقية والقانونية في الفضاء الإلكتروني. فالمواطن الرقمي الواعي لا يكتفي بالاستهلاك بل يسهم في بناء محتوي هادف ويحترم حقوق الآخرين ويحافظ علي خصيوصيته وأمنه الرقمي.
أكد د.عمرو أن الدولة المصرية أولت اهتماماً بالغا بالمواطنة الرقمية. فأطلقت عدة مبادرات لتعزيزها مثل أشبال مصر الرقمية ومبادرة حياة كريمة رقمية والمواطنة الرقمية والحماية علي الإنترنت ومبادرة مستقبلنا رقمي وذلك لنشر الثقافة الرقمية وتأهيل الشباب لسوق العمل الرقمي. هذه الجهود تعكس رؤية الدولة في بناء جيل قادر علي التفاعل مع العالم الرقمي بوعي ومسئولية.
نوه إلي أن الثورة الرقمية سلاح ذو حدين فهي تمنح فرصاً غير محدودة للتطور. لكنها تتطلب من الأفراد والدول معا شراكة واعية تضمن تسخيرها لصالح مستقبل أفضل.
اترك تعليق