كشفت دراسة علمية حديثة عن بُعد جديد في أضرار التعرض للتدخين السلبي، مشيرة إلى أن آثاره قد لا تقتصر على الجيل الحالي فحسب، بل تمتد لتؤثر على صحة الأحفاد أيضاً.
وأظهرت الدراسة أن تعرض الآباء للتدخين السلبي خلال طفولتهم يزيد من خطر إصابة أطفالهم بضعف دائم في وظائف الرئة، ويرفع احتمال الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) في مراحل لاحقة من الحياة.
وإذا كان الأطفال أنفسهم قد تعرضوا أيضاً للتدخين السلبي، فإن خطر ضعف الرئة يتضاعف، مما يعكس الأثر التراكمي والوراثي المحتمل لهذا النوع من التلوث البيئي المنزلي.
يشدد الباحثون على أهمية كسر "سلسلة التدخين الضارة" عبر الأجيال، ويدعون الآباء لتجنّب التدخين في بيئة الأطفال لحماية صحتهم وصحة الأجيال القادمة.
ويشمل مرض الانسداد الرئوي المزمن التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، ويحتل الآن المرتبة الثالثة بين أسباب الوفاة حول العالم، حيث يتسبب بوفاة نحو 3 ملايين شخص سنويا.
وأظهر تحليل بيانات 890 ثنائيا من الآباء والأطفال أن أكثر من ثلثي الآباء (69%) وأكثر من نصف أطفالهم (56.5%) تعرضوا للتدخين السلبي خلال طفولتهم. وبحلول منتصف العمر، أصيب أكثر من 5% من الأطفال بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وبعد تعديل العوامل المؤثرة المحتملة، ارتبط تعرض الأب للتدخين السلبي خلال طفولته بزيادة قدرها 56% في احتمالات انخفاض وظائف الرئة لدى أطفاله عبر مراحل حياتهم المختلفة. كما تضاعفت احتمالات الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بحلول سن 53 بين أطفال الآباء الذين تعرضوا للتدخين السلبي.
والمثير للقلق أن الأطفال الذين تعرض آباؤهم للتدخين السلبي خلال طفولتهم كانوا أكثر عرضة بمقدار الضعفين لانخفاض وظائف الرئة إذا كانوا هم أنفسهم قد تعرضوا للتدخين السلبي خلال طفولتهم.
ويفسر الباحثون هذه النتائج بأن فترة ما قبل البلوغ تعد حرجة بشكل خاص للفتيان، حيث يمكن أن يؤدي التعرض للمواد الضارة إلى تغييرات في التعبير الجيني وآليات الإصلاح التي يمكن أن تنتقل عبر الأجيال.
ويختتم الباحثون بالقول: "تشير هذه النتائج إلى أن التدخين قد يؤثر سلبا على وظائف الرئة ليس فقط لدى المدخنين، ولكن أيضا لدى أطفالهم وأحفادهم... ويمكن للآباء الذين تعرضوا للتدخين السلبي خلال طفولتهم أن يقللوا من المخاطر على الأجيال القادمة من خلال تجنب التدخين حول أطفالهم".
اترك تعليق