أعرب الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن استيائه من فيديو تداوله رواد السوشيال ميديا عن قيام شباب بالبصق على ماكينة الصرافة عقب سحب النقود.
شدد أمين الفتوى على أن هذه الفِعْلة لا يُنْظَر إليها على أنها مزاح و"روشنة شباب"، بل هي مثال صارخ على تآكل منظومة القيم الأخلاقية والذوق العام لدى فئة مِن شبابنا، وتعكس في جوهرها استهانة بحقوق الآخرين وعدم احترام للمساحة المشتركة والشعور بالمسؤولية المجتمعية.
ومن الناحية الشرعية؛أوضح د. هشام أن هذه الفعلة ذنبٌ يستوجب التوبة والندم عليها، فحين سُئِل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن حق الطريق، قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر»، رواه البخاري ومسلم.
فجَعَل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مِن حق الطريق: كف الأذى، وهو لفظ عام ويَشْمَل كل أنواع الأذى، والذي منه التَّنَخُّم والبصق -أي: إخراج النُّخَامة وبَصْقها- على الأرض في الطرقات والأماكن العامة، فهو أمر مستقذرٌ طَبعًا، ويؤدي إلى نفور الناس من الأماكن التي تُلْقَى فيها النُّخَامة، بل قد يؤدي إلى إلحاق الأذى بهم؛ كإصابتهم بالأمراض والأوبئة.
ولاستقذار هذا الأمر -أي: التَّنَخُّم-؛ وَرَد النهي عن فعله في المسجد؛ ففي الحديث: «البزاق في المسجد خطيئة، وكفارته دفنها» رواه البخاري.
ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «عُرِضت عليَّ أعمال أمتي حَسَنها وسيئها؛ فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدت من مساوي أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن» رواه مسلم.
تابع أمين الفتوى :وهذه النصوص النبوية وإن كانت واردة في شأن البصق في المسجد، لكن يُقاس عليها غيرها من الأماكن التي يرتادها الناس بجامع الاستقذار في كُلٍّ؛ فلا فرق في استقذار هذا الأمر بين كونه في أماكن اجتماع الناس للصلاة، واجتماعهم في وسائل المواصلات والحدائق العامة والشوارع والطرقات، فالاستقذار الحاصل من التَّنَخُّم وارد في كليهما.
اترك تعليق