هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

 حكاية شارع

المعز لدين الله الفاطمي

شارع اليوم هو شارع المعز لدين الله الفاطمي.. المعز لدين الله أبو تميم معد بن المنصور. ولد بمدينة المهدية عام 932م. وهو رابع الخلفاء الفاطميين في إفريقية - تونس حاليًا- وأول الخلفاء الفاطميين في مصر. والإمام الرابع عشر من أئمة الإسماعيلية حكم من "953 حتي 975".


تولي المعز لدين الله الخلافة الفاطمية خلفًا لأبيه المنصور أبي طاهر إسماعيل. الخليفة الثالث في قائمة الخلفاء الفاطميين. وكان المعز رجلًا مثقفًا يجيد عدة لغات مولعًا بالعلوم والآداب متمرسًا بإدارة شئون الدولة وتصريف أمورها كيسًا فطنًا يحظي باحترام رجال الدولة وتقديرهم.

وانتهج المعز سياسة رشيدة. فأصلح ما أفسدته ثورات الخارجين علي الدولة. ونجح في بناء جيش قوي. واصطناع القادة والفاتحين وتوحيد بلاد المغرب تحت رايته وسلطانه ومد نفوذه إلي جنوب إيطاليا.

ولم تغفل عينا المعز لدين الله عن مصر. فكان يتابع أخبارها. وينتظر الفرصة السانحة لكي يبسط نفوذه عليها. متذرعًا بالصبر وحسن الإعداد. حتي يتهيأ له النجاح والظفر.

عهد المعز لدين الله إلي قائده جوهر الصقلي بقيادة الحملة التي أعدها للاستيلاء علي مصر. وضمها للدولة الفاطمية. الذي نجح من قبل في بسط نفوذ الفاطميين في الشمال الأفريقي كله. وحينما وصل جيش المعز إلي مصر لم يجد مشقة في مهمته ودخل عاصمة البلاد في 17 من شعبان 358هـ / 6 يوليو 969م دون مقاومة تذكر. وبعد أن أعطي الأمان للمصريين.

وقد أسس جوهر مدينة القاهرة 969م. وأقام بها قصرًا كبيرًا لإقامة المعز. وعرف هذا القصر باسم القصر الشرقي الكبير. كما أنشأ الجامع الأزهر. ليكون منبرًا للدعوة الشيعية.

وكانت القاهرة وقت إنشائها تحد من الشمال بموقع باب النصر. ومن الجنوب بموقع باب زويلة وما يليه. وتحد شرقًا بموقع باب البرقية وباب المحروق المشرفين علي المقطم. وتعرف هذه المنطقة في أيامنا بالدراسة. وتحد غربًا بباب سعادة وما يليه حتي شاطيء النيل.

عندما أصبحت الظروف مهيأة لاستقبال الخليفة المعز لدين الله في القاهرة. العاصمة الجديدة للخلافة الفاطمية. كتب إليه جوهر يدعوه إلي الحضور وتسلم زمام الحكم فخرج المعز من المنصورية عاصمته في المغرب في 5 أغسطس 972م. وكانت تتصل بالقيروان. وحمل معه كل ذخائره وأمواله حتي رفات آبائه حملها معه وهو في طريقه إليها. واستخلف علي المغرب أسرة بربرية محلية هي أسرة بني زيري. وكان هذا يعني أن الفاطميين قد عزموا علي الاستقرار في القاهرة. وأن فتحهم لها لم يكن لكسب أراضي جديدة لدولتهم. وإنما لتكون مستقرًا لهم ومركزًا يهددون به الخلافة العباسية.

وصل المعز إلي القاهرة في 7 رمضان 362هـ / 11 يونيو 972م. وأقام في القصر الذي بناه جوهر. وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرًا للخلافة الفاطمية. وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية.

قضي المعز الجزء الأكبر من خلافته في المغرب. ولم يقض في مصر إلا حوالي 3 سنوات فقط. ولكنها كانت ذات تأثير في حياة دولته. فقد نجح في نقل مركز دولته إلي القاهرة. وأقام حكومة قوية أحدثت انقلابًا في المظاهر الدينية والثقافية والاجتماعية في مصر. ولا تزال بعض آثاره تطل علينا حتي الآن. وجعل من مصر قلبا للعالم الإسلامي ومركزًا لنشر دعوته الإسماعيلية والتطلع إلي التوسع وبسط النفوذ. كما كان أول خليفة فاطمي يحكم دولته من القاهرة. عاصمته الجديدة.

وقد حارب المعز القرامطة وجرد لهم الجيوش إلي أن استطاع إبعادهم إلي شرق الجزيرة العربية بعيدًا عن مكة وجوارها.

توفي المعز لدين الله في القاهرة في 16 ربيع الثاني 365 هـ/ 23 ديسمبر 975م.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق