قال تعالى:"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" .
تناول الدكتور محمد مختار جمعة_وزير الأوقاف السابق_بيان دلالة تلك الآية الكريمة لافتا إلى أن الحياة قائمة على الامتحان والابتلاء، فيوم علينا ويوم لنا ، ويوم نُساء ويوم نُسَرُّ ، يقول الحق سبحانه : "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ".
ثم بين لنا الحق سبحانه أن الصابرين الحقيقيين هم :"الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" ،ثم بين جزاءهم فقال : " أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".
تابع د.مختار:لتكرار أولئك في التعبير عن جزائهم دلالة عظيمةً هي أنه لو لم يكن لهم من الجزاء سوى ما ذكر أولا " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة " لكفاهم ذلك وأنعم به فضلا عظيما من الله عليهم ، ولو لم يكن لهم من الجزاء سوى ما ذكر تاليا " وأولئك هم المهتدون "، لكان جزاء عظيما أيضا.
فقد أثابهم الحق سبحانه وتعالى بصبرهم جزاءين لا جزاء واحدا ، تعظيما لأمر الصبر ولأمر التفويض "إنا لله وإنا إليه راجعون "، وهو أفضل ما يقال عند البلاء، ويقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم:" ما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسَعُ مِنَ الصَّبرِ".
اترك تعليق