ارست العديد من آيات القرآن الكريم خُلق الاعتذر وهى احد مكارم الاخلاق التى يدعو اليها ديننا الحنيف ومن ذلك قوله تعالى "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"البقرة: 37
فكان اول ما تعلمناه من ابويا آدم وحواء هو التوبة والاعتذار اذا اساء المرء التصرف نحو الاخرين ولله المثلُ الاعلى
وكذلك نجده فى قول موسى عليه السلام عندما وكز الرجلُ فى بنى اسرائيل فقتله فأنه لم يُباهى بالذنب وانما اكد انه قد ظلم نفسه بفعلته فقال قولته المشهورة فى كتاب الله " قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"القصص: 15، 16 .
كما نجد ذلك فى قوله تعالى فى حق عباده المُتقين "وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ"القصص: 54 _قال العُلماء ان الاية الكريمة تؤكد ان الصفوة من عباده تعالى وهم المُتقين الذين استحوذ الايمان هلى قلوبهم لم يكونوا يوماً معصومين من الخطأ وانما هم يدفعون الحسنة بالسيئة اعتذاراً واعترافاً بالخطأ
وفى هذا الشأن دعت دار الافتاء المصرية الى عدم التردد فى تقديم الاعتذار اذا اساء الانساء التصرف للاخرين حيث نشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك _"إذا أسأت لأحد، فلا تتردد في الاعتذار، فالاعتذار يمحو الذنوب ويصفي القلوب"
والاعتذار والرجوع الى الحق اذا خرج من الانسان ما لا يليق من صفات نضج العقل وسماحة الخُلق وكسر استعلاء النفس وكبرها وهو من فطرة الصالحين والنبيين فلا يأخذهم العزة بالاثم
اترك تعليق