قال الاستاذ بجامعة الازهر الشريف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف السابق _ان الدنيا دار عمل نعيش فيها، والآخرة هي الباقية ، وبلا شك نحن صائرون إليها ، والعاقل من أخذ من دنياه ما يسره أن يلقاه في آخرته .
يأتى ذلك فى اطار تناوله بالشرح لحديث النبى صلى الله عليه وسلم:"يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنانِ ويَبْقَى معهُ واحِدٌ: يَتْبَعُهُ أهْلُهُ ومالُهُ وعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أهْلُهُ ومالُهُ، ويَبْقَى عَمَلُهُ"
حيث اكد ان هذا الحديث يلفت فيه النبى صلى الله عليه وسلم أنظارنا إلى حقيقة بيّنة وساطعة ، وهي أن الميت إذا مات تبعه ثلاثة : أهله ومن في حكمهم من الأصحاب والأصدقاء وهؤلاء لن يبقى أحد منهم معه في قبره أو يتحمل عنه حسابه ، فسرعان ما يرجعون إلى حياتهم ويتركونه لملاقاة مصيره وحده إن كان خيرا أو غير ذلك .
وكذلك يتبعه بعض ماله كسيارة تحمله أو تحمل بعض أهله أو مشيعيه أو كساء ونحوه لغطاء نعشه وهذا لا يبقي معه ولا يفيده بقاؤه ، فسرعان ما تقسم الأموال على الورثة .
أما الذي يبقى معه ولا يغادره فهو عمله فإما له وإما عليه ، وفي ذلك حث للإنسان أن يسعى في دُنياه لاكتِسابِ كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ يَبقى له في قَبرِه ويَنفَعُه في آخِرَتِه، ويتجنب كل شر يكون عليه لا له في آخرته .
اترك تعليق