هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنت تسأل ودار الإفتاء تجيب

تداول العملات الرقمية الإلكترونية مثل البيتكوين .. حرام شرعا

لا مانع من صيام يوم المولد النبوي شكرًا لله تعالي علي هذه النعمة

تعدد الزوجات مباح بشروط

هذا هو الفرق بين الرؤيا والحُلم وحديث النفس

يجوز للمسلم إهداء ثواب الصيام للأحياء والأموات

القوامة تكليف من الله للرجل وليست تشريفًا له

ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها د. شوقي علام مفتي الجمهورية السابق.


* اعتدت صيام يوم المولد النبوي الشريف شكرًا لله تعالي علي هذه النعمة العظمي» فما حكم الشرع في ذلك؟

** يوم مولد النبيّ صلي الله عليه وآله وسلم هو يوم تفضل الله تعالي به علي العالمين بإيجاد خير الأنام. فاستحق لذلك مزيد فضل واعتناء وإظهار أبلغ معاني الشكر والثناء لله تعالي بالإكثار من الطاعات والقربات التي من أَجَلِّها قربة الصيام. كما استحق إظهار ما لهذه النعمة من أثر في النفوس من السعادة والسرور والحفاوة والاحتفاء والاحتفال» إذ يزيد فرح المؤمن بمولده الشريف صلي الله عليه وآله وسلم علي فرحه بأيِّ حدث وبكل عيد.

وما اعتدته -أيها السائل- من صيام يوم المولد النبوي الشريف يُعَدُّ أمرًا مشروعًا. وفعلًا حسنًا. وهو من شكر المُنعِم علي إنعامه. والمُحسِن علي إحسانه. وهو أيضًا اقتداءى بأصل فعل النبي صلي الله عليه وآله وسلم حيث كان يخص يوم الإثنين وهو يوم مولده الشريف بالصيام.

* ما الرأي الشرعي في قضية تعدد الزوجات؟

** مسألة تعدد الزوجات ينبغي أن نفهمها في ضوء الآية القرآنية من سورة النساء: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَي فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَي وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ والتي تُظهر أن الإباحة موجودة ولكن مشروطة بوجود مبرر قوي أو حاجة إلي التعدد» فالتعدد جاء لعلاج مشكلة اجتماعية ربما تختلف حسب الزمان والمكان» ولذلك ينبغي أن يكون التعدد تحت وطأة مبرر قوي معتبر. مع تحقق العدل. والزوج مسئول أمام الله في عدم التزامه بهذا العدل» وكذلك الميل القلبي لا يجوز أن يكون مؤثرًا في الحقوق والواجبات.

فالإسلام قد حدد الإطار الذي يمكن أن تسير فيه العلاقات الزوجية. وهو رباط زوجي عن طريق عقد الزواج. وليس هناك طريق آخر لتكوين الأسرة إلا في هذا الإطار.

* هل هناك فرق بين الرؤيا والحُلم وحديث النفس؟ وهل يُخْبِر الإنسانُ أحدًا برؤياه أو لا؟

** الحُلم وحديث النَّفْس والرؤيا عبارة عَمَّا يراه الإنسان في النوم» وغُلِّبت "الرؤيا" علي ما يراه النائم مِن الخير والأمور المحبوبة. وغُلِّب "الحُلم" علي ما يراه مِن الشر والقبيح. وأَمَّا حديث النفس فهو عبارة عن أحداث ومخاوف يمر بها الخلق في يقظتهم. أو في منامهم بأن يُعيد العقل الباطن تكوينها مرة أخري أثناء النوم. وتُسمَّي "أضغاث أحلام".. ويُسَنُّ لـمَنْ رأي الرؤيا أن يحمد الله تعالي عليها. وأن يُحَدِّث بها مَن يُحِب دون غيره. وأمَّا الحُلم فيُسَنُّ أن يتعوذ بالله منه. ويبصق عن يساره ثلاثًا. وألَّا يُحَدِّثَ به أحدًا. كما يستحب أن يتحوَّل عن جنبه. وأن يصلي ركعتين.

وقد بيَّن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في السُّنَّة النبوية المطهرة الفرقَ بين الرؤيا والـحُلم وحديث النفس. وما يُسَنُّ فعله لـمَن رأي رؤيا يحبها أو يكرهها. فعن أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه أنَّه سمع النبي صلي الله عليه وآله وسلم يقول: "إِذَا رَأَي أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هي مِنَ اللَّهِ. فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا. وَلْيُحَدِّثْ بِهَا. وَإِذَا رَأَي غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ. فَإِنَّمَا هي مِنَ الشَّيْطَانِ. فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا. وَلَا يَذْكُرْهَا لأَحَدي. فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ".

وأَمَّا حديث النَّفْس في المنام فيُسمَّي "أضغاث أحلام": وهي الأحلام المختلطة الكاذبة والأهاويل التي يراها النائم. أو ما يقوم به العقل الباطن من إعادة تكوين الأحداث مرة أخري في أثناء النوم. وهذه الأحلام لا تأويل لها. ولا يجب الالتفات إليها.

* ما رأي الشرع في تداول العملات الرقمية الإلكترونية. مثل البيتكوين وغيرها؟

** الاجتهاد ضرورة من ضروريات العمل العلمي التي يتعامل بها الفقيه مع النصوص الشرعية من حيث إنزالها علي واقع الناس في البلاد المختلفة والأحوال المتنوعة.

وعند البحث في حكم التجارة في العملات المشفرة. والذي استغرق فترة طويلة. وبعد البحث والدراسة المستفيضة. وبعد الرجوع لخبراء الاقتصاد والأطراف ذات الصلة بمسألة العملات الإلكترونية خاصة البتكوين "Bitcoin". رأت دار الإفتاء المصرية أن تداول هذه العملات والتعامل من خلالها بالبيعِ والشراءِ والإجارةِ وغيرها حرامى شرعًا» لآثارها السلبية علي الاقتصاد. وإخلالها باتزان السوق ومفهوم العمل. وفقدان المتعامل فيها للحماية القانونية والرقابة المالية المطلوبة. ولما فيها من الافتيات علي وُلاة الأمور. وسلب بعض اختصاصاتهم في هذا المجال. ولِمَا تشتمل عليه من الضررِ الناشئ عن الغررِ والجهالةِ والغشِّ في مَصْرِفها ومِعْيارها وقِيمتها. وذلك يدخلُ في عموم قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا". فضلًا عما تؤدي إليه ممارستُها من مخاطرَ عاليةي علي الأفراد والدول. والقاعدة الشرعية تقرر أنه "لا ضرر ولا ضرار".

* ما حكم إهداء ثواب الصيام للأحياء؟.

** المختار للفتوي أنه يجوز للمسلم إهداء ثواب الصيام للأحياء والأموات جميعًا. وسواءى حصل هذا الإهداء عند أداء هذه العبادة أو بعد تمامها. مع التنويه علي أن الصائم إذا دعا الله تعالي أن يهب للميت مثل ثواب عمله الصالح» فإن ذلك يصل إليه بإذن الله تعالي باتفاق جميع الفقهاء» لأن الكريم إذا سُئِل أعطَي وإذا دُعِيَ أجاب.

* بين فترة وأخري نري بعض الرجال يرفعون شعار القوامة للتحكم في المرأة والتسلط عليها.. فما مفهوم القوامة من الناحية الشرعية؟

** التسلط علي المرأة من قبل الرجل باسم القوامة أمر غير مقبول. فالعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية. والقوامة تكليف من الله عز وجل للرجل وليست تشريفًا له. وهي مسئولية عظيمة ودقيقة في ذات الوقت أخذًا من معانيها اللغوية ومن تصرف النبي الكريم. فهو النموذج الصحيح في هذا الأمر. وكذلك فهي لا تعطي للرجل حقًّا يتسلَّط به علي أسرته أو تجعله متفردًا في اتِّخاذ القرارات.

وقول الله سبحانه وتعالي: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَي النِّسَاءِ يجب أن نفهمه في ضوء النموذج التطبيقي النبوي» فالنبي صلي الله عليه وسلم لم يجعل أبدًا القوامة حجة للسيطرة علي المرأة. وكذلك في سياق الآية الكريمة: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً وأيضًا اللغة لا تساعد علي استنتاج معني التسلط من لفظ القوامة المذكور في الآية الكريمة. لأن "قوَّام" بالتشديد يعني القائم علي حقوق الله تعالي» كما جاء في القواميس والمعاجم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق