قال الداعية الاسلامى اشرف الفيل من علماء الازهر الشريف _والذى يُتابع سلسلة حول ماهية الروح وخصائصها عبر احد الفضائيات المصرية
ان بعض العلماء يروا أن الحديث عن الروح يجب السكوت عنه لأن الرسول صلي الله عليه وسلم سئل عنها فامره الله أن يجيب بقوله " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي " سورة الإسراء 85
لكن المتأمل في تكملة الاية يجد أن الله تعالي يقول "وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" ومن هنا يمكن أن نعرف قليلا عن الروح لنستطيع تفسير كثير من الظواهر التي تعترينا مثل الأحلام والرؤي ومثل توقع الحدث قبل وقوعه والتخيلات والتوقعات والتخمينات
هل الروح جزء من ذات الله ؟
وافاد ان بعض المفكرين يعتقد أن الروح هي جزء من ذات الله تعالي لأنه دائما ينسبها إلي نفسه ويضيفها إليه سبحانه كما في قوله تعالي في سورة ص"
" إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ "
• وكما في قوله تعالي " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ "
• وإلي هذا ذهب بعض أهل العلم إلي القول بأن الروح إنما هي من ذات الله وعلي هذا تكون الروح غير مخلوقة
و فى تفصيل جواب المعارضين بأن اضافة الروح لنفسه تعالى اضافة تكريم قال الاتى :
• أن روح الإنسان ليست جزء من ذات الله تعالي وإنما يضيفها الله إليه إضافة تكريم كما يضيف العبد والرسول والناقة مثل قوله تعالي ـ أسري بعبده ـ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ ـ ناقة الله وسقياها
ومثل إضافة جبريل عليه السلام إلي نفسه كما في قوله تعالي:
" فأرسلنا إليها روحنا " وكقوله "عبدنا "
• فهذه إضافة مخلوق إلي خالق وتسمي إضافة أعيان ومن هذا نفهم أن الروح مخلوقة
وبين انهم استدلوا علي ذلك من القرآن والسنة بما يلي :
• قوله تعالي قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
• وقوله تعالي " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
• وقوله تعالي هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا "
• قالوا : ـ فالروح مع النفس والعقل والجسد تتم استكمال الإنسان ولو كانت الروح ليست بمخلوقة أي أنها من ذات الله لما قال سبحانه لم يكن شيئا مذكورا .
والدليل من السنة :
• ورد في صحيح البخاري من حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَالَ:" بَعْضُ الْقَوْمِ لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنْ الصَّلَاةِ
قَالَ بِلَالٌ: أَنَا أُوقِظُكُمْ فَاضْطَجَعُوا وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَقَالَ: يَا بِلَالُ أَيْنَ مَا قُلْتَ قَالَ :مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ
قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ "
ولفت الى ان في هذا الحديث دلالة علي أن الروح قد انفصلت من الجسد دون أن يموت العبد وفيها دليل أيضا علي أنها مخلوقة كالإنسان تماما
اترك تعليق