أكد علماء أن الموت والآجال من قضاء الله وقدره الذي قدّره وكتبه سبحانه بعلمه السابق قبل أن تُخلق الخلائق بخمسين ألف سنة، فلا يلحقها تبديل أو تغيير.
قال تعالى:
﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المنافقون: 10-11].
وفي تعليقهم على ترند "فيتامينات إطالة العمر" التي يلجأ إليها بعض الناس بجرعات باهظة الثمن بدعوى أنها تزيد العمر، أوضحوا أن الأجل كغيره من أمور الدنيا مبني على الأسباب المادية المكتوبة في اللوح المحفوظ.
وضربوا مثلًا بمن أراد حفظ القرآن الكريم؛ فلا بد أن يأخذ بالأسباب: من قراءة ومراجعة وتكرار واستماع، فإذا استكملها أتم الحفظ، وإن قصّر فيها لم يتم ما أراد. وكذلك العمر؛ قد كُتب أوله وآخره، لكن يُطلب من الإنسان الأخذ بأسباب الصحة والوقاية والبعد عن مواطن الخطر، وهي جميعًا داخلة في تقدير الله تعالى.
العمر والكتاب
قال تعالى:
﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [فاطر: 11].
وبيّن المفسرون أن الله كتب آجال العباد في بطون أمهاتهم، وأن الناس لم يُخلقوا على عمر واحد؛ فهذا يُكتب له عمر أطول، وذاك أقصر، وكل ذلك مقدر لا يتغير ولا يتبدل.
أسباب شرعية لبركة العمر
مع ثبات الأجل، فقد ورد في السنة النبوية ما يزيد في "بركة العمر" ويُعظم نفعه، ومنها:
الدعاء
بر الوالدين
أعمال البر والخير جميعًا
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
(من سره أن يُبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه) – رواه البخاري.
وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
(لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر) – رواه الترمذي.
اترك تعليق