فى عصر السوشيال ميديا اختلفت المعايير الفنية عن الماضى، فظهور الفنان قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعى ،كان نادرا من خلال البرامج التليفزيونية أو الأخبار والصفحات الصحفية ، أما الآن فكثير من الفنانين أصبحوا متاحين ليل نهار.
من خلال صورهم ومنشوراتهم وفيديوهاتهم والبث المباشر فى كثير من الأحيان، فى ظاهرة دخيلة على سلوكيات أهل الفن .. وهو ما يدفعنا لطرح السؤال هل هى ظاهرة سلبية أم إيجابية؟! وهل تربح الفنان من خلال تلك المواقع تأتى بحثا عن مزيد من الدخل أم إعانة فى زمن يعانى به بعض الفنانين من البطالة الفنية؟!.
أكد الكاتب والناقد أحمد بشرى : يحرص الفنان دائما و ابدا و منذ بدء تاريخ الفن على التواجد باستمرار داخل الساحة الفنية و البقاء في دائرة الاصواء مستخدما فى ذلك كافة الطرق و الوسائل المتاحة في عصره لتحقيق كافة أنواع المكاسب المادية و المعنوية فكلاهما مرتبط بالآخر .
و لا ينفصل عنه كليا و جزءيا كما يستخدم تلك الوسائل أيضا إذا ما تعرض للتهميش او التجاهل و الاستبعاد لسبب او لاخر بل يستخدمها منذ البداية و فى الأساس كمدخل لولوج المجال الفنى منذ اولى خطواته الأولى محاولا ارتقاء سلم المجد، ع ظهور فيرس كوفيد ١٩ المعروف باسم الكورونا و توابعه فبدا الفنانيين و معاونيهم فى استخدامه و غيره من التطبيقات للبقاء على التواصل مع جمهورهم و كسر حاجز العزلة مسخرين اليات العصر الحديث لاغراضهم المذكورة مسبقا و متواكبين مع حركة الزمن لكن بالرغم من انحسار الوباء تلاحظ فى الفترة الأخيرة ظاهرة تواجد الفنانيين بشكل مكثف على التك توك .
فاختلفت الاراء حوله داخل و خارج الوسط الفني ما بين مؤيد ومعارض فمنهم من اعتبره موضة يحب اتباعاها و عدم التخلف عن الركب من أجل البقاء و التواجد و الانتشار بطبيعة الميل للتقليد و المحاكاة و الغيرة و استقطاب اكبر عدد ممكن من المعجبين و المتابعين و منهم من اعتبرها مقبرة للفنان و تقليل من شانه حتى وصل الامر للتباحث فى مجلس نقابة المهن التمثيلية حول توقيع عقوبات على اى فنان فى حالة حدوث تجاوزات على التك توك خاصة فيما يسمى بتطبيق التحدى و مايمثله ذلك من اهدار لقيمة الفنان و هيبته و و وقاره كما تلاحظ ايضا استخدام بعض الفنانيين استخدام التك توك لتحقيق دعاية للمتعاملين معهم مثل الاطباء المعالجين لهم خاصة الاسنان و التجميل بمنطق المنفعة المتبادلة و ما يمثله ذلك من مخاطرة لمصداقية الفنان و اسمه اذا لم تكن تلك الدعاية فى محلها و ادت لنتائج سلبية لمن اتبع نصائحكم فى التعامل مع أشخاص أو جهات معينة هناك راى ان التك توك و غيره مجرد ظاهرة سلبية لن تؤتى ثمارها مع الوقت فهى مجرد وسيلة قد تنجح او تفشل فى تلميع الفنان امام الجمهور و القائمين على صناعة الاعمال الفنية الضخمة او استعطافهم كما يحدث الان للمشاركة فيها و ادعاء الموهبة و القدرات العالية .
لكن التجربة الحقيقية امام كاميرة الفيديو او السينما او الميكرفون هى المحك الحقيقى و هى التى ستثبت صحة ذلك من عدمه و ان الموهبة الاصيلة و الفن الراقى هو الذى سيبقى في مواجهة طوفان الهبوط و الاسفاف و الدليل على ذلك هى الاعمال المتميزة التى تعيش معانا حتى الآن من اجمالى كل ما قدم عبر تاريخ الفن السابع و كافة الوان و اطياف الفنون الاخرى
اترك تعليق