اخبر المولى عز وجل نبيه صل الله عليه وسلم العديد من قصص الامم والنبوات والحوادث السابقة من خلال القرآن والتى رويت بأيات وصورة ناطقة
ومن اشهر القصص القرآن الكريم واحكمه قصة يوسف عليه السلام وقصة العُذير وطالوت وجالوت وحكيات عدة عن موسى عليه السلام وقومه وغيرهم الكثير
ونتناول اليوم قصة طالوت وجالوت والتى برزت فيها قوة ايمان وشجاعة داوود عليه السلام وحكاها القرآن الكريم فى الايات من الاية 246الى 251 من سورة البقرة
وتدور قصة طالوت وجالوت حول بنو اسرائيل فى فترة التيه عندما اُخرجوا من ديارهم مُشردين فذهبوا فى تلك الفترة يوماً الى نبيهم والذى انتقلت اليه النبوة بعد موت موسى وهارون وفتاه وقالوا له ابعث لنا ملكاً يجمعنا تحت رايته ونقاتل معه لكى نستعيد معه ارضنا
وقد حكى ذلك القرآن فى الايات "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
فقال لهم نبيهم بعدما اوحى اليه لقد ارسل الله اليكم_ طالوت _ملكاً فأعترض بنو اسرائيل على ذلك لان طالوت لم يكن من سبط النبوة والملك ولم يكن من اصحاب المال _فبين لهم نبيهم ان الله تعالى رغم ذلك اختاره عليه وميزه بأنه صاحب علم وجسم
وترجمت ايات القرآن ذلك حيث قال المولى عز وجل " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)
ولكى يطمئن بنو اسرائيل قال نبيهم ان الله تعالى ارسل اية او دليل ملكه وهو انه سيرجع لهم تابوت فى بعض اثر موسى عليه السلام ومنها بعض صحائف التوراة وقيل وعصاة موسى عليه السلام
فقد قال تعالى "قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (248)
وبالفعل تجهز جيش طالوت الذى قال لهم انهم سيمرون على نهر فى طريقهم لملقاة العدو وهو " نهر الاردن "على بعض الاقوال واكد عليهم انه خلال الرحلة من يشرب من هذا النهر فقد خرج من الجيش ومن تبعيته ومن لم يشرب فأنه منه ولتلك المعركة وكذلك من اغترف ليبلل ريقه فقط
وقد عبر القرآن عن ذلك بقول الله تعالى "لَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ "249
وعندما حانت لحظة التقائهم بجيش العدو والذى كان على رأسه جالوت وهو ملك ظالم جبار مُشرك بالله كان اصبح جيش بنوا اسرائيل قلة حيث لم يتبقى منهم سوى الصفوة بعد اختبار الشرب من النهر ولكنهم رغم ذلك شعروا بالضعف وقالوا كيف لنا ان نهزم جيش جالوت
وهذا ما بينه القرآن فى قوله تعالى "فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ"249
ولكن لما برز جالوت بدروعه على رأس العدو بدروعه الحديدية اكد طالوت على عهده بأن من يقتله سينال قيادة الجيش ويتزوج من ابنته ولكن هنا ظهر من لا يطمع فى كل ذلك ولكنه كان يثق بأيمانه فى الله تعالى لا يرجو سوى المولى عز وجل وهو فتى صغير وهو _"داوود عليه السلام"_ والذى قتل جالوت بأسلحته المُدججة رغم انه لا يحملُ سوى مقلاعه واحجار وعصاه
وبعدها التقى الجيشان وانصر جيش طالوت
وقال الله تعالى فى ذلك "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "249" _" فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ 251
وقد نال داوود عليه السلام بعد فترة الملك على بنو اسرائيل فجمع الله على يديه المُلكُ والنبوة
اترك تعليق