هل تعلم ان لقبول الطاعات درجات فمنها ما هو قبول رضاً ومحبة ومنها ماهو قبول مباهاة وثناء على صاحب العمل امام الملأ الاعلى كما ان منها قبول جزاء وثواب واخيراً قبول اسقاط للعقاب فقط ..وهذا ما ذهب اليه ابن القيم رحمه الله
وقد يرفع الخشوع فى الصلاة والذى هو روحها من درجة قبولها فاما اذا ما اداها المصلى على انها مُجرد حركات لا حياة فيها قد تقل درجة قبولها الى مجرد اسقاط العقوبة
_وهذا ما اكده ابن القيم رحمه الله فى قوله "وَقَبُولُ إِسْقَاطٍ لِلْعِقَابِ فَقَطْ وَإِنْ لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَيْهِ ثَوَابٌ وَجَزَاءٌ؛ كَقَبُولِ صَلاةِ مَنْ لَمْ يُحْضِرْ قَلبَهُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِنْ صَلاتِهِ إِلا مَا عَقِلَ مِنْهَا؛ فَإِنَّهَا تُسْقِطُ الْفَرْضَ وَلا يُثَابُ عَلَيْهَا."
والله تعالى ربط فلاح المؤمنين بالخشوع فى صلاتهم فقال فى كتابه قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون:1/2}،
ومن الامور التى يفقدها المُسلم مع عدم الخشوع تفويته على نفسه طعمُ لذة مُناجاة الله تعالى والتى تنتشى بها نفس المؤمن ويتضلع بها فؤاده حباً وطمعاً لله تعالى
ومن المُناجاة التى اُثرت عن السلف الصالح واورثها الخشوع ما جاء فى كتاب اسرار المحبين _"يا من لا تمل حلاوة ذكره ألسن الخائفين ولا تكل من الرغبات إليه مدامع الخاشعين أنت منتهى سرائر قلبي في خفايا الكتم وأنت موضع رجائي بين إسراف الظلم من ذا الذي ذاق حلاوة مناجتك فلها بمرضاة بشر عن طاعتك و مرضاتك؟! يا من يعصى و يتاب إليه فيرضى كأنه لم يعص بكرم لا يوصف وتحنن لا ينعت يا حنّانا بشفقته يا متجاوزا بعظمته لم يكن لي حول فأنتقل عن معصيتك إلا في وقت أيقظتني فيه لمحبتك خضعت لك وخشعت لك إلهي لتعزني بإدخالي في طاعتك ولتنظر إلي نظر من ناديته فأجابك واستعملته بمعونتك فأطاعتك يا قريب لا تبعد عن المغترين يا ودود لا تعجل على المذنبين ."
اترك تعليق