يعتبر فصل الصيف أكثر فصول السنة استقرارًا فى الأحوال الجوية بعيدًا عن التقلبات الحادة التى تحدث فى فصل الربيع كما شهدنا الأسبوع الماضي.
ومع امتداد منخفض الهند الموسمى ترتفع درجات الحرارة ونسب الرطوبة بشكل واضح مما يزيد الإحساس بحدة الحرارة.
خبراء هيئة الأرصاد قدموا ملامح لصيف 2023 من حيث النسب المتوقعة لدرجات الحرارة والرطوبة مؤكدين أنه من المتوقع حتى الآن ألا يختلف الأمر كثيرًا عن الصيف الماضى.
أشاروا إلى أن وجود المرتفع الآزورى سوف يؤدى إلى انخفاض درجات الحرارة فى بعض الأيام.
قالوا إن التغييرات المناخية هى العامل الكبير فى زيادة حدة الظواهر الجوية المصاحبة لكل فصول العام.

دكتور محمود شاهين مدير عام التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية قال إنه حتي الآن من الصعب التنبؤ بحالة الطقس خلال موسم الصيف ولكن جميع المؤشرات تشير إلي أنه قريب الشبه بصيف العام الماضي مشيرًا إلي أن منخفض الهند الموسمي سوف يؤثر علينا طوال الصيف مسببًا ارتفاعًا في نسبة الرطوبة بسبب الكتل الهوائية المشبعة بالماء والتي تسبب الإحساس بالاختناق.
أوضح أن التغييرات المناخية هي العامل الأكبر في زيادة حدة الظواهر الجوية المصاحبة لكل فصول العام من حيث حدة العواصف والنشاط والرياح المثيرة للرمال والأتربة كما حدث خلال الأيام الماضية.
قال إن درجات الحرارة تختلف فى كل منطقة بداية من القاهرة الكبرى وجنوب سيناء وشمال وجنوب الصعيد فالعظمى بداية من 36 حتى 42، والصغري 21 ــ 26 نفس الأمر بالنسبة لدرجات الرطوبة التي تتراوح بين 30 ــ 90، والصغري 15 ــ 50.
موضحًا أن الهيئة تحرص على إصدار بيانات يومية وأسبوعية بحالة الطقس كما توجه إرشاداتها حول التعامل مع ارتفاع الدرجات المرتفعة من حيث الاهتمام من الإكثار من تناول المياه والسوائل وعدم التواجد تحت أشعة الشمس المباشرة في الفترة التي يتم تسجيل أعلي درجة حرارة على مدار اليوم وهى من الظهر وحتى الخامسة عصرًا تجنبًًا للإصابة بضربات الشمس ولابد من متابعة النشرات الجوية الصادرة من الهيئة.
ارتفاع الحرارة
دكتورة منار غانم متنبئ جوى وعضو المركز الإعلامى للهيئة العامة للأرصاد الجوية تشير إلى أن بداية فصل الصيف 21 يونيه ويستمر حتى 22 سبتمبر سوف يشهد الطقس ارتفاعًا فى درجات الحرارة وهو أمر معتاد مع قدوم الصيف وحتي الآن المتوقع لصيف 2023 أن يكون مثل الصيف الماضى التى تتراوح بين 36 ــ 38 درجة أما الارتفاع الحاد بسبب الكتل الهوائية الساخنة المشبعة بكميات كبيرة من بخار الماء نتيجة قدومها من البحر المتوسط وتتسبب هذه الكتل في اتفاع نسب الرطوبة وهي تختلف في كل منطقة حسب مرور التوزيعات الضغطية وتكون ذروة الإحساس بارتفاع الحرارة والرطوبة في شهري 7 ــ 8 نظرًا لوجود منخفض الهند الموسمي بالتزامن مع الكتل الهوائية.

أضافت أن هناك بعض الأيام سوف يشعر المواطنين فيها بانخفاض في درجات الحرارة نتيجة وجود المرتفع الآزوري ومرتفع العروض الوسطي.
أوضحت أن العواصف الترابية التى حدثت خلال الأسبوع الماضى أمر طبيعى لأننا مازلنا فى فصل الربيع الذى تحدث فيه تقلبات جوية حادة مثل ارتفاع فى درجات الحرارة وسقوط الأمطار وعواصف الأتربة والرمال التى يطلق عليها العواصف الخماسينية ومن المتوقع أن تتكرر حتى نهاية الربيع بسبب الكتل الهوائية الصحراوية.
الصفات المناخية
دكتورة عواطف إبراهيم مصطفي باحث أول بالإدارة العامة للبحث العلمى قالت إن معرفة الصفات المناخية لمنطقة ما تتطلب التعرف على الأوضاع الجوية السينوبتيكية السائدة المرتبطة بالدورة العامة للرياح وأنظمة الغلاف الجوى التى تؤثر على مصر بشكل متكرر وفى فصل الصيف ومنه تكون الرياح هادئة للغاية وتسود رياح شمالية التى يطلق عليها مناخيًا الرياح التجارية الشمالية الشرقية ويعرفها عامة الناس فى مصر باسم الهواء البحرى المحبب الذى يجعل الناس يفضلون أن تكون واجهات منازلهم وفتحاتها شمالية حيث تستقبل الهواء اللطيف.

أضافت أنه من تحليل معلومات الضغط الجوى عند مستوى سطح البحر للبيانات المناخية الصادرة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية (E-M-A) ونظرًا لارتفاع درجة الحرارة فى فصل الصيف يتكون فوق الأراضى المصرية ضغط منخفض بينما يتكون ضغط مرتفع فوق البحر المتوسط نظرًا لأن درجة حرارة المياه تكون أقل من درجات حرارة اليابس المحيط به ولذا تهب من البحر رياح جافة ومعتدلة فى سرعتها وملطفة لدرجة الحرارة وهى الرياح التجارية الشمالية.
ويلاحظ تأثير المنخفض الحرارى المدارى منخفض السودان الموسمى بالأخص فى شهر يونيو الذى يتميز بالحرارة والرطوبة على المناطق الجنوبية الشرقية من مصر فى حين يظهر تواجد مرتفع الآزور شمالاً والواقع فوق البحر الأبيض المتوسط، كما يلاحظ أنه لا تسقط الرياح الشمالية أمطار على مصر لأنها تهب من منطقة ضغط مرتفع إلى منطقة ضغط منخفض أى تهب الرياح من منطقة أقل حرارة إلى أجزاء أعلي منها حرارة وذلك يعرض أى قدر من الرطوبة يكون عالقًا بها للتبخير.
أشارت إلي أن درجات حرارة ترتفع خلال الصيف نتيجة لتعامد الشمس فيما بين خط الاستواء ومدار السرطان في جنوب مصر مع وجود اختلافات في متوسط درجات الحرارة في المناطق المختلفة حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل مضطرد كلما اتجهنا جنوبًا خاصة جنوب عرض 25ْ شمالاً وتعد المناطق الواقعة جنوب أسوان أكثر المناطق حرارة وذلك نتيجة لوقوعها في منطقة مدار السرطان وتعامد الشمس وبعدها عن المؤثرات البحرية.

وتقل درجات الحرارة نسبيًا فى الجهات الشمالية من مصر خاصة على ساحل البحر المتوسط وذلك نتيجة للبُعد عن خط الاستواء ومدار السرطان والقرب من المؤثرات البحرية وهبوب الرياح التجارية الشمالية من البحر المتوسط وهى رياح جافة وملطفة للجو كما تنخفض درجات الحرارة على جبال البحر الأحمر وجنوب سيناء نتيجة لارتفاعهما بينما ترتفع على السهول الساحلية على جانبى خليج العقبة والسويس وسواحل البحر الأحمر كما تنخفض أيضًا درجات الحرارة بشكل ملحوظ أثناء الليل خاصة في المناطق الداخلية ذات المناخ القاريى بسبب البُعد عن المسطحات المائية.
أوضحت أنه بتحليل البيانات المناخية لدرجات الحرارة العظمى خلال فصل الصيف فهى تتراوح بين 29ْم على الساحل الشمالى و41ْم أقصى الجنوب.
أما درجات الحرارة الصغرى تتراوح بين 20ْم إلى 28ْم.
هذا ويندر سقوط الأمطار خلال فصل الصيف ويسود الجفاف.
وفيما يتعلق بالتنبؤات الجوية حول صيف 2023 قالت إن التوقعات الفعلية تستند على نتائج النماذج المناخية الديناميكية والإحصائية فضلاً عن الخصائص المناخية للاتصالات واسعة النطاق المعروفة عن بُعد فى الغلاف الجوى ويوجد العديد من هذه الظواهر التى تؤثر على النظام المناخى والتقلبات المناخية.
كما تؤثر أيضًا على التنبؤات المناخية والفعلية ومن هذه المؤشرات مؤشر التذبذب الجنوبى ومؤشر المحيط الأطلنطى الشمالى.
وبالنسبة لدرجات الحرارة فمن المتوقع درجات حرارة أعلي من المعدل على معظم أنحاء الجمهورية وذلك باحتمال توافق بين النماذج يصل إلي 80%. أما بالنسبة للرياح فمن المتوقع رياح أعلي من المعدل على معظم أنحاء الجمهورية باحتمال توافق يصل إلي 60%.
أما الأمطار فقد أعطت النماذج الديناميكية العالمية توقعات أمطار أعلي من المعدل وذلك باحتمال توافق ضعيف قد يصل إلى 40% على شمال البلاد.
اترك تعليق