أكد السيّد علاء ماضى أبو العزائم- شيخ الطريقة العزميّة، رئيس الاتحاد العالمى للطُرق الصوفيّة- أن العمل الجماعى ليس فقط فريضة دينية بل هو أيضا واجب وضرورة وطنية، لكنه للأسف الشديد مازال غائبا عن مُعظم مُعاملاتنا وسلوكيّاتنا الحياتيّة، وبالتالى فهو السبب الرئيس فى تأخُّرنا وتُقدّم غيرنا.
قال: كلّنا نتمنّى الجنَّة، غير أننا لا نعمل لها! وأهم الطُرق إليها، المُعاملات والأخلاق، فضلا عن العقيدة والعبادات، ولهذا كان سيّدنا النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- يتّصف بالصادق الأمين من قَبل بِعْثَتِه.
وهذا ما جعلنا- فى الطريقة العزميّة- نُركِّز على نشر الأخلاق والقيم الفاضلة، حتّى أننا طبَعنا حوالى 20 ألف "بوستر" تحمل مُبادرات أخلاقيّة، ودَعَونا لتَمَثُّل قِيمة أو خُلُق فى فترة شهر أو أكثر، ثمّ الانتقال إلى فضيلة أو خُلُق آخر، وهكذا طوال أيام العام، حتّى نُطبِّق كلّ الأخلاق المحمديّة، فنكون بذلك قُدوة طيّبة لغيرنا- سواء المسلمين أو غيرهم- فالمسلم الحق هو الذى يمتثَّل قوله تعالى: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" [سورة الأحزاب: 21].
وحذَّر- فى تصريحات خاصّة- من فشل أى عملٍ أو مشروعٍ، طالما غابت عنه "روح العمل الجماعى"، ومباريات كُرَة القَدم خير دليل وشاهد، فإذا توفّرت هذه الروح فيما بيننا استطعنا التغلُّب على كل التحدّيّات والأزمات، سواء أكانت اقتصاديّة أم اجتماعيّة أم سياسيّة وغيرها، فلابد أن يكون لنا "حُلْم جماعى" للأُمَّة حتى نصبح أقوى وأعظم أُمَّة، وهذا يفرض على الجميع أن نكون يدًا واحدة وعلى قلب رجلٍ واحدٍ.
أضاف: إذا أردنا العيش فى رفاهية ورَغَدٍ، فلابد من العمل لذلك، وليس شرطًا أن نجنى ثمار هذا العمل لأنفسنا، وإنما نصنعه لأبنائنا والأجيال القادمة، فهذا ما تعلَّمه وعمل به أسلافُنا العِظام، وقد لخَّص الحكيم هذا فى مقولته الشهيرة (زَرَعَ من كان قَبْلَنا فأكَلْنَا، ونحن نزرعُ ليأكلَ من بَعْدَنا).
وطالَب "أبو العزائم" أبناء الصوفيّة أن يكونوا هُم القدوة لإخوانهم فى الدين والإنسانيّة، فالمسئوليّة عليهم مضاعفة لنشر صحيح الدين، بالقدوة الطيّبة والعمل الصالح.
اترك تعليق