أكد الدكتور عطية لاشين_أستاذ الفقه بجامعة الأزهر_عدم جواز فتح مكبر الصوت أثناء المكالمة ليسمع من حوله دون إذن المتصل و ليس من الأمانة فعل ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يتجالس قوم إلا بالأمانة» و«المجالس بالأمانة»،لافتاً إلى أنه إذا فتح مكبر الصوت دون إذن المتصل لا يجوز فربما لا يريد المتصل أن يسمع الآخرون كلامه ولا يرغب في ذلك ومن الحكمة أن يستأذن المتحدث الآخر حتى لا يصير خوض وانتقادات وتجريحات ونحو ذلك.
تابع د.لاشين:لا يحل لأحدهم أن يفشي سر غيره وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة» رواه أبو داوود والترمذي وأحمد. أي إذا التفت خشية أن يسمعه غيره فهذا دليل أنه سر لا يحب أن يطلع عليه غير من يتحدث معه.
كما أشار إلى أن حفظ الكلام والأسرار التي بين الناس سواء كانت عبر الهاتف أو في المجالس من الأمانات والعهود والمواثيق، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) وقال الله تعالى: (فإن أمن بعضكم بعضا فليؤدّ الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه).
وقال الله تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)، فلابد أن يعلم الجميع أن للمجالس آدابا يجب التحلي بها، ولا يختلف الأمر كذلك مع مكالمة الهاتف مع الغير، فالأدب مطلوب والذوق العام يجب أن يراعى ويحترم، وأعراض الناس يجب أن تحفظ من خلال المكالمات الهاتفية، فلا يجوز نقل ما يدور في المجالس لمجالس أخرى بقصد الإفساد ووقوع الفتنة من خلال الوشاية المحرمة، وكذلك لا يجوز فتح سماعة الهاتف (الاسبيكر) حين تكلّم شخصا آخرا ليسمع من حولك الحديث الذي بينكما، فهذا داخل في خيانة الأمانة، وهو من التجسس المحرم.
شدد د.عطية على أنه قد وقع من قام بفعل هذا الأمر بمحاذير كثيرة منها: ضياع الأمانة، الخيانة، والتجسس، الغدر، الكذب، نشر الأسرار، الإضرار بمكانة الصداقة.
اترك تعليق