يعتبر نبات "الجوجوبا" نباتاً صحراوياً يتحمل الظروف الحارة والباردة وملوحة التربة العالية والنمو في درجة حرارة من 5 إلي 50 درجة مئوية. ويتميز النبات بمقاومته العالية للأمراض والآفات واحتياجه للقليل من الماء. لذلك يعتبر نباتاً مثالياً لزراعته في مناطق الظهير الصحراوي بالمحافظات.
لذلك أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريراً تحت عنوان "أشجار الجوجوبا الذهب الأخضر في مصر". يتناول التقرير خصائص الأشجار وأماكن زراعتها في مصر ومشروعات زراعتها والمزايا المتحققة جراء التوسع في زراعتها والقيمة الاقتصادية الناتجة من ورائها.
قال الخبراء إن شجرة "الجوجوبا" هي الأمل لتنمية وزراعة الصحاري المصرية وانها كنزاً زراعياً لقلة تكاليف زراعتها وعائدها الكبير.
أكد الخبراء أن "الجوجوبا" يستخرج منها زيت عال القيمة يستخدم في محركات الطائرات وسفن الفضاء. لأنه يتحمل درجات الحرارة العالية. وأنه بديل واعد للبترول وتتوافق زراعته مع الظروف البيئية في مصر.
أكد المهندس محمد مصطفي رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية لزراعة الجوجوبا أن تلك الشجرة "الجوجوبا" بمثابة الامل لتنمية مصرية&Search=" target="_blank">الصحراء المصرية. وأن إنتاج العالم من الجوجوبا بلغ 15 ألفاً و400 طن زيت. وهناك عجز 92,9% في زيت الجوجوبا بالنسبة للاحتياجات العالمية.
أشار م.مصطفي إلي أن العالم ومراكز الأبحاث انتبهت للعائد الاقتصادي الكبير لتلك الشجرة والتعرف علي خصائصها وزراعتها تنتشر. وأصبحت تزرع الجوجوبا في 9 مناطق في العالم. وإنتاج شجرة واحدة يصل لكيلو زيت. وسعر طن الزيت يقارب 20 ألف دولار. ويصل إجمالي التجارة الدولية لزيوت الجوجوبا إلي أكثر من 30 مليار دولار سنويا. لذلك هي كنز زراعي أو بالفعل هي ذهب الصحراء لقلة تكاليف زراعتها وعائدها الكبير.
أوضح "مصطفي" أن مصر تتجه لزراعة الجوجوبا وزيادة المساحات المنزرعة سنويا وخلال الفترة من 2003/2021 بلغت الآن نحو 20 ألف فدان وفقا لإحصائيات غير رسمية. فضلاً عن أنه جار تجهيز وزراعة 10 آلاف فدان. وتأتي مصر في المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج زيت الجوجوبا بعد فلسطين وبيرو والأرجنتين.
ولأن الزراعة في مصر تعتبر من الأسس والدعائم الرئيسية للاقتصاد الوطني ويعتبر التوسع في زراعة الصحراء أحد الاختبارات الاستراتيجية لمصر في المرحلة المقبلة. حيث من المتوقع التوسع في زراعة شمال سيناء وجنوب الوادي في توشكي وشرق العوينات والفرافرة بمساحة تزيد علي مليون فدان. ومع الأخذ في الاعتبار ثبات المصادر المائية لمصر. يتضح أن هناك حاجة ماسة لزراعة أنواع جديدة من النباتات التي تحتاج إلي مقننات مائية محدودة مع قدرتها علي تحمل ظروف وطبيعية مصرية&Search=" target="_blank">الصحراء المصرية القاسية والفقيرة في العناصر الغذائية للنبات. بالإضافة إلي قدرة النباتات الجديدة علي تحمل الإجهاد الحراري العالي والملوحة وتوفر عوائد نقدية مجزية للمزارعين ويفضل أن تكون لها قيمة مضافة كمادة خام للصناعة. ما يسهل إنشاء تجمعات زراعية. وبالتالي تحقيق قيمة مضافة عالية للاقتصاد الوطني.
يري رئيس جمعية الجوجوبا أن تكلفة النقل والتخزين والتصنيع لها يجب أن تتناسب مع قيمتها. علي أن يكون إنتاج هذه النباتات قادر علي المنافسة في الاسواق العالمية. ويفضل أن يستفيد من مزايا رخص الايدي العاملة. ما يسهم في توفير فرض عمل جديدة ويسهم في انتقال القوي العاملة وتوطنهم خارج الوادي والاستفادة من المزايا النسبية لتصدير منتجاتها للخارج.. ومن هذا المنطلق كان التفكير في نشر نبات "الجوجوبا" الذي يعتبر من أحد أفضل النباتات الصناعية الجديدة وأكثرها ملائمة للزراعة في البيئه القاحلة أو الصحراوية.
أكد أن مصرية&Search=" target="_blank">الصحراء المصرية أنسب الأراضي لزراعة الجوجوبا من ناحية طبيعة الارض أو المناخ لزراعة الجوجوبا علي المستوي العالمي. بالنظر لرخص تكلفة الايدي العاملة نجد أن تكلفة إنتاج بذور الجوجوبا في مصر تعتبر من أرخص التكاليف العالمية. ما يحقق لها الاستفادة من هذه المزايا النسبية وتحقيق عائد اقتصادي مجز من زراعتها. بالإضافة إلي أن منتجات شجرة الجوجوبا تعتبر مادة خام لصناعات عديدة.
أضاف مصطفي أن نبات الجوجوبا من النباتات التي تتحمل الظروف البيئية القاسية كالملوحة والجفاف والحرارة العالية وأظهر تأقلماً واضحاً مع الظروف البيئية السائدة في مصر وأثبتت السلالات التي زرعت في محافظات مختلفة نجاحاً باهراً من حيث التأقلم وسرعة التأقلم وسرعة النمو الخضري. وأعطت محصولاً بذرياً مبشراً بعد سنتين فقط من الزراعة. وبأقل قدر من الرعاية والاحتياجات المائية والغذائية. ما يدل علي ملائمة هذا النبات للمناخ السائدة في مصر. وبالتالي إمكانية زراعته كمحصول اقتصادي واعد متعدد الأغراض. ومتحمل الحرارة وندرة المياه.
أكدت د.هالة نجيب عبدالله باحثة بقسم بحوث الزيتون والمناطق الجافة بمركز البحوث الزراعية أن الجوجوبا شجيرة صحراوية معمرة. يبلغ ارتفاعها نحو 2 إلي 4 أمتار وقطرها 2.5 متر. النبات من ذوات الفلقتين. موطنها الأصلي شمال غرب المكسيك ولاية أريزونا وجنوب ولاية كاليفورنيا. بذورها غنية جدا بالزيوت بحيث تنتج البذرة أكثر من نصف وزنها زيتاً. ويعد نبات الجوجوبا من الكنوز التي تعد زراعته من الزراعات عالية الربحية وعالية التحمل للظروف البيئية المتطرفة. وتتحمل الحرارة والملوحة وتقلبات الجو. وتظل مثمرة سنوياً لأكثر من 100 سنة تنتج زيتاً من أرقي الزيوت الطبية.
أضافت د.هالة أن محصول الجوجوبا أكثر النباتات توافقاً مع الموارد الأرضية والمائية والظروف البيئية في مصر ويعتبر أحد الحلول الاستراتيجية لزراعة مصرية&Search=" target="_blank">الصحراء المصرية. إلا أنه مازال التوسع في زراعته محدوداً بما لا يتناسب وأهميته الاقتصادية.
أشارت د.هالة إلي أن النبات له مجموع جذري قوي يتكون من جذر وتدي عميق قد يصل طوله لأكثر من 10 أمتار ويتكون المجموع الخضري من عدة سيقان تكون في مجموعها شجيرة دائرية الشكل. والأوراق بيضاوية الشكل وتشبه إلي حد بعيد أوراق الزيتون. إلا أنها سميكة جلدية الملمس. وتعتبر نباتات الجوجوبا ثنائية المسكن "وحيدة الجنس". حيـث ان النباتات أما أن تكون مُذكر أو مؤنثة.
أكدت أزهار الجوجوبا المؤنثة عديمة الرائحة وألوانها غير جاذبة للحشرات. لذلك فإن عملية التلقيح تتم بواسطة الرياح وتساعد خفة وزن حبوب اللقاح وشكلها القرصي علي انتقالها عن طريق الرياح. وتحتوي ثمرة الجوجوبا عادة علي بذرة واحدة مائلة للاستطالة وذات قطر دائري. إلا أنه قد يوجد بها أحيانا بذرتان أو ثلاث.
أوضحت أن زراعة الجوجوبا تجود في المناطق التي تسود فيها درجات حرارة دافئة أثناء النهار 28/ 36 درجة. ومنخفضة نوعا ما أثناء الليل 13/18 درجة. حيث ان التباين في درجات الحرارة يؤدي إلي إعطاء محصول أوفر ولكن تتحمل 5/50 درجة حرارة مئوية. لذلك يمكن زراعتها في أماكن صحراوية متعددة ومتنوعة في مصر بكل صحاريها.
أشارت د.هالة إلي أن الشجره لا تحتاج سوي القليل من المياه أو المناطق نادرة المياه أو الأمطار. وتكون زراعة الجوجوبا مجدية اقتصادياً. فإنه ينصح بزراعتها في المناطق التي يتراوح فيها معدل سقوط الأمطار بين 400/660 مم في السنة. وليس هناك ضرراً من زيادة الأمطار إن كانت التربة رملية جيدة الصرف. ويفضّل ري الجوجوبا بنظام الري بالتنقيط. حيث يحتاج الفدان إلي 3000/3600 متر مكعب سنويا وايضا تروي بمياه الصرف أو المياه المعالجه حسب مكان وطبيعة أرض الزراعة. وأنسب الأراضي لزراعة الجوجوبا الأراضي الرملية الخفيفة جيدة الصرف.
قالت د.هالة إن الإنتاج يتأثر بعد ملوحة 4000 جزء في المليون فقط. لأنها تتحمل ملوحة قد تصل إلي نحو 10000 جزء في المليون دون إنتاج.
أضافت أن بذورها تحتوي علي 40 لـ 50% من وزنها شمع سائل يشبه في تركيبه زيت حوت العنبر. ويتميز بتركيبة فريدة تماما عن باقي الزيوت النباتية. حيث يتكون من استرات نقية سائلة شديد المقاومة للأكسدة والزيت مستقر وله قدرة عالية علي تحمل الحرارة العالية. فدرجة غليانه تصل إلي 398 درجة مئوية. ما يجعله من أفضل زيوت التشحيم عالية الجودة. كما يدخل الزيت في العديد من الصناعات مثل مستحضرات التجميل وبعض المركبات الدوائية. إلا أن الاستخدام الأهم في الفترات الحالية والقادمة إنتاج وقود حيوي من زيت الجوجوبا. ما يمثل دفعة قوية لزراعة وانتاج الجوجوبا. كما تستخدم متبقيات العصير في إنتاج أعلاف حيوانية أو كمبوست نباتي.
تري الباحثة أن احتياجاتها القليلة للماء وقدرتها العالية علي تحمل العطش وعدم الري يمكن أن تصل إلي سنة.
تحملها للملوحة لدرجة 4000 جزء بالمليون دون التأثير علي الانتاج و9000 جزء بالمليون كحد اقصي.
قلة احتياجها للخدمة الزراعية من ناحية التسميد والتقليم والمتطلبات الزراعية الاخري.
قلة اصابتها بالحشرات والامراض النباتية وعدم الحاجة للرش الوقائي.
قالت إنه مناسب للزراعة في الصحاري العربية. حيث يتحمل الحرارة المرتفعة صيفاً وبرودة الشتاء. وإنتاجها آمن أي لا ينتفع به غير المتخصصين. لذلك لا يحتاج لحراسة وتستخدم في تثبيت الكثبان الرملية. ومن الممكن جمع الإنتاج فور نضجه أو بعد ذلك لفترات طويلة عند توفر الأيدي العاملة اللازمة للجمع. ويمكن تخزين المحصول لفترات زمنية طويلة دون أن يفقد من خواصه شيئاً.
أوضحت أنه يمكن اعتباره بديلاً واعداً للبترول. وأن زيت الجوجوبا يعد أحد أفضل هذه البدائل النباتية كوقود أو زيوت محركات أو في مجال البتروكيمياويات. وأنه من الممكن ري الجوجوبا بمياه الصرف الصحي المعالجة وهذا يحقق الاستفادة من مياه الصرف الصحي بطريقة اقتصادية. كما يعد عاملاً لحماية البيئة وزيادة المسطحات الخضراء والحصول علي مردود اقتصادي من استعماله كوقود.
لا تحتاج إلي أراضي خصبة.. وتوفر نفقات استيرادنا من الأعلاف
أكد د.أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية أن لشجرة الجوجوبا أهمية اقتصادية كبيرة لاستخدامها في إنتاج الزيوت عالية القيمة التي تستخدم في محركات السيارات والطائرات وكذلك سفن الفضاء. حيث يتحمل الزيت المستخرج منها درجة حرارة تصل لـ400 درجة مئوية. وكذلك تستخدم أوراقها كغذاء للحيوانات والثروة الداجنة وكذلك لتغذية الأسماك.
أضاف د.كمال أن شجرة الجوجوبا لا تحتاج إلي أراضي خصبة. بل تتناسب مع الصحاري المصرية لقلة احتياجاتها المائية. حيث انها تجيد زراعتها في الأراضي الصحراوية الهشة التي تغطي مساحة كبيرة من مساحة مصر.
وبالتالي توفر الأراضي الخصبة لزراعة المحاصيل الأخري رغم عائدها الاقتصادي الكبير وأيضاً الزيت المستخرج منها يساعد في الاكتفاء الذاتي من استهلاك زيوت للمحركات والمعدات الثقيلة. حيث تشهد دائماً الزيوت الصناعية ارتفاعات كبيرة في أسعارها منذ أزمة الحرب الروسية- الأوكرانية مروراً بأزمة "كورونا".
أشار تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء إلي أماكن زراعة الجوجوبا في مصر. والمزايا المتُحقِّقة جراء التوسع في زراعتها واستخداماتها. والمكاسب الاقتصادية الناتجة عنها. وأن الجوجوبا نبات بري دائم الخضرة. قد تصل دورة حياته إلي نحو 100 عام. وربما تتجاوز الـ 200 وإلي جانب قيمته الاقتصادية فإنه يُعد من أكثر النباتات قدرة علي التكيف مع البيئة الصحراوية. ويرجع ذلك إلي قلة احتياجه إلي المياه. لاسيما أن أوراقه لديها طبقة شمعية سميكة. ووقوف أوراقه بشكل عمودي. ما يقلل من تعرضها لأشعة الشمس الحارقة.
أوضح مركز المعلومات أن نبات الجوجوبا يعد من المحاصيل الزيتية. إذ تضم بذوره زيتاً نقياً فريداً من نوعه بنسبة تزيد علي 40% من وزن النبات. ويصنف كيميائياً علي أنه "شمع سائل". وتلعب شجرة الجوجوبا دوراً حيوياً في مكافحة آثار التصحر وتحسين جودة التربة.
لفت التقرير الانتباه إلي أن محصول الجوجوبا يُعد أحد أبرز النباتات توافقاً مع الموارد المائية والأرضية والظروف البيئية في مصر. حيث انه خيار استراتيجي مثالي لاستقبال مصرية&Search=" target="_blank">الصحراء المصرية. وعن أهم مشروعات زراعة الجوجوبا في مصر مشروع زراعة الجوجوبا بالوادي الجديد. حيث نجع مركز باريس بالوادي الجديد في يناير 2022 في زراعة 15 ألف فدان بتكلفة 750 مليون جنيه لإنتاج أغلي الزيوت بالعالم "زيوت الطائرات" ويضم أكبر مشتل جوجوبا بالشرق الأوسط. بالإضافة إلي مشروع زراعة الجوجوبا بمحافظة البحر الأحمر مستهدف زراعة 3000 فدان.
أهم المزايا لشجرة الجوجوبا تكمن في الخطوات التالية:
يحتاج الفدان الواحد 700 شتلة ويختلف احتياج الفدان حسب نوع الزراعة. وحسب نوع الجمع إذا كان جمع آلي أو جمع يدوي.
عدد الشتلات التي يحتاجها الفدان 600 شجرة مؤنثة و100 شجرة مذكرة للتلقيح.
دراسة مالية مختصرة لاستخلاص زيت الجوجوبا:
الإنتاج:
اترك تعليق