يعد المثلث الذهبي من المشروعات الواعدة ويقع بالصحراء الشرقية. علي مساحة تزيد علي 2.2 مليون فدان ما بين قنا وقفط وسفاجا والقصير ويضم كنوزا ثمينة من الذهب والثروات التعدينية والزراعية والتجارية والسياحية فما هي أفضل الفرص والثمار التي يمكن جنيها من هذه المنطقة الفريدة وكيف يمكن تعظيم قيمتها لتدر عوائد طائلة علي الدخل القومي؟
كان رئيس الوزراء د. مصطفي مدبولي قد عقد اجتماعاً الأسبوع الماضي لمتابعة جهود تنمية المثلث الذهبي بحضور وزير البترول والتجارة والصناعة ورئيس هيئة المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي.
تناول الاجتماع الترويج للمنطقة ضمن خريطة الفرص الاستثمارية المتاحة لدي الدولة المصرية لما تملكه من ثروات تعدينية مع ضرورة التنسيق مع الجهات المعنية لتحقيق الاستفادة القصوي من هذه المنطقة الثرية.
كما استعرض رئيس مجلس الوزراء دراسة أعدتها إحدي الشركات الإيطالية بشأن تنمية المنطقة وأهم المشروعات المقترح إقامتها بها "الجمهوورية أون لاين" تواصلت مع الخبراء والمتخصصين لاستخلاص رؤاهم لوضع أفضل تصور لتطوير المثلث الذهبي.
أوضح دكتور كرم الشيمي "خبير التعدين والجيولوجيا ورئيس قطاع المشروعات التعدينية سابقاً بهيئة الثروة المعدنية ومدير عام الاستكشاف بالهيئة سابقاً ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة حمش مصر لمناجم الذهب سابقاً" أن منطقة المثلث الذهبي تمثل فرصة رائعة لجذب العديد من الاستثمارات وإقامة عدد من الصناعات المهمة حيث تضم المنطقة العديد من مناجم الذهب القديمة. وبالإضافة إلي موقعين لخامات الحديد وذلك بمنطقة أبومروات "6.5مليون طن احتياطي جيولوجي" والتي تقع داخل نطاق منطقة امتياز ذهب أبومروات التابع لشركة الكسندر نوبياً الكندية وبمنطقة أبوديوان "24 مليون طن احتياطي جيولوجي" شمال غرب مدينة القصير.
قال إن منطقة المثلث تضم العديد من التجمعات الصغيرة من أكاسيد الحديد ذات الاحتياطيات المحدودة والتي تستخدم في بعض الأحيان في صناعة الأسمنت والبويات. كما يتـواجـد الفوسفات بمنطقة المثلث في ثلاث قطاعات هي قطاع القصير ويشمل جبل ضوي والقصير القديم وأبـوشجيلة وقطاعي سفاجـا والحمراوين ويشمل مناجم أم الحويطات ومحمد رباح وقطاع وادي النيل ويشمل مناطق أبوحاد وجبل الثري وجبل الجير ويتراوح الاحتياطي الجيولوجي من خامس أكسيد الفوسفور بمنطقة وادي النيل ما بين "100- 200 مليون طن".
أضاف أن المثلث الذهبي يحتوي أيضاً علي خامات عنصر التنجستين "الولفراميت"پويدخل التنجستين في صناعة الصلب القوي للآلات القاطعة والصلب المغناطيسي والصلب الذي يتحمل الحرارة العالية. كما يدخل في صناعة المسابك غير الحديدية والسبائك الثقيلة والمصابيح الكهربية. والإلكترونيات. وأنابيب الاشعة السينية . كما يستخدمپكربيد التنجستين صناعة الآلات القاطعة والدقاقات الخاصة بالحفر. وتتواجد خامات التنجستين داخل منطقة المثلث الذهبي في منطقةپ"3" المغربية التي تقع علي بعد 90 كيلو متراً شمال شرق قنا.
أشار إلي أن منطقة المثلث تضم أيضاً بعض مناطق الكوارتز محدودة الاحتياطي ومتوسطة الجودة ويصل احتياطيات خام الكوارتز فيها إلي أقل من "واحد مليون طن"ومن اهم هذه المناطق "أم عش الحمرا ووادي عطا الله". وتضم منطقة المثلث كميات محدودة من خام الفلورايت تم استخراجها من موقع وادي الصدمين والساقية. كما تضم منطقة المثلث العديد من المناطق الصالحة لاستخراج أحجار الزينة من صخور الجرانيت والسربنتين والصخور البركانية والشسيت الميكائي وصخور الحمامات "البريشيا الخضراء والحمراء".
نوه "الشيمي" إلي أن استخراج الذهب والمعادن وحسن إدارتها واستغلالها يجب ألا يقتصر علي منطقة المثلث الذهبي فقط فالصحراء الشرقية المصرية بأكملها تزخر بمناجم الذهب والثروات الطبيعية التي تمثل كنوزاً قيمة وفرصاً استثمارية رائعة فيجب حسن اغتنامها وتوظيفها. مؤكداً علي ضرورة وجود أب شرعي وحيد للثروة المعدنية المصرية علي أن يتمثل في هيئة التعدين أو أن يتم إنشاء وزارة للتعدين.
يحتوي علي 18 منجماً للذهب.. وأول محطة تعمل بالفحم النظيف
أكد دكتور مصطفي محمود إسماعيل "كبير باحثين بهيئة المساحة الجيولوجية سابقًا ومؤسس مشروع المثلث الذهبي". أن منطقة المثلث الذهبي تضم حوالي 99%. من المعادن الموجودة بمصر وتقع رأس المثلث في قنا بينما قاعدته في "سفاجا- القصير" ويشتمل المثلث الذهبي علي 18 منجمًا للذهب. ويقوم المشروع علي تحقيق مبدأ الاقتصاد الأخضر. والذي يسعي إلي إنشاء إقليم تنموي متكامل في مصر&Search=" target="_blank"> صعيد مصر علي مساحة 9 آلاف كيلومتر مربع. كما يسعي إلي تحقيق التنمية المستدامة علي مدي السنوات الثلاثين المقبلة سواء في المنطقة نفسها. أو في مختلف محافظات مصر.
أوضح أن شركة ديبولونيا الإيطالية تعتير هي المسئولة عن وضع المخطط العام لمشروع تنمية إقليم المثلث الذهبي "قنا- سفاجا- القصير".
قال إن المشروع يهدف إلي تحقيق طفرة اقتصادية من خلال الاستغلال الأمثل للموارد في المنطقة. وتوفير فرص عمل كثيرة لأبنائها. وبالإضافة إلي ذلك يمثل المثلث الذهبي فرصا استثمارية عملاقة في شتي المجالات بما يوفره من خامات ومعادن مثل الفوسفات والحديد والزنك والرصاص ومواد البناء واحجار الزينة والجرانيت.
أضاف أن مشروع المثلث الذهبي يسهم في تنمية مصر&Search=" target="_blank"> صعيد مصر من خلال إقامة المشروعات الصناعية والتعدينبة والزراعية والسياحية والتجارية. ويتضمن أيضًا تشغيل مناجم الذهب والذي سيتطلب توفير عدد من عمالة المناجم. وتقديم الدعم الفني والمادي لتعزيز الإنتاج. وبالإضافة إلي ذلك فإن المثلث الذهبي يزخر بالمناطق القابلة للاستصلاح الزراعي. كما تزخر المنطقة بمصادر الثروة المعدنية التي يمكن أن تساهم في التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات مما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد القومي.
أشار إلي أن مشروع المثلث الذهبي يشمل إنشاء محطة كهرباء الحمراوين وهي أول محطة تعمل بالفحم النظيف داخل مصر. بالإضافة إلي إنشاء أكبر منظقة صناعية في أفريقيا والشرق الأوسط بمساحة 2.4 مليون فدان والتي ستمثل نقلة كبيرة في التنمية الصناعية بمصر بشكل عام وجنوب الصعيد بشكل خاص. خاصة أن الثروة المعدنية والخامات الواقعة بنطاق المشروع تقدر بمليون طن.
د. حسين عبدالباقي.. خبير اقتصادي:
يوفر 350 ألف فرصة عمل.. وعوائد سنوية تتراوح ما بين 6 و8 مليارات دولار
أشاد خبير الاقتصاد دكتور حسين عبد الباقي بالقرار الذيپأصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2017 بإنشاء منطقة المثلث الذهبي الاقتصادية. بهدف استغلال المواد الخام في مصر. مثل الذهب والفوسفات وزيادة عائدها علي الاقتصاد المصري. حيث يعتبر مشروع المثلث الذهبي من أهم المشروعات العملاقة في مصر&Search=" target="_blank"> صعيد مصر. وتصل الاستثمارات في هذا المشروع العملاق إلي 16.5 مليار دولار. كما يعد مشروع المثلث الذهبيپ من أهمپ المشروعات القومية الاقتصادية الكبري والتي تخدم الاقتصاد المصري بقوة. باعتباره أحد المشروعات التنموية التي تعتمد علي المقومات التعدينية الموجودة في جنوب مصر.
قال إن مشروع المثلث الذهبي يقع في الصحراء الشرقية. علي مساحة تزيد علي 2.2 مليون فدان. ما بين قنا وسفاجا والقصير. ويضم المشروع مناطق صناعية تعدينية. وسياحية وزراعية وتجارية. وتحتوي المنطقة علي كثير من المقومات السياحة كالشواطئ الممتدة علي البحر الأحمر. والمواقع الأثرية لمختلف العصور المصرية.
أضاف أن منطقة المثلث الذهبي تعد منطقة واعدة. فهي غنية بالثروات التعدينية والمحجرية. مثل الذهب والبازلت. والرمال البيضاء. والحجر الجيري. والصخور الفوسفاتية. ويمكن أن ينتقل المصريون للعمل والإقامة في هذه المنطقة الصناعية. ويتوقع أن تستوعبپ هذه المنطقة حوالي 2 مليون نسمة من المصريين في المستقبل القريب.
أشار إلي ان مشروع المثلث الذهبي يقام كمنطقة اقتصادية واعدة علي ست مراحل تسـتغرق المرحلة الأولي منها خمس سنوات. ويستغرق المشروع ثلاثين عاماً للانتهاء منه بالكامل. وسيتم إنشاء عاصمة للمثلث الذهبي تبعد عن قنا بمسافة 100 كيلو متر. ويتوقع أن يوفر مشروع المثلث الذهبي حوالي 350 ألف فرصة عمل للمصريين.
توقع د. عبدالباقي أن يحقق المشروع عوائد سنوية للدولة تتراوح بين 6 و8 مليارات دولار سنوياً. كما تبلغ استثمارات البنية التحتية للمشروع حوالي 2.5 مليار دولار. وتعتمد مصادر المياه في منطقة المثلث الذهبي علي المياه الجوفية. والمياه السطحية. وخطوط أنابيب المياه.
أوضح ان مشروع منطقة المثلث الذهبي الاقتصادية يشمل إنشاء مجتمعات عمرانية. مثل قنا الجديدة. ومدن جديدة أخري علي طريق القصير. وتطوير سفاجا والقصير. وتنفيذ مشاريع صناعية لتطوير المناطق الصناعية في قنا وسوهاج والبحر الأحمر. وسيشمل مشروع منطقة المثلث الذهبي الاقتصادية شتي القطاعات الاقتصادية. بما فيها الزراعة والسياحة والتجارة والصناعة. وخاصة صناعة التعدين.
قال إن المنطقة تعتبر ذات قيمة خاصة للسياحة. حيث يقع موقعها علي طول طريق الحج القديم إلي مكة المكرمة. والتي تشتمل علي الكثير من المواقع التاريخية علي طول الطريق. ويتمتع طريق الحج بالنقوش والرسومات الفرعونية المتوفرة علي طريق قنا سفاجا كونه مقصد للرحلات السياحية.
أضاف أن وادي قنا الممطر يعد أوسع وادي في مصر من الناحية الزراعية. وبه أراضي شاسعة قابلة للزراعة. ويعد مناسباً بشكل خاص لمشاريع الاستزراع المائي. وخاصة منطقة سفاجا التي تحتوي علي مجموعة متنوعة من الأسماك. مشيرا إلي أن الأهمية الاقتصادية لمشروع المثلث الذهبي تنبع من تأثيره الإيجابي علي كافة قطاعات الاقتصاد المصري. وتوفير فرص عمل. وزيادة الصادرات المصرية.
أكد ضرورة إستغلال الإمكانات الاقتصادية لمنطقة المثلث الذهبي التي تعد المنطقة الأغني داخل مصر من حيث المعادن. مثل الحديد والنحاس والذهب والفضة والجرانيت والفوسفات. وتضم "75%" من الموارد المعدنية لمصر. كما توفر منطقة المثلث الذهبي لمصر فرصًا اقتصادية واعدة. لاستغلال الفوسفات للأسمدة. والمواد الخام للأسمنت. والحجر الجيري وخام الذهب. وإنتاج البترول من الصخر الزيتي.
لفت إلي أن المشرع المصري قد منح العديد من حوافز الاستثمار للمشروعات الاستثمارية التي تقام في منطقة المثلث الذهبي. ويعد من أهمها حافزاً استثمارياً يتمثل في خصمپ نسبة "50%" من التكاليف الاستثمارية من صافي الأرباح الخاضعة للضريبة. ويمثل ذلك حافزاً خاصاً لهذه المنطقة الاقتصادية. بالإضافة إلي الحوافز الضريبية والجمركية الأخري العامة. والحوافز الإضافية التي تقدمها الدولة والمرتبطة بالمرافق وتخصيص الأراضي. والتدريب. وانشاء المنافذ الجمركية.
أكد الدكتور علاء النهري "أستاذ متفرغ بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء ونائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة" أن منطقة المثلث الذهبي تعد منطقة واعدة بما تضمه من ثروات معدنية نفيسة مشيدا باهتمام الدولة بإدارة هذه المنطقة وإنتاج الذهب منها وحسن استغلالها وتشغيلها.
أوضح أن تقنية هايبر سبيكترال للاستشعار عن بعد تلعب دورا محوريا في الكشف عن هذه المعادن وأماكن تواجدها وتحديد نوعيتها وكذلك نوعية الصخور والثروات الكامنة.
اترك تعليق