ساءت حالة "سحر"، ذات ال ٢٨ عاماً، ولم تعد قادرة على التنفس الطبيعي، حيث كانت تعانى من تليف رئوى حاد وارتفاع شديد في ضغط الشريان الرئوى، واعتمادها على الأكسجين المنزلي اعتماداً كلياً ، ودخولها المتعدد إلى الرعاية المركزة لتلقى الأكسجين ووضعها على جهاز تنفس صناعى.

يقول د. أحمد مصطفى، رئيس فريق زراعة الرئة: جاءتنا سحر  في عيادة زراعة الرئة بمستشفى عين شمس التخصصي، وتم الفحص الطبي بواسطة فريق زراعة الرئة وتقرر لها زراعة الرئة من متبرع حى، وذلك لعدم قدرتها على الحياة بدون زراعة الرئة، وعلى الفور تقدم أخواها (جمعة وكامل) بالتبرع لها بفص من الرئة، ليصدق المثل الشعبي "الأخوة في الدنيا"، وبعد عمل الفحوصات اللازمة وعمل التوافق النسيجى تبين قدرتهما على التبرع.

أضاف: بعد أخذ رأى الخبير الياباني البروفيسور هيروشى داتيه، تم التوافق وتحديد موعد إجراء العملية يوم الأربعاء الرابع عشر من ديسمبر ٢٠٢٢. وفى الساعة السابعة صباحاً وبوجود الفريق الطبي الكبير المكون من قسم جراحة الصدر وقسم جراحة القلب وقسم التخدير والرعاية المركزة والإرواء الصناعي وعلى رأسهم البروفيسور هيروشى داتيه، تم تحضير المريضة ودخولها العمليات لعمل أول زراعة رئة من متبرع حى في مصر، استغرقت العملية حوالى ١٤ ساعة، حيث تم توصيل المريضة على جهاز الإيكمو ( الإرواء الصناعى ) المركزى، وتم أخذ الفص السفلى من الرئة اليمنى من المتبرع الأول (كامل) وزرعه مكان الرئة اليمنى للمريضة سحر، وأخذ الفص السفلى من الرئة اليسرى من المتبرع الثانى (جمعة) وزرعه مكان الرئة اليسرى للمريضة.

والحمد لله تم خروج المريضة من العمليات إلى الرعاية المركزة على جهاز الأيكمو المركزى وأجهزة متابعة العلامات الحيوية وأدوية مدعمة لعضلة القلب، ويتم  متابعتها لحظة بلحظة وعمل الفحوصات الدورية لمتابعة علاماتها الحيوية، ومع تحسن الحالة  تم تحويل جهاز الإيكمو المركزى إلى جهاز إيكمو طرفى الذى من المتوقع أن يستمر لمدة يومين إلى ٣ أيام. وبحمدالله استعادت المريضة الوعى، ومن المتوقع استمرار المريضة في الرعاية المركزة حوالى أسبوعين تحت الملاحظة الطبية.

 من جانبه أشاد د. محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، بجهود الفريق الطبي بقيادة د. أحمد مصطفى رئيس فريق زراعة الرئة وبالتعاون المثمر مع الخبير الياباني البروفيسور هيروشي داتيه، فى نجاح أول زراعة رئة من متبرع حي داخل مستشفى عين شمس التخصصي، ليكون ذلك فتحاً طبياً جديداً في مجال زراعات الأعضاء، مؤكداً أنه جاءت الريادة لأطباء مصر ومستشفيات جامعة عين شمس في إدخال هذا النوع الجديد من الجراحات في مصر والوطن العربي والشرق الأوسط وإفريقيا وعدد من دول العالم. وموضحا أن أكثر من ٦٠ فرداً شاركوا في هذا الإنجاز الطبي بتكلفة ٢ مليون جنيه تحملتها جامعة عين شمس كاملة.