ها نحن قد شرفنا على نهاية عام 2022 والذى حفل بالعديد من الفتاوى أبرزها تحريم مشاهدة مباريات كأس العالم،وأغربها المصرية بعد الإنجاب تفقد أنوثتها،كذلك حاز تريند المرأة غير مُكلفة حيز كبير من اهتمام علماء الدين ورواد السوشيال ميديا،وفى هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز الفتاوى التى شغلت الرأى العام خلال2022.

كعادة كل عام تستحوذ قضايا الطلاق النصيب الأكبر من جملة الفتاوى ،فقد أشار مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام إلى أنه يأتي إلى دار الإفتاء شهريًّا ما يقرب من 5000 فتوى طلاق، أغلبها عبارة عن أيمان وحلف بالطلاق، يقع منها واحد في الألف وربما لا يقع منها شيء؛ وذلك لأن علماء دار الإفتاء لديهم من الخبرة ما يستطيعون به معرفة هل كان هذا طلاقًا واقعًا أم يمينَ طلاق؟ وذلك من خلال خبرتهم المتراكمة التي تلقَّوها عن مشايخهم ولا توجد في الكتب.

وننتقل لنرصد فتاوى المرأة غير مكلفة،والتى نالت النصيب الأكبر من الاهتمام وخاصة لدى السيدات فظهرت فتوى المرأة غير مكلفة بخدمة زوجها،وفتوى المرأة غير مكلفة بالرضاعة لصغيرها الأمر الذى أثار جدلاً كبيراً على ساحة الإفتاء وفيها أكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة لا تقوم على الحقوق والواجبات، وإنما تقوم على المعاشرة بالمعروف والكرم والفضل.
 
فيما أفاد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، بأنه من المقرر شرعًا أن عقد الزواج يقوم على المعاشرة بالمعروف، وحسن المعاملة، وأن يراعى كل منهما مصلحة الآخر، وليس من المعاشرة بالمعروف وحسن المعاملة امتناع الزوجة عن خدمة زوجها، من إعداد الطعام وغيرها من أمور المعيشة التى أقرها العرف.

وأفاد الأزهر أن وجوب خدمة الزوجة لزوجها ففيه خلاف بين العلماء: والراجح أنه يجب على المرأة خدمة زوجها فى الأعمال التى جرت العادة بقيام الزوجة بمثلها قال ابن القيم فى زاد المعاد: فَصْلٌ فِى حُكْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى خِدْمَةِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا.

استكمالاً لقضايا المرأة،شهدنا هذه العام فتوى أن المصرية بعد الإنجاب تفقد أنوثتها كما قال أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر،حيث صرح فى إحدى اللقاءات التليفزيونية أن المرأة المصرية بعد الإنجاب تفقد أنوثتها بصورة كبيرة،لافتاً إلى أنها تنشغل بالأطفال في الغالب بعد الإنجاب وخاصة بعد الطفل الثاني أوالثالث، وفي هذه الفترة يبحث الرجل عن المشاعر، وليس الشهوة مثلما يعتقد البعض.

هذا بالإضافة لقضايا الميراث وحرمان الورثة التى نتابعها بصفة دورية فى كل عام.

كما نالت أزمة احتكار السلع ونقص بعض الموارد حيز اهتمام علم الفتوى،فما عايشناه من ارتفاع الأسعار الأمر الذى دفع جشع بعض التجار لاحتكار السلع وزيادة أسعارها بشكل مبالغ لاستغلال حاجة الناس لها،وهذا ما حسمته الإفتاء المصرية حيث أكد الدكتور شوقي علام_مفتي الجمهورية_إن التجار الذين يستغلون حاجة الناس ويحتكرون السلع ويبيعونها بأسعار مبالغ فيها آثمون شرعًا؛ لما يترتب على هذا الاستغلال من إلحاق الضرر بالناس والتضييق عليهم، وهذا يؤدي إلى إيذائهم ماديًّا ومعنويًّا، وقد نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عن الإضرار. 

وتزامناً مع مبارايات كأس العالم،انطلقت فتوى تزعم بأن كرة القدم قلب للموازين وإهدار للوقت،الأمر الذى حسمه خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ،مؤكداً إن مشاهدة مباريات كرة القدم وهي إحدى الألعاب الرياضية شيء معتبر في الإسلام، والنبي عليه السلام مارس الرياضة مع أصحابه وزوجته عائشة، موضحا أن الكرة شأن رياضي يقوي الجسد والعقل.

وأشار إلى أن كرة القدم ليست حراما وإنما مفيدة وتسهم في التعرف على الثقافات الأخرى.