يأتي شهر أكتوبر كل عام لنتذكر النصر العظيم وكيف ننساه وهو الملهم لكل انجاز يتم علي أرض المحروسة. فلولا الإنتصار وتضحيات الأبطال لكان الوضع غير الوضع.. الانتصار الذي مر عليه 49 عاما غير الكثير من المعطيات وأهمها معايير الإستراتيجية العسكرية وموازين القوي في المنطقة والعالم ليعطي شهادة ووساماً للعسكرية المصرية بعد هذا الإنتصار الذي سجله جنودنا بدمائهم الذكية التي ستظل ملهمة في كل إنجاز يحققه الوطن تحت شعار يد تبني ويد ترفع السلاح.
ورغم مرور كل هذه السنوات مازال الأبطال يتذكرون الأحداث البطولية بكل تفاصيلها وملامحها وكيف سطر جنودنا بطولات خالدة.. كل في موقعه حتي نحقق المعجزة بكل المقاييس العسكرية. وكيف كان لعبارة "الله أكبر" سحرها في تثبيت قلوب أبطالنا وزلزلة الأرض تحت أقدام الأعداء.
"الجمهورية أون لاين" تستعيد شريط الذكريات مع أبطالنا ونستعيد معهم حكايات الشرف والكرامة من نصر أكتوبر المجيد.
حكاية جديدة عن ملحمة أكتوبر العظيمة مع رائد سمير محمد أحمد نوح بطل الصاعقة البحرية في حرب اكتوبر والذي يقول عندما اتذكر حكايتي استرجع شريط ذكريات مرصع بأروع وأعظم أيام حياتي احاول اتذكرها معاكم.
هناك في البداية تواريخ واشخاص حفرت معي بطولات لا يعرفها كثيرون وارويها في السطور التالية. فقد كان لي الشرف ان اقوم بإحضار أول أسير إسرائيلي و شاركت في 35 عملية خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر والإغارة علي مواقع العدو الحصينة في خط بارليف والكمائن ضد دوريات العدو منها أول كمين قام بنصبه في اغسطس 1968 شرق النصب التذكاري للجندي المجهول والذي تم خلاله أسر أول أسير إسرائيلي وهو العريف يعقوب رونيه وهي العملية التي جن جنون القيادة الإسرائيلية من أجلها وطالب موشيه ديان بمحاكمة الكوماندوز المصريين الذين نفذوا هذه العملية. وزرع ألغام علي طرق المواصلات والمدقات في عمق سيناء. واستطلاع ورصد وتصوير المواقع الإسرائيلية تمهيداً لضربها.
كما شاركت في عمليات حرب أكتوبر 1973 بضرب مستودعات البترول في مناطق بلاعيم. وشراتيب. وضرب مطار الطور العسكري عدة مرات. ومهاجمة مواقع العدو برأس محمد بالقرب من شرم الشيخ في أقصي جنوب سيناء.
ثم محاصرة مدرعات العدو وضربها في الثغرة بمنطقتي الدفرسوار ونفيشة ومنعها من دخول مدينة الإسماعيلية وإفشال خططها مما أدي إلي اندفاعها جنوباً في اتجاه السويس.. وإمداد الجيش الثالث بالمؤن والذخيرة أثناء الحصار.
يذكر الرائد سمير نوح بكل الفخر اثنين من عمليات الإغارة التي شارك فيها. وعملية لسان التمساح الأولي في إبريل 1969 والتي قادها إبراهيم الرفاعي.. حيث تم العبور بالقوارب في التاسعة مساء تحت تمهيد مدفعي من منطقة الإسماعيلية. وبدأ الهجوم علي الموقع الحصين حيث كان نوح ضمن المجموعة التي تسلقت ظهر الموقع ومعه كل من هنيدي والجيزي ومحمد شاكر ومن خلال فتحات التهوية تم إسقاط قنابل دخان وقنابل طرقية صوتية. ولم يستطع أفراد الموقع تحمل الاختناق ففتحوا بوابات الحصن وخرجوا تحت ساتر من طلقات عشوائية لرشاشاتهم وكانت تلك اللحظة التي انتظرها وزملاءه فكان في انتظارهم مع زميله المقاتل هنيدي عند المدخل لقتل كل من يخرج بينما زميلاهما محمد شاكر والجيزي يقومان بالتأمين حتي أبادوا كل من بالموقع.
ثم بدأ الأبطال جميعاً وعلي مدي خمس ساعات في تدمير الموقع حيث قاموا بنسف مخزن الذخيرة. وسيارة جيب مجهزة لاسلكياً. وكل شيء موجود داخل الموقع من أجهزة وأسلحة ومعدات. كما تم تدمير دبابتين للعدو كانتا قادمتين لنجدة الموقع. وقد أصيب في هذه العملية كل من النقيب محيي نوح والمقاتل حسن علي البولاقي وقد زارهما الرئيس جمال عبد الناصر بالمستشفي العسكري بالمعادي.
وكانت تلك العملية ثأراً لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة في شهر مارس من العام نفسه وكان من بين ماتم الاستيلاء عليه من هذا الموقع رشاش عوزي تم إهداؤه إلي الرئيس السادات عند زيارته للمجموعة عام 1971 والتي منح علم المجموعة خلالها وسام الجمهورية. فضلا عن ضرب مستودعات البترول برأس شراتيب يوم 14 أكتوبر 1973.
وفي اليوم التاسع لحرب أكتوبر المجيدة تحركت المجموعة التي ضمت إبراهيم الرفاعي. والرائد طبيب عالي نصر. والرائد حسني صلاح الدين يسري والرائد بحري وسام حافظ. والرائد رفعت الزعفراني. والنقيب طارق عبدالناصر. والمقاتل عبدالعزيز عثمان وعند الدخول لمنطقة الهدف شوهد لنشان للعدو متجهين للجنوب فتم التوقف وعدم لفت نظرهما حتي يبتعدا دون الاشتباك معهما وبعد ذلك تم الوصول إلي الهدف. وقام الجميع بالهجوم بالبنادق الآلية والرشاشات. وقذائف الآربي جيه بكثافة عالية علي مستودعات البترول ولكنها لم تنفجر. واتضح أن الخزانات الأمامية الموازية للبحر فارغة. ولكن عند ضرب باقي الخزانات بالداخل انفجرت واشتعلت النيران فيها. فانكشفت المجموعة للعدو الموجود علي ربوة مرتفعة وبدأوا في تصويب أسلحتهم ضد رجالنا.
وبعد انتهاء حرب أكتوبر انضم إلي المخابرات الحربية ثم عمل ملحقاً عسكرياً بسفارة زائير "الكونغو الديمقراطية حاليا" ثم المساهمة في إعداد قاعة المخابرات الحربية بالمتحف الحربي بالقلعة.
حصل نوح علي نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الثانية من الرئيس جمال عبد الناصر. ونوط الجمهورية العسكري من الرئيس السادات بعد زيارته للمجموعة. ونوط منظمة سيناء العربية. وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من القوات المسلحة. وميدالية أكتوبر والعبور من القوات المسلحة.
من اشهر المعارك التي لا تنسي في التجهيز لحرب اكتوبر فهناك معارك لا يعرف الكثيرين عنها بدات عقب نكسة يونيو 67 اتحدث عنها في ومضات سريعة . مثل نسف تشوينات الذخيرةالمصريه التي استولي عليها العدو اثناء انسحاب القوات المصريه عام 67 وتم نسف اكثر من مليون صندوق ذخيرة وكان قائد العملية الرائد أركان حرب ابراهيم الرفاعي وأشترك معه الملازم اول رأفت جمعه والمرحوم الملازم اول بهجت خضير. وتم الاستيلاء علي 3 صواريخ اسرائيلية من الضفه الشرقيه للقناه وسميت بعملية الصواريخ الكهربائية.
وعملية كمين جبل مريم امام النصب التزكاري للجندي المجهول امام الاسماعيليه وتم تدمير 2 عربة جيب واسر أول أسير اسرائيلي علي الجبهه المصريه يسمي "يعقوب رونيه" وطالب موشي ديان وزير دفاع العدو بمحاكمة الفدائيين المصريين الذين عبرو القناة ونفذو العملية حيث كانت قواتنا المسلحه في مرحله الاعداد وتجهيزالقوات والمعدات.. ومنحنا الرئيس جمال عبدالناصر نوط الجمهورية العسكري من الطبقه الثانيه ومكافأة المجندين 30 جنيها تقديرا للنجاح.
اترك تعليق