مع شروق شمس يوم الثلاثاء الموافق السادس من شهر سبتمبر لعام ٢٠٢٢ ، يتابع المئات من أهالى محافظة الوادى الجديد والمهتمين برصد الظواهر ذات الصلة بالطبيعة وتطور الحضارات عبر العصور المختلفة من داخل أقدم المعابد الأثرية مكانة تاريخية على مستوى المحافظة توثيق ظاهرة فريدة تحدث مرتين خلال العام تكشف براعة القدماء فى إبتكار آلية هندسية تسمح بتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس الكائن بصالة أعمدة معبد هيبس وسط حضور جماهيري ورصد لعدسات الخبراء والمتخصصين والأجانب فى هذا المجال بمركز الخارجة
المساء ، ترصد حدثا تاريخيا يتم توثيقه لأول مرة بمدينة الخارجة عاصمة الوادى الجديد وسط حضور جماهيري واهتمام اعلامى من داخل أقدم معابد المحافظة والذى يحمل اسم واحة الخارجة (هبت - هيبس) أى المحراث، والمشيد على مساحة قدرها ٧٩٨ متراً مربعاً (طوله ٤٢ متراً وعرضه ١٩ متر) في عصر الملك الفارسي دارا الأول بتاريخ (٥١٠-٤٩٠ ق.م) يرجع الي عصر الأسرة السادسة والعشرين (٦٦٤ ق.م) ، وله أصول قديمة تعود إلى عصر المملكة المصرية الوسطى بحوالي (٢١٠٠ ق.م) ، حيث أضيفت للمعبد إضافات عديدة حتى اكتملت عناصره وكان ذلك في الفترة ما بين عام ٣٩٠ ق.م و٦٩م.
هذا وقد شارك الدكتور عبد العزيز طنطاوى رئيس جامعة الوادى الجديد أعمال رصد المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة لظاهرة تعامد الشمش بقدس الاقداس بمعبد هيبس بحضور الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والوفد المرافق له بينهم محمد إبراهيم مدير عام الآثار المصرية بالخارجة وعدد من المهتمين بالشئون الأثرية إلى جانب مشاركة وفد سياحى أجنبى تصادف وجودة لزيارة المعالم الاثرية المحافظة.
وقال الدكتور عبد العزيز طنطاوى رئيس الجامعة ، أن رصد ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد هيبس بالخارجة ستساهم بشكل كبير فى الترويج للسياحة بالوادى الجديد بدعم اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط محافظ الوادى الجديد الذى يسعى جاهدا لوضع المحافظة على خريطة السياحة العالمية واستثمار المقومات السياحية والأثرية التى تتمتع بها المحافظة من مختلف العصور .
وأوضح مدير عام الآثار المصرية بالمحافظة ، أن تلك الظاهرة الفريدة من نوعها تعد واحدة من أهم الدلائل الشاهدة على تطور الحضارات القديمة وخاصة بمعبد هيبيس أشهر المعابد الأثرية لكونه الوحيد المتبقي من العصر الصاوي الفارسي والبطلمي ، مشيرا إلى أن الظاهرة تحدث مرتين في العام (يومي ٧ إبريل و٦ سبتمبر) حيث تقوم أشعة الشمس بالتسلل من مدخل المعبد الرئيسي إلى محوره الذي يصنع مع الشمال الحقيقي زاوية قدرها ٨٢,٦ درجة باتجاه عقارب الساعة وهي نفس الزاوية الأفقية التي تصنعها الشمس ظاهرياً عند شروقها في الموعد المحدد على مدار العام.
اضاف أن تصميم المعبد روعي فيه توجيه محوره الرئيسي بحيث تتم ظاهرة التعامد على قدس أقداسه في هذين اليومين دون غيرهما ، وهو الأمر الذي أعطى لهما خصوصية متصلة بالثقافة الدينية والشعائرية ومواسم الزراعة والحصاد المرتبطة بهذا المعبد والتوقيت الذي بُنِيَ فيه ، لافتاً إلى أن أهمية هذا المعبد تكمن في كونه يمثل العصور التاريخية المختلفة (الفرعونية والفارسية والبطلمية والرومانية) ، والذى شيد لعبادة الثالوث المقدس (آمون- موت -خونسو).
اترك تعليق