ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلة الدكتور عويضة عثمان. أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية.
* ما أفضل الأعمال للتقرب إلي الله واستجابة الدعاء؟
** هذا الأمر يوجد به جزءان. الأول منه العمل الذي يقوي الإنسان. وليس هناك أفضل بعد صلاة الفرائض من ذكر الله. ولو كان العبد له والدان علي قيد الحياة هنيئا له لو أبرهما. فهذا باب من أبواب قبول الدعاء. بأن يكون الإنسان مطيعًا لأبويه وبارًا بهما.. فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلي الله عليه وسلم-قال: رَغِمَ أنْفُ. ثم رَغِمَ أنْفُ. ثم رَغِمَ أنْفُ من أدرك أبويه عند الكِبر. أحدهما أو كِليهما فلم يدخل الجنة .. وأنصح الإنسان الذي لديه أب أو أم عليه أن يبرهما لأنهما يكونان سببا في دخوله الجنة. وسببا من أسباب قبول الدعاء.
وكذلك أكل الحلال سبب من أسباب قبول الدعاء. لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: "يا سعد. أطب مطعمك. تكن مستجاب الدعوة. والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف بلقمة الحرام في جوفه فلا يقبل منه عمل أربعين يومًا. وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا. فالنار أولي به".. وبالتالي فإن كثرة الذكر وبر الوالدين وأداء الفرائض وأكل الحلال وعفة اللسان عن أعراض الناس كل هذه تكون أسباب لاستجابة الدعاء.
* حجز والدي قبل وفاته بيومين بالعناية المركزة ولم يصلِّ فهل أقضي عنه؟
** لا تقضي صلاة الفريضة عن المتوفي. ولكن علي العبد أن يتصدق عنه وله أن يصوم نقل أو أن يقرأ القرآن ويهب ثوابهما له.. أما قضاء صلاة الفريضة عن المتوفي فهذا ليس بصحيح لدي جماهير أهل العلم.
* ما علاج الوسواس القهري؟
** الوسواس القهري ظاهرة كبيرة حاليًا ومشكلة الناس أنها تترك نفسها للوسوسة. ولكن علي العبد أن يكون صاحب إرادة قوية ولا يترك نفسه أبدًا مع الوسوسة.. وأنصح العبد أن يوقف جماح نفسه فورًا وأن يتحكم فيها. وإن كانت تريد منك. مثلا. تكرار الفاتحة كما يفعل البعض أثناء الصلاة فعليك أن تقرأها مرة واحدة في الركعة. وأما إن كانت الوسوسة في تكبيرة إحرام فعليك أن تكبر تكبيرة الإحرام مرة واحدة.
وعلي الإنسان أن يكون لديه إرادة قوية وهذا يكون مع ذكر الله والمحافظة عليه. وأنصح بالإكثار من قول يا مقسط 1000 مرة في اليوم. وقول سبحان الله الملك الخلاق .
* هل قراءة الفاتحة واجبة في الصلاة السرية والجهرية في صلاة الجماعة؟
** العلماء يقولون إن هذا الأمر هو من المسائل التي اشتد فيها الخلاف فلا ينكر فيها علي المخالف. فالشخص الذي يقال إنه يأخذ بمذهب الذي يكون في صلاة جهرية يكتفي بقراءة الإمام. فهذا أمر جائز وصحيح. والشخص الذي يقول إنه لابد أن يقرأ الفاتحة جائز.
والفقهاء علي مدار الزمان لم يبطل أحد منهم مذهب الآخر. فعند الشافعية. يقولون لابد من قراءتها. بعد الإمام.. وعند المالكية يقولون علي المأموم أن ينصت لقراءة الإمام.. وعند الحنفية يقولون إن المأموم لا يقرأ نهائيًا وقالوا في هذا حتي في الصلاة السرية.. وإذا كان الإنسان منفردًا عليه أن يقرأ الفاتحة. لأنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب.
* هل حدَّد الشرعُ نسبةً معيَّنة للربح في التجارة؟.
** بعض العلماء لهم أبحاث طيبة في مثل هذا. وقالوا للإنسان له أن يربح 100%. مستشهدين في ذلك. بأن النبي صلي الله عليه وسلم دفع إلي صحابي دينارًا لكي يشتري له شاةً ويقول فاشتريتُ له شاتَين فبِعتُ إحداهما بديناري وجئتُ بالشاةِ والدينارِ إلي النبيِّ صلَّي اللهُ عليهِ وسلَّمَ فذكر له ما كان من أمرِه فقال له بارَكَ اللهُ لك في صفقةِ يمينِك فكان يخرجُ بعد ذلك إلي كِناسةِ الكوفةِ فيربحُ الرِّبحَ العظيمَ فكان من أكثرِ أهلِ الكوفةِ مالا .. والعلماء استدلوا بهذه الحادثة الصحيحة علي أن الإنسان له أن يربح. وعلي كل تاجر أن يرحم من يشتري.. فلا ينبغي أن يشق بعضنا علي بعض ولا نستغل. مستشهدا في ذلك بحديث روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال: رحم الله رجلا سمحا إذا باع. وإذا اشتري. وإذا اقتضي .
* كيف أستخير الله في موضوع مهم لكي آخذ فيه قرارا وأنا في فترة النفاس أو الحيض؟
** المرأة لو كانت في حالة حيض أو نفاس. أو رجل في حالة مرض ولا يستطيع الوضوء ولا الطهارة بأي صورة من الصور. فصلاة الاستخارة تشمل أمرين. وهما:الأول صلاة الاستخارة تشمل ركعتين يصليهما الإنسان. والأمر الثاني هو الدعاء بعد الركعتين. فإن سقط عن المرأة الصلاة بسبب عذر مثل الحيض أو النفاس فلا يسقط عنها دعاء الاستخارة. وعلي السائلة بأن تأتي بالميسور.. لأنه لا يسقط بالمعسور. فإن تعسر وتعذر عليها الصلاة فلا يتعذر عليها الدعوة إلي الله بدعاء الاستخارة.
وأنصح السائلة: عليكي أن تكرري دعاء الاستخارة وعليكي أن ترفعي يديكي إلي الله. وهو -سبحانه وتعالي- يختار ما يصلح لكي.
* هل الشرود أثناء الصلاة يُبطلها؟
** الشرود في الصلاة يكون حظ الشيطان من الإنسان في صلاته. وعلي العبد بأن ينتبه إلي هذا الأمر. لأنه يوجد شيطان موكل حين دخول الإنسان في الصلاة يذكره بكل كبيرة وصغيرة وبكل شيء غائب عنه.. يقول النبي -صلي الله عليه وسلم- : ينصرف أحدكم من صلاته وليس له إلا نصفها إلا ربعها إلا ثمنها حتي ينصرف وليس له منها شيء .
وعلي العبد أن يتذكر دائما أنه واقف بين يدي الله. فالخشوع أمر قلبي. وعلي العبد أن يسعي دائما لتحصيله عندما يدخل في الصلاة. وهذا يكون بإلقاء كل همومه وراء ظهره.. وعلي العبد ألا يتذكر هما ولا فكرًا ولا أي شيء إلا أنه يقف بين يدي الله. ويجعل وقوفه بين يديه تعالي كأنها آخر صلاة له يقف فيها بين يدي الله.. فعلي العبد أن يجاهد نفسه كثيرًا.
اترك تعليق