هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صيام"عاشوراء".. هل يُكَفِّر الكبائر من الذنوب ؟

 

 

 

لفت الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي للمفتي إلى أن الله تعالى شرع التوبة لتكفير السيئات كبيرها وصغيرها ، وهي عبادة في ذاتها ، امتثالًا لقوله سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)[التحريم:٨] .


 

 

أشار د. عاشور إلى أن التوبة لها شروط وأهمها : الندم على فعل المعصية ، وعدم الإصرار عليها ، ورَدُّ الحقوق لأصحابها .

 

أما حديث تكفير الذنوب بصيام يومي عرفة وعاشوراء ، نوه مستشار المفتي إلى أن الوارد فيه : عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضية والباقية " ، وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال " يكفر السنة الماضية "[أخرجه مسلم]، فليس معناه على الإطلاق ، يعني لا يكفر الكبائر ، بل يكفر الصغائر ، ويخفف من الكبائر ، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى عند شرحه لهذا الحديث : (معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين ، قالوا : والمراد بها الصغائر ، فإن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر ، فإن لم يكن رُفِعَت درجاته) .

 

ومما يدل على كون هذا خاصًّا بالصغائر دون الكبائر ، الحديث الآخر الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " الصلوات الخمس ،  والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مُكَفِّرَاتٌ ما بينهن إذا اجْتُنِبَت الكبائرُ "[أخرجه مسلم] . فنحمل المطلَق وهو الحديث الأول ، على المُقَيَّد وهو هذا الحديث الثاني .

 

أوضح د. عاشور أنه يؤخَذ من الحديثين : أنه إذا لم تُكَفَّر الكبائرُ بصيام رمضان مع عظيم فضله ، فمن باب أولى أن لا يُكَفِّرَها صوم النافلة وهو أقل في الفضل. 

والخلاصة : أن صيام يومي عرفة وعاشوراء يُكَفِّرانِ صغائر الذنوب ، وقد يخففان من الكبائر ، ولكنهما لا يكفرن الكبائر بالكلية ؛ لاحتياج الكبائر إلا التوبة بشروطها التي ذكرناها ، وذلك حتى لا يتجرأ الناس على فعل الكبائر والإصرار عليها ، ويقولون نصوم هذين اليومين فتُغْفَر تلك الكبائر . 

 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق