هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هجرة النبي من مكة إلى المدينة ..تخطيط عبقري واستعداد جيد

التخطيط العبقري .. الاستعداد الجيد  .. الصحبة الصالحة .. اختيار الدليل الخبير بدروب الصحراء بكل دقة .. تحديد الطريق الوعر غير المأهول  .. تحديد فريق العمل .. توزيع المهام .. كل هذه كانت مفردات نجاح هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ليقيم الدولة الإسلامية، ليبدأ تاريخاً ناصعاً في حياة البشرية، بعد ان أعطنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الدروس في حياتنا العملية وهي ضرورة العمل المتقن ثم التوكل على الله عز وجل للوصول الى الهدف.  


عند بداية التخطيط للهجرة حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرحلة التخطيط على اتخاذ عدة إجراءات تمثلت في الكتمان وكان أساس في نجاح الهجرة، واختيار رفيق الدرب وصديق السفر وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم تحديد الدليل والطريق، والاستعداد الجيد، ثم وضع خطة للخداع والتمويه.

وتضمنت خطة الخداع الاستراتيجي العديد من الإجراءات المهمة وهي نوم علي بن أبي طالب في فراش الرسول ليلة الهجرة، تحديد طريق ساحل البحر الأحمر، وهو طريق وعر غير معتاد للذهاب الى المدينة. ثم اختيار دليل يصحبه في هذه الرحلة هو عبد الله بن أريقط، وهو من المشركين، وهذا في منتهى الذكاء؛ فالمشركون لن يشكوا مطلقًا في أمره إذا رأوه سائرًا خارج مكة.

حدد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة والراجح انه خرج من بيته في ليلة الجمعة 27 من صفر من السنة الرابعة عشر بعد البعثة الموافق 13 سبتمبر 622 ميلادية فذهب إلى غار ثور جنوب مكة، وهو مكان غير مأهول واخبأ به عدة أيام.

وتم تكليف عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما بجمع الاخبار عن مكة، وتحرُّكات الكفار، وردود الأفعال ثُمَّ يعود إلى مكة قبل الفجر، ويبيت هناك، ثُمَّ يُظْهِر نفسه للناس، فلا يشكُّ أحدٌ فيه، وقام عامر بن فهيرة رضي الله عنه مولى الصديق رضي الله عنه برعي الأغنام فوق آثار أقدام الرسول صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه، ثمَّ فوق آثار أقدام عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما بعد ذلك، حتى يضيع على المشركين فرصة تتبع آثار الأقدام.

اجتهد كفار قريش في البحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في محاولة لمنعه من الهجرة ورصدوا جائزة ضخمة لمن يعثر على النبي صلى الله عليه وسلم ورفيقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكانت الجائزة مائة ناقة، لكنهم فشلوا ونجحت خطة الخداع الاستراتيجي .
 
ووصل النبي إلى المدينة المنورة في ضحى يوم الإثنين، الموافق 12 من ربيع الأول للسنة الأولى من الهجرة الموافق 23 سبتمبر 622م، وكان أول ما تكلم به صلى الله عليه وسلم "صلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".

وتحققت بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة العديد من النتائج العظيمة التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ الإسلام والمسلمين، منها إقامة دولة إسلامية عظيمة تضم المسلمين ويحكم فيها بين الناس بشرع الله تعالى، والنجاة من بطش المشركين والإقامة في بيئة آمنة على المسلمين جميعًا، ثم ترسيخ مبدأ الإخاء بين المسلمين وهو المبدأ الذي ظهر بين المهاجرين والأنصار، واجتماع المسلمين في بلد واحد بقلوب صافية وتحت راية واحدة وهي راية التوحيد لتقام أعظم دولة وأرقى حضارة عرفتها البشرية.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق