أكد خبراء الصحة والطب أن مصر خالية من "جدري القرود" ولا توجد أي إجراءات استثنائية.. مشيرين إلي أنه يتم تقييم الوضع بصفة دورية وإجراءات الترصد والفحوصات تعمل في المنافذ على أكمل وجه.
جاء ذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ بسبب تفشي فيروس جدري القرود، خاصة في البلدان غير المتوطن بها الفيروس، خاصة بعد تزايد حالات الإصابة بجدري القرود.. حيث سجلت المنظمة أكثر من 17 ألف حالة إصابة بجدري القرود في 74 دولة، وأثار تفشي الفيروس القلق عالمياً تخوفاً من تكرار سيناريو جائحة "كورونا" واللجوء لتدابير وقائية والعودة للقيود والإغلاق.
أجمع خبراء الصحة والطب على أن تفشي فيروس جدري القرود في أمريكا وأوروبا أكثر من الدول الأخري، بسبب العادات السيئة ونسبة الاختلاط المباشرة بين الأشخاص والحيوانات المصابة، بالإضافة إلي الاتصال الجنسي الخاطئ وتربية الحيوانات الناقلة للمرض مثل القرود والسناجب الجبلية، وسناجب الأشجار، والجرذان الجامبية، والزهور، والرئيسيات غير البشرية.
أضافوا أن أوروبا حاليا تشهد أكبر انتشار لحالات جدري القرود في تاريخها، وتشمل معظم الحالات حتي الآن رجال كان لهم اختلاط جنسي برجال آخرين، واكتشاف فيروس جدري القرود في السائل المنوي ويتزايد مرض جدري القرود في العديد من البلدان حول العالم.
أشاروا إلي أنه لا توجد حتي الآن أي حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها بفيروس جدري القرود في مصر، ويتم ترصد المرضي من خلال الحجر الصحي بالمطارات والمواني والمنافذ، مؤكدين أن هناك اجراءات وقائية يتم تطبيقها في الوحدات الصحية وسرعة الإبلاغ عن أي حالة اشتباه، وتم إرسال منشورات إلي المستشفيات بطرق الخطة الوقائية وتعريف للحالة المرضية، سواء المشتبه بإصابتها أو المؤكد إصابتها، وطرق انتقال العدوي والأعراض التي تظهر عند الإصابة.
أكدوا أنه لا توجد أي إجراءات استثنائية في مصر والوضع الحالي مطمئن فيما يخص المرض حتي الآن، ولكن يتم تقييم الوضع الوبائي للمرض بصفة دورية، وتفعيل إجراءات الترصد النشط للمرض، والإبلاغ الفوري في حالة الاشتباه بأي حالة تستوفي التعريف، وعند الاشتباه في أي حالة يتم عزلها على الفور.
أوضحوا أنه لايمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول جدري القرود إلي جائحة مثل "كورونا"، لأن عوامل العدوي ظاهرة ويمكن تفاديها والوقاية منها بأقل الإجراءات الاحترازية.. كما أن المرض ظاهراً وليس متخفياً.. حيث انه يظهر على الجسم في شكل بثور على الجلد وتقيحات، كما أن هذا المرض محدود في مناطق الغابات الاستوائية، وهو أقل عدوي وخطورة من الجدري العادي.
أكد الدكتور حسن كامل استشاري الامراض المعدية والحميات ومدير حميات العباسية سابقا أن عدوي جدري القرود ليست ببعيدة عن أي دولة.. حيث ان العالم كله يمثل حلقة واحدة بسبب تنقل الأفراد، لكن بإذن الله مصر بعيدة عن الخطر، لأن عوامل العدوي بالمرض غير موجودة.. حيث ان الحيوانات الناقلة للعدوي غير موجودة مع الأشخاص، كما أن طرق الاختلاط في عمليات الجنس والشذوذ ممنوعة، بالإضافة إلي أن طرق الترصد للمرض تجري على أكمل وجه في المنافذ والمطارات.. حيث تجربة "كورونا" جعلتنا أكثر وعياً ودقة في تنفيذ الإجراءات الوقائية.
أضاف أن جدري القرود يعد مرضاً فيروسياً يصيب الحيوانات عادة، ولكن يمكن أيضا أن ينتقل إلي البشر، كما يتضح من حالات تفشي المرض السابقة، ويسبب المرض أعراضاً شبيهة بأعراض الانفلونزا، بالإضافة إلي تقرحات مؤلمة ومثيرة للحكة.
أما أعراض جدري القرود تتشابه مع أعراض الجدري وتعتبر الحمي والقشعريرة والصداع وآلام العضلات والضعف هي الأعراض الأولي لجدري القرود، ويمكن أن يظهر الطفح الجلدي على الوجه والأعضاء التناسلية في الحالات الأكثر شدة، ويمكن أن تظهر آفات مؤلمة ومثيرة للحكة في جميع أنحاء الجسم.
أوضح أن الطفح الجلدي يبدأ كمناطق مسطحة تتطور إلي نتوءات تمتلئ بالسوائل عندما يتم شفاؤها، تصبح قشرية وتتساقط، يشعر الناس عادة بالتحسن في غضون أسبوعين إلي 4 أسابيع، ومع ذلك يمكن للفيروس في بعض الأحيان أن يجعل الشخص مريضاً جداً.
تشمل الأعراض الأخري لجدري القرود عند الأطفال ما يلي: الشعور بعدم الراحة، الحمي، الطفح الجلدي، الإجهاد، آلام الظهر، تورم الغدد الليمفاوية، القشعريرة.
علامات يجب على الآباء الانتباه لها
1- الطفح الجلدي
يظهر الطفح الجلدي في اليوم الثاني أو الثالث بعد بدء الإصابة والأعراض المصاحبة له في مرض جدري القرود، وعادة ما تبدأ على الوجه وتمتد إلي اليدين والكفين والقدمين ويكون معظم الطفح الجلدي مليء بالسوائل.
2- الحمي
تكون الحمي لدي الأطفال المصابين بفيروس جدري القرود أعلي منها لدي البالغين إذا لاحظت هذه الأعراض لدي طفلك . فاطلب رعاية طبية متخصصة في الحال.
انتشار المرض
يمكن أن ينتشر جدري القرود بوسائل مختلفة عند الأطفال، يمكن أن يؤدي الاتصال الوثيق مع المرضي أو الحيوانات إلي انتشار فيروس جدري القرود.
كما تنتقل العدوي عن طريق استنشاق الفيروس أو ملامسة الدم أو سوائل الجسم أو سائل البثور لشخص مصاب واستخدم الفراش الملوث أو أشياء أخري، ويمكن أن تظهر الأعراض في أي مكان من 5 إلي 21 يوماً بعد التعرض، أضاف دكتور حسن كامل أنه لتجنب اصابة الأطفال بالمرضي يجب عليهم:
1- نظافة اليدين: اطلب من أطفالك تنظيف أيديهم بالماء والصابون أو بمطهر يحتوي على الكحول.
2- يجب تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تؤوي الفيروس "الحيوانات المريضة أو الحيوانات النافقة في المناطق التي يوجد بها الفيروس. خاصة القرود والقوارض".
3- يجب أن يكون اللحم مطبوخاً جيداً.
4- يجب تجنب أي تفاعل مع شخص مصاب بطفح جلدي أو حمي.
5- يجب تجنب أي سائل أو عنصر من المريض، وتقترح منظمة الصحة العالمية العلاج الداعم يتم تشجيع أولئك الذين تأثروا على عزل أنفسهم في أسرع وقت ممكن.
يجب معالجة الطفح الجلدي بمطهر خفيف ويجب استخدام الغرغرة المالحة الدافئة لعلاج تقرحات الفم.
قال دكتور نعيم محمدين استشاري الأمراض الجلدية، إن أوروبا حاليا تشهد أكبر انتشار لحالات جدري القرود في تاريخها حتي الآن.. حيث تبين أن رجال كان لهم اختلاط جنسي برجال آخرين أو زواج المثليين، بالإضافة إلي انتشار العمليات الجنسية الخاطئة.. حيث تم اكتشاف فيروس جدري القرود في السائل المنوي لدي الأشخاص الذين يمارسون الرذيلة.
أضاف، أن جدري القرود هو عدوي فيروسية تنتقل للإنسان من الحيوانات البرية المصابة، وعادة ما توجد في غرب ووسط افريقيا.
أما أعراض مرض جدري القرود: طفح جلدي مشابه لطفح جدري الماء، الطفح الجلدي غير المعتاد حول الفم والمنطقة التناسلية، حمي وقشعريرة، آلام الرأس والظهر والعضلات، تضخم الغدد الليمفاوية، الخمول والإرهاق والانتفاخ، نصح الدكتور نعيم بأنه يجب على أي شخص يشتبه في إصابته بطفح جلدي، أو يشتبه في اتصاله بشخص يعتقد أنه قد يكون مصاباً، بالذهاب للمستشفي ولا توجد أي أدوية أو لقاحات محددة لمكافحة عدوي جدري القرود، ولكن يمكن مكافحة تفشيه، فقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجح بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.
عن طرق الوقاية، قال الدكتور نعيم، إن الطريقة الوحيدة للحد من إصابة الناس بعدوي الفيروس هي الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرض له، وللحد من خطر انتقال العدوي من إنسان إلي آخر، بالإضافة إلي تجنب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوي جدري القرود وارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضي، والحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم، للحد من خطر انتقال المرض من الحيوانات إلي البشر.
أضاف أنه ينبغي تركيز الجهود المبذولة للوقاية من انتقال الفيروس في البلدان الموطونة به على طهي كل المنتجات الحيوانية "الدم واللحوم" بشكل جيد قبل أكلها، وارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوي وأثناء ممارسات ذبحها.
أكدت الدكتورة مهيرة حمدي السيد أستاذ الأمراض الجلدية، أن جدري القردة مرض محدود ذاتياً ولا يمثل أي مخاوف ولا يمكن أن يتحول إلي جائحة ومن السهل السيطرة عليه تماما من خلال عزل المصاب والنظافة، وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدي التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه، ويجب عدم الخلط بين الجدري المائي وجدري القرود.
نوهت إلي أن الفترة الأولي لغزو فيروس جدري القرود للجسم من صفر إلي 5 أيام ومن سماتها الإصابة بحمي وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد.. أما الفترة الثانية فتبدأ بظهور الطفح الجلدي وتظهر في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمي التي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلي أجزاء أخري من الجسم ويكون وضع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه في 95% من الحالات وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين في 75% من الحالات ويُصاب بعض المرضي بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة.
أوضحت أن مصر في مأمن من عدوي جدري القرود..حيث إن عوامل العدوي غير موجودة في مصر وأهمها عدم وجود الاختلاط المباشر أو زواج المثلين أو الاختلاط في البارات والخمارات والملاهي، كما أن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات في المنافذ والمطارات والموانئ تتم علي أكمل وجه، خاصة أننا استفدنا من تجاربنا في مكافحة "كورونا" وكل أجهزة الترصد والتقصي متوفرة.
كتب- حمدي زكريا:
صرح الدكتور محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان لـ "الجمهورية أون لاين" بأن الوضع الصحي للقرود بحدائق الحيوان آمن تماماً، إذ يُمنع استيرادها منذ أكثر من 10 سنوات من الخارج ونعتمد على التكاثر الداخلي للقرود داخل الحديقة.
أضاف: نقوم بعمل التحصينات اللازمة بشكل دوري ومستمر.
سبب تسمية "جدري القرود"
د.تاج الدين: لم نرصد أي إصابات.. إذا ظهرت حالة سنعلن عنها فوراً
اترك تعليق