هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خبراء القانون والنقد.. فى ندوة فكرية

الوعى.. "الفريضة الغائبة" فى العصر الحديث لابد من مرجعية راسخة في مواجهة توحش الفكر الإلحادى

طالب خبراء القانون والنقد الأدبي والثقافي بوجوب نشر الوعى فى العقل العربي لمواجهة التحديات المتعددة والمتنوعة التى تفرضها ظروف وتحديات العصر الحديث، مؤكدين ضرورة الاعتماد على مرجعية راسخة كالأزهر الشريف، صاحب الوسطية والاعتدال ورحابة الصدر في الفكر واستيعاب كل الأفكار والتوجهات، محذرين من خطورة توحش الفكر الإلحادى وتفشى الخطاب الاستعمارى والاستعلائى للحضارة الغربية. 


جاء ذلك خلال الندوة الفكرية التي نظمها صالون "في حضرة الإبداع" لمناقشة كتاب "العدل والعدالة" للمفكر اللبناني د. أحمد محمد قيس، رئيس مركز الدراسات القرآنية ببيروت، بنادي أتلانتيس، بحى المنيل. بمشاركة نخبة من الخبراء والقضاة والباحثين في مختلف المجالات، منهم اللواء أحمد أبو العزائم، مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد الهمشرى، المستشار طلبة الجمصى، الشيخ عمر حسين عويس عضو نقابة القراء، د. سيد مندور، الأستاذ بهندسة القاهرة والداعية الاسلامى المعروف. ولم تقتصر فعاليات الندوة على مناقشة الكتاب بل شلمت أيضا إنشادا وغناء وعزفا موسيقيا.

قدمت د.شيماء عمارة، صاحبة الصالون، تعريفا بالكاتب والمؤلف واستعراض لأهم أفكاره واصداراته مشيرة إلى أن العدالة هى اعطاء كل ذى حق حقه،

وقال د. حسام عزام، صاحب دار نشر الملتقى: نحن امام مشروع ثقافي حقيقى، وقد تحمل المؤلف تكاليف توزيعه مجانا، مساهمة منه في نشر الوعي وترسيخ قيم ومفاهيم العدل والعدالة بمفهومها الصحيح، وستكون له اصدارات جديدة مستقبلية.

وكشف المؤلف د. قيس، سبب إصداره هذا الكتاب، مشيراً إلى أنه فى زمن يعيش العالم ازمات وتردى على مختلف المستويات، ما يوسع نشاط الدجالين والمشعوذين، بما يفرض على العالم المتخصص أن يظهر علمه، ويفند أباطيل أولئك النصابين، وبالتالي فيجب ان نتكاتف لنشر مفاهيم العلم والثقافة والمعلومات الصحيحة لمواجهة افكار وسلوكيات الغرائز، وليحفظ الله الإنسانية جمعاء من شرورهم ومخاطرهم على القيم والأخلاق.

أضاف: لا اميل لمنهج ومدرسة أرسطو بل اميل للعدل فى اى مكان، فالعدل هو مفهوم سامى مجرد ولا يمكن تشخيصه ولا تنظيره، فالله يأمر بالعدل، موضحا أن العدالة هى فض النزاع والخصام بين الناس، أما العدالة الاجتماعية فهى تكوينية وتشريعية غاية للكمال الانسانى. والعدالة الحقيقية لا يمكن تحقيقها واقعيا، فهى نوع من الإنصاف ولن تتجسد إلا فى الاخرة وليس الحياة الدنيا، 

مؤكداً أنه استهدف من وراء إصدار هذا الكتاب جملة اهداف اولها: أن مجتمعاتنا تعيش نكسات على كل المستويات وكأن هناك ٣ انواع من البشر، الأول هم غير الملتزم دينياً ولا أخلاقيا ولا قانونياً، والثانى: عندهم تهميش الدين عن الحياة، والفئة الثالثة لديهم ثنائية وتشويش على المشروع الالهى بالكلية، ومن ثم فنسف هذا المفهوم هدفى الأساس، لأننى أسمى الفكر المادي بأنه لا دينى وليس إلحاديا، فأمثال أولئك يشكون من الانظمة والقوانين الوضعية ولا يسلمون بها، وهى حجة عليهم، وبالتالي فهناك خلل فى المصطلح، وبث بذرة التشكيك فى الأديان، وهنا تظهر فلسفة الشرور، ودورنا جميعا التصدى له ومواجهته وفضحه.

وتدخل د. محمد عليوه، أستاذ الأدب والنقد بآداب القاهرة، قائلاً: لابد أن ينظر للكتاب من حيث الأهداف والمقاصد المرجوة منه، فصناعته مغامرة لا تخلو من مخاطر ومطامح، وما نعيشه شرقاً وغرباً من مآسى إنما هو لغياب العدل والعدالة.

وأكد د. حسام عقل، أستاذ الأدب بجامعة عين شمس ورئيس ملتقى السرد العربي، أن قيمة العدالة والعدل هى الاختبار الميداني لأى حضارة. مضيفاً: احيي المؤلف على رده الحق لأصحابه وهو هنا الأزهر الشريف، صاحب الوسطية والاعتدال ورحابة الصدر في الفكر واستيعاب كل الأفكار والتوجهات ،ثم الانفتاح على المشهد الثقافي العربي الأكبر حيث قدم لكتبه علماء الأزهر ووزير الثقافة اللبناني، وهذا لانه لابد من عناق المؤسسات الحكومية وتكاملها، ولكن للاسف فإن العالم العربي مفرغ من الوعى، وبالتالي فإن نشر الوعى هو الفريضة الغائبة حالياً والواجب استحضارها، فالعقل الالحادى توحش فى الفترة الأخيرة معمدا بماء واحد ما يفرض تعدد صور وأشكال المواجهة دون حدة واستفزاز بل هدوء ورصانة واعتدال، محذراً من خطورة التنكر للتراث العربى والاسلامى، ما يوجب التركيز على الوعى فى مواجهة تسخيف الفكر الدينى، ودحض خطابات الاستعمار مثل الحق للأقوى او التسليم بالدارونية بما يخدم على الفكر الاستعمارى والامبريالى، مؤكداً أن الأديان تساوى بين الجميع بلا استثناء ولا تفرقة.

وصف د  عقل، الكتاب بأنه فكر مستقبلى بما يقدمه ويفسح المجال لنقاط التلاقى والمشتركات الإنسانية ،مشيرا إلى أن الإسلام وضع أخلاقيات للحروب لم تكن متاحة ولا معروفة في الحضارات السابقة، مثل: لا تقطع شجرة ولا تقتل طفلا او شيخا مسنا ولا امراة، وحق الأسير والطبيعة، ولا تدمر ولا تخرب عمرانا. وجدير بالذكر ان للمفكر اللبناني د. أحمد قيس شلالات من الأفكار المتفردة التي تحمل هم العروبة والثقافة، ليسكبها لنا بكل الحب في هذا الكتاب،

 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق