سرطان القولون هو أحد أنواع السرطانات التي تبدأ في الأمعاء الغليظة، ويكون عادة في صورة تكتلات صغيرة حميدة من الخلايا تُسمَّى سلائل تتكوَّن بداخل القُولون، وبمرور الوقت قد تصبح بعض تلك السلائل سرطانات.

وذكرت مجلة medical xpress الطبية، أن ما يقرب من 1 من كل 25 شخصًا سيصاب بسرطان القولون خلال حياتهم، ويتم تشخيص ما يقرب من 2 مليون حالة جديدة مصابة بسرطان القولون في جميع أنحاء العالم كل عام.

ويشيع استخدام العلاج الكيميائي لعلاج سرطان القولون، وفي حين أن هذا العلاج فعال في البداية في معظم الحالات، فإن العديد من المرضى ينتكسون بعد العلاج.

وكشفت دراسة جديدة بقيادة الدكتور إدوارد باتل، باحث ICREA ورئيس مختبر سرطان القولون والمستقيم في معهد IRB Barcelona بإسبانيا، أن بعض الخلايا السرطانية تبقى في حالة كامنة، وبعد العلاج الكيميائي، يتم تنشيطها، ما يؤدي إلى الانتكاس وعودة انتشار السرطان مرة أخرى.

الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Cancer المتخصصة، اكتشف من خلالها العلماء أن الخلايا الجذعية السرطانية التي لها نشاط في بروتين يطلق عليه اسم Mex3a، تظل في حالة كامنة ما يمنحها مقاومة للعلاج الكيميائي.

وبسبب تأثير الأدوية المستخدمة في هذا العلاج، تتبنى هذه الخلايا حالة مشابهة للحالة الجنينية، وفي وقت ما بعد العلاج الكيميائي، عندما تكون البيئة أكثر ملاءمة، تتم إعادة تنشيطها لتجديد الورم بكل تعقيداته، هذه الخلايا الدائمة مسؤولة عن عودة السرطان بعد العلاج.

ويقول الدكتور الدكتور باتل: «العلاج الكيميائي فعال ويقتل معظم الخلايا السرطانية ولكن ليس جميعها»، مضيفاً: «الدراسة تكشف عن هوية مجموعة من الخلايا الدائمة المقاومة للعلاج الكيميائي، التي تستمر في تجديد الورم بعد العلاج».

وتابع: «عملنا يمهد الطريق للتطور في الأدوية للقضاء على هذه الخلايا، التي من شأنها أن تجعل العلاج الكيميائي أكثر فعالية وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة».

تفاصيل الدراسة

أُجريت هذه الدراسة باستخدام عضيات بشكل أساسي، وهي عينات من الأورام من المرضى (أو من نماذج الفئران المصابة بحالة متقدمة من السرطان) التي يمكن زراعتها في المختبر والتي تعيد إنتاج الورم من حيث هيكله ثلاثي الأبعاد وتقلب أنواع الخلايا.

ويقول الدكتور أدريان ألفارايس فاريلا، وهو أحد مؤلفي هذه الدراسة: «سمحت لنا العضويات بتتبع تطور الخلايا المسؤولة طوال العملية ومراقبة تفاعلها مع العلاج الكيميائي».

وتضمنت الدراسة أيضًا استخدام نماذج الفئران لسرطان القولون والمستقيم، حيث تمكن الباحثون من مراقبة وإعادة إنتاج سلوك هذه الخلايا الثابتة، كما هو الحال في العضيات.

أخيرًا، تمت مقارنة النتائج التي تم الحصول عليها في العضيات والفئران مع التحليل لعينات من المرضى.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح الدكتور باتل ومعاونوه أن إزالة الجين Mex3a عن طريق تقنيات الهندسة الوراثية يجعل خلايا سرطان القولون والمستقيم حساسة للغاية للعلاج الكيميائي.

وفي النماذج التجريبية لهذا النوع من السرطان، يتم القضاء تمامًا على النقائل التي تعاني من نقص في Mex3a باستخدام العلاج الكيميائي.

حقائق من الدراسة

◄ الخلايا السرطانية التي تتمكن من البقاء في حالة كامنة تملك جيناً يطلق عليه اسم Mex3a

◄ تتم دراسة هذا الجين لاكتشاف الطريقة التي يجعل بها الخلايا السرطانية منيعة ضد العلاج الكيميائي

◄ علماء قاموا بتجارب وأبطلوا عمل هذا الجين، فتمكن العلاج الكيمائي من ضمان عدم عودة السرطان مرة أخرى

◄ دراسة الجين ستساعد الخبراء في إيجاد أدوية جديدة يمكنها القضاء على الأورام الخبيثة