اوضح الدكتور _على جمعة_ عضو هيئة كبار العلماء انه ذا أرادَ المسلمُ افتِتاحَ الطَّوافَ للقُدُومِ أو لغَيرِه؛ فينبغي عليه أن يُراعِيَ أمورًا ستّة هى
أولها- الطهارة والسَّتارة، _والطهارة هذه تُساعِدُ الإنسانَ في الطَّرِيقِ، إذِ الوُضُوءُ سِلاحُ المُؤمِنُ وبرهانٌ ونورٌ وسلامٌ، لأَجلِ أن يكون مُستَعِدًّا دَومًا؛ وعمودُ هذا الطريقِ طاعةُ اللهِ، وعمودُ طاعةِ اللهِ الصلاةُ، والطوافُ بالبَيتِ صلاةٌ، فيها الطهارةُ في البَدَنِ (مِنَ الحَدَثِ، ومِنَ الخَبَثِ)، وفي المكانِ، وفي اللباس، وفيها السَّتارة أي سَترُ العَورة، والإنسان المؤمن ينبغي أن يَستُرَ عَورَتَه حتى في خَلَواتِه.
الثاني- الاضطِباع للرجل في طواف القدوم، بأن يَجعَلَ وَسَطَ ردائه تحت إبطه الأيمن ثم يلقيَ طَرَفَيه على كتفه الأيسر، ثم ليَجعَلِ البيتَ عن يسارِه وليَبدَأ من عِندِ الحَجَرِ الأسوَدِ، فإنَّه عندما يطوفُ والبيتُ عن يَسارِه يكونُ مُتَشَبِّهًا بالملائكةِ، إذن الطريقُ مُؤَسَّسٌ على التَّشَبّهِ بعباد الله تعالى الذين لا يَمَّلُون مِن عبادته، ولا يُخالِفُون أَمرَه.
الثالث- أن يقولَ قبلَ مُجاوَزة الحَجَرِ الأسوَدِ بل في ابتداءِ الطَّوافِ: "بسمِ الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بكَ، وتَصدِيقًا بكتابك، ووَفاءً بعَهدِك، واتِّباعًا لسُنّة نَبيِّك مُحَمَّدٍ"، ثم يطوفُ.
الرابع- أن يرَمُلَ في الطَّوفات الثلاث الأولى، ويَمشِي في الأربَعة الأُخَرِ على الهَيئة المُعتادة.
الخامس- إذا تمَّ الطَّوافَ سَبعًا فليأتِ المُلتَزَمَ وهو بينَ الحَجرِ الأسود وبابِ الكعبة، وهو مَوضِعُ لاستجابةِ الدَّعاء.
فقد فَضَّلَ اللهُ بعضَ الأوقاتِ على بعضٍ، وبعضَ الأماكنِ على بعضٍ، وبعضَ الأشخاصِ على بعضٍ، وبعضَ الأحوالِ على بعضٍ، فليُراعِ الحاجُّ سالِكُ الطَّرِيقِ ذلكَ كُلَّه في طَرِيقِه إلى اللهِ، وليَلتَمِسِ الأوقاتَ الشَّرِيفة، والأماكنَ الشريفةَ، والأشخاصَ الشريفةَ ويَسأَلهمُ الدُّعاءَ، والأحوالَ الشريفةَ فيَدعو عندها، كنـزولِ المَطَرِ، وكالبَيتِ الحَرامِ، وكالوقوفِ أمامَ قَبرِ سيِّدِنا محمد ﷺ.
السادس- إذا فرغ مِن ذلك ينبغي أن يأخذ طريقه إلى خلف مقام سيدنا إبراهيم وهو يقول: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } ويُصَلِّي خَلفَ المَقامِ ركعتين؛ وهما رَكعَتا سنة الطوافِ؛ وذلك إعلانًا لتوحيدِ اللهِ على مِلّة إبراهيمَ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } [النساء: 125].
اترك تعليق