أكد سفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانج، أن دول بريكس تمثل نحو 26% من إجمالي مساحات العالم، ونسمتها 42% من إجمالي نسمة العالم واقتصاداتها 25% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، فهي تمثل التيار التاريخي المتمثل في الصعود الجماعي للدول النامية الكبرى.
وأضاف السفير في مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم الأحد في أحد الفنادق بالقاهرة، :" مضت 16 سنة على تدشين تعاون البريكس، حيث تم إنشاء بنك التنمية الجديد واحتياطي الطوارئ ونمط تعاون بريكس بلس وإقامة شراكة الثورة الصناعية الجديدة على التوالي وبدأ يدخل تعاون البريكس إلى مرحلة التنمية العالية الجودة وقد أصبحت قوة إيجابية ومستقرة وبناءة على الساحة الدولية ومنصة تعاون الجنوبي الجنوبي أكثر تأثيرا".
وتابع:"يقول الصينيون إنه " لا يصقل الذهب الخالص إلا بالنار". ظلت مجموعة البريكس كسفينة كبيرة تركب الرياح والأمواج وتبحر بشجاعة إلى الأمام رغم الأمواج الهائجة والرياح القوية والأمطار الغزيرة، مما كرّس قيما يجب التمسك بها في الدنيا لتبادل التشجيع والتعاون والكسب المشترك".
وواصل: "على مدى 16 سنة الماضية، تشكل نمط تعاون البريكس المدفوع بالعجلات الثلاث التي تشمل التعاون الاقتصادي والأمن السياسي والتواصل الإنساني والثقافي، وأصبح منصة تعاون مهمة لتعزيز حق الكلام للأسواق الناشئة، وظل التعاون الاقتصادي أساس تعاون "بريكس"، حيث بلغ حجم إجمالي الناتج المحلي لدول البريكس في عام 2021 حوالي 24.5 تريليون دولار ويمثل 23% من إجمالي الناتج المحلي العالم، وتأسست آلية تعاون بنوك دول البريكس في عام 2010، بما يوفر مساهمات مهمة في تسهيل التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار بين دول البريكس وخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة".
وأشار: "يعد الأمن السياسي مفتاح تعاون البريكس، حيث تعزز التواصل والتنسيق فيما بينها حول القضايا الدولية والإقليمية المهمة، وتلعب دورا فريدا وإيجابيا للسلام والاستقرار في العالم"، مضيفا "يعد التواصل الإنساني والثقافي نقطة نمو جديدة. يتطور التعاون بين البرلمانات والأحزاب والشباب والمؤسسات الفكرية والحكومات المحلية لدول البريكس باستمرار وتتطود الأسس الشعبية لتعاون البريكس يوما بعد يوم".
واختتم: "كما ذكرت أن العالم يدخل في الوقت الراهن إلى مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول في ظل تشابك وتفاعل آثار التغيرات غير المسبوقة في العالم منذ مائة سنة وجائحة القرن، مما يشكل صدمة شديدة لدول العالم خاصة الأسواق الناشئة والدول النامية، وتكتسب آلية تعاون البريكس على هذه الخلفية أهمية خاصة وبالغة لتعميق التعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية والدفع بالانتعاش الاقتصادي العالمي بعد الجائحة، وتتمثل فيما يلي:
أولا، المساهمة في الدفع بتنفيذ مبادرة الأمن العالمي على أرض الواقع وتنفيذ التعددية الحقيقية والدفع ببناء الإطار الأمني الإقليمي المتوازن والفعال والمستدام. ثانيا، الدفع بتنفيذ مبادرة التنمية العالمية اتساعا وعمقا وبناء اقتصاد عالمي منفتح وإعادة النهوض بقضية التنمية العالمية، تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة معا لكي تستفيد المزيد من الدول النامية من الإنجازات التنموية.
ثالثا، تعزيز التنسيق فيما يخص الإجراءات الوقائية ودفع تطور الحوكمة الصحية العالمية نحو الاتجاه لصالح الدول النامية والإسراع ببناء مجتمع الصحة المشتركة للبشرية.
رابعا، حشد القوة الإيجابية للحوكمة العالمية والدعوة إلى مفهوم الحوكمة العالمية المستمة بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وتعزيز التضامن والتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية وتعزيز حق الكلام للدول النامية والأسواق الناشئة في الحوكمة العالمية.
اترك تعليق