اكدت دار الافتاء المصرية أن المغتاب قد جنى جنايتين إحداهما فى حق الله تعالى، إذ فعل ما نهاه عنه، وكفارة ذلك التوبة والندم. والجناية الثانية على محارم المخلوق وهنا يفترق الحكم بين حالتين
_ الحالة الاولى إذا بلغ ذلك المجنى عليه بالغيبة او النميمة فى حقه وتأذى ..واشارت الدار الى ان العلماء اوجبوا اعتذار المسلم واظهار الندم والتحلل من الذنب بين يدى المغتاب فى حقه فى تلك الحالة
استناداُ على قوله صل الله عليه وسلم "مَن كَانَتْ عِنْدَهُ مَظلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِن مَالٍ أَو عِرْضٍ، فَليَأْتِهِ فَلْيَستَحِلَّهَا مِنهُ قَبلَ أَن يُؤخَذ وَليسَ عِندَهُ دِرْهَمٌ وَلَا دِينَار "
_والحالة الثانية ان لم تبلغ الغيبة والنميمة المجنى عليه ..وهنا اجازت الافتاء جعل مكان استحلال المغتاب " الاستغفار له؛ لئلا يخبره بما لا يعلمه، فيُوغر صدره، وقد ورد في الحديث: «كَفَّارَةُ مَن اغْتَبتَ أَن تَسْتَغْفِرَ لَهُ».
حكم الاستغفار جملة لمجموعة من الناس عند اغتيابهم
قال الدكتور احمد ممدوح امين الفتوى ومدير ادارة الابحاث الشرعية يقع فى الغيبة الكثير من الناس ويتساهلون فيها وقد وضع الرسول صل الله عليه وسلم المغتاب فى سورة تشمئز منها الابدان غصوره كأنه يأكل لحم اخيه الميت وبين صل الله عليه وسلم انه يعطى حسناته للناس ويهديها لهم اويتحمل سيئاتهم
وذلك مصداقاً لقوله تعالى " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" سورة الحجرات - الآية 12
ولفت امين الفتوى الى انه دائماً حقوق العباد تكون شأنها خطير وتصبح اخطر اذا ذكر المغتاب شئ لا يوجد فى المغتاب فى حقه وهنا يسمى بهتان فالصفة اذا كانت موجوده فى الرجل المجنى عليه كانت غيبة وان لم تكن فهى بهتان
وذلك لما ورد عن رسول الله صل الله عليه وسلم " يا رسولَ اللهِ، ما الغِيبةُ ؟ قال : ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَهُ . قيل : أفرأيْتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال : إن كان فيه ما تقولُ فقد اغْتَبْتَه ، وإن لم يكنْ فيه ما تقولُ فقد بهَتَّه"
واوضح امين الفتوى ان عقاب من قال فى مسلم ما ليس فيه ان يسكنه الله ردغة الحبال حتى يخرج مما فيه لقوله صل الله عليه وسلم "من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنه اللهُ رَدْغَةَ الخَبالِ حتَّى يخرُجَ ممَّا قال"
وبين انه يمكن التوبة من ذلك الذنب بالاستغفار للمغتاب ويمكن ويجوز ان يكون الاستغفار لعدد من الاشخص بصفة مجموعة فيكفى ان نقول اللهم اغفر لاصحاب الحقوق على والهمهم الصفح والعفو والمسامحة
اترك تعليق