هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

المفتي:يجب إطلاق حملات إعلامية لملاحقة الشائعات وتصحيح المفاهيم الخاطئة

أكد الدكتور شوقى علام_مفتي الجمهورية_إنه يجب ملاحقة الشائعات والأكاذيب التي تطلقها الأبواق الإعلامية المضادة التي تعمل على تشويه الدين والوطن، ومن أجل أن تتم هذه المهمة على النحو الأكمل لا بد أن يكون التنسيق والتعاون والتكامل بين مؤسسات صنع الوعي على أعلى درجة، لأن هذه المؤسسات كالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف والتربية والتعليم والإعلام والثقافة، كلها تشترك في نفس الهدف والرسالة ألا وهي صناعة وتشكيل الوعي الصحيح. 


أشار المفتي إلى أن أول خطوة في هذا الطريق الوعر هو تلقي العلوم والمعلومات من غير المتخصصين في المؤسسات العلمية الشرعية، حيث يفتقد البناء العلمي المنهجي الصحيح، وتزداد العشوائية واللامسؤولية في التعليم والإفتاءـ مع الغياب التام والتغييب أيضا عن إدراك الواقع والمتغيرات، والغياب أيضًا عن تقدير المآلات والآثار المدمرة التي تتسبب فيها هذه الأنماط العشوائية من التلقي والإفتاء والتعليم على يد غير ذي صفة ولا اختصاص وكل هذه العشوائية أنتجت لنا في عالمنا العربي والإسلامي عقليات مشوهة تحمل أفكارا مشوهة تدعو لتكفير المجتمعات وارتكاب العنف وممارسة القتل بحجة غياب الشريعة الإسلامية وعودة المجتمعات الإسلامية إلى حالة من الجاهلية تزيد على الجاهلية التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت على يد هؤلاء المشوهين عقليا وذهنيا حملات لتشكيك الناس في دينهم وأوطانهم ومؤسساتهم الدينية والتشكيك عمل هدمي شديد الخطورة. 

وأكد فضيلته أنه لا بد أن تقوم مؤسسات صناعة الوعي وصياغة العقل، بإعادة البناء أولًا بهدم أسس الزيف وإزالة هذا الركام من الأفكار الوهمية الكاذبة التي بثتها تلك الجماعات عبر عشرات السنين من خلال العديد من الأبواق الإعلامية والأذرع الدعائية الموازية لإعلامنا الرسمي المؤسسي الجاد، فمن الضروري أن تكون رسالة الإعلام وهو في طريقه لبناء وتشكيل الوعي، أن يقوم بحملات متعددة الوسائل لتصحيح المفاهيم الخاطئة. 

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أنه لم تخل مرحلة من مراحل التاريخ من حملات التشويه والإرجاف، وقد شهدت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة من المشركين وفي المدينة المنورة من المرجفين من المنافقين عدة حملات من بث الأكاذيب والشائعات بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحق القرآن الكريم وهو دستور الهداية الذي بعث به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى العالمين.

وقال مفتي الجمهورية فى كلمته التي ألقاها في افتتاح دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية بأكاديمية الأوقاف اليوم: "لا شك أن هذه معركة الإعلام في المقام الأول لأن الكذب الذي تبثه تلك الجماعات لا حد له ولا نهاية له ولا أفق له، بينما الإعلام الجاد يلتزم المصداقية والجدية ويلتزم بالمعايير الأخلاقية وهو يؤدي رسالته. فهذه الدعامة الأولى من دعائم بناء الوعي الصحيح وهي تفنيد الشبهات وتصحيح المفاهيم والأفكار الباطلة، وهو ما يطلق عليه في اصطلاح علماء الشريعة بالتصفية أو التخلية".  

أما عن الدعامة الثانية التي يقوم عليها بناء الوعي فأوضح فضيلته أنها دعامة بث العلوم والمعلومات الصحيحة وبناء الوعي والعقل على مبدأ التوثيق العلمي لكل ما يتلقاه من معلومات وعلوم، حيث أصبح العقل بعد أن أزلنا منه درن الشبهات والأكاذيب قابلا لبث العلوم والمعلومات الصحيحة، وهذه المهمة هي مهمة مؤسسات التعليم المختلفة بجانب الإعلام أيضًا. 

وتابع فضيلته: "إننا نحتاج إلى البناء الصحيح في كل ما يتعلق بطبيعة رسالة الإسلام العالمية وفي كل ما يتعلق بطبيعة الإسلام السلمية وفي كل ما يتعلق بطبيعة العلاقة بين الإسلام والآخر، إن هذا الشق البنائي المنهجي في غاية الأهمية في رحلة بناء العقل وتشكيل الوعي، من أجل هذا أعلى الله تعالى من قيمة العلم والعلماء في شتى المجالات، فالعلوم التجريبية معينة على النظر في الكون وتدبر آيات الله تعالى في الآفاق، وهي المرادة في قوله تعالى (قل سيروا في الأرض ثم انظروا)". 

وأوضح أنه ليس المقصود بالنظر هنا مجرد إجالة البصر فيما خلق الله وما بثه في الكون من مناظر خلابة، وإنما المقصود هنا بالنظر النظر العلمي الدقيق الذي يكشف لنا بديع صنع الله تعالى وطلاقة قدرته وحكمته، لذلك قال بعض علماء التوحيد قديما: إن أول واجب على المكلف هو النظر الموصل إلى المعرفة بالله تعالى المبنية على الدلائل القاطعة والبراهين الساطعة. 

وأكد مفتي الجمهورية على أن الرسالة الإعلامية إذا تكاملت مع الرسالة العلمية والتعليمية والتربوية أنتجت لنا أجيالا ناضجة في عقولها وعلومها، وشعوبا مستعصية على قبول الشائعات والأكاذيب، ومؤسسات وطنية تعمل ليل نهار من أجل رفعة هذا الوطن وبنائه ونهضته، لذلك فنحن نؤكد على أهمية التعاون والتكامل بين كافة المؤسسات التي تشارك في بناء العقل وصناعة الوعي. 

وتابع فضيلته قائلًا: "كان لدار الإفتاء المصرية وكذلك للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تجارب عديدة بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية المختلفة، حيث أدركنا من بداية اندلاع أحداث التطرف منذ عام 2013 وما بعدها خطورة الرسالة الإعلامية وأهميتها، وقدمنا بفضل الله تعالى العديد من الأفكار والمشروعات التي تحولت إلى برامج عمل على أرض الواقع، كل هذه المشروعات حظيت بتغطيات إعلامية واسعة من أجل أن تصل إلى الجماهير ومن أجل أن تساهم مساهمة فعالة في صناعة وتشكيل العقل المسلم على أسس علمية صحيحة". 

واختتم فضيلة المفتي كلمته بالتأكيد على أنه ورغم كل ما أعاننا الله تعالى على إنجازه وتقديمه إلى الأمة الإسلامية فإننا لا زالت لنا طموحات وآمال ومشروعات واعدة لإنقاذ الأمة من شبح التطرف والإرهاب، وليس كل ما نقدم إلا ذرة مما تستحقه أمتنا وأوطاننا وذرة أيضا مما يستوجبه علينا صدق الانتماء لهذا الوطن وشرف الانتساب لهذا الدين. 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق