لفت الدكتور على جمعة_المفتي السابق-إلى أن الله تعالى بدأ بالرحمة أول خطابه مع الناس أجمعين بـ"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" ، ووصف الله سبحانه وتعالى بها نبيه فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ليس للمسلمين ولا للسابقين ولا للاحقين بل للعالمين، وهذا كلام يجعلنا نفهم حقيقة الدين، وأن حقيقة الدين التي بدأت بها الرسالة وأصرت عليها وجعلته البداية والنهاية ووصفت مُبلِّغ هذه الرسالة بها ، يقول رسول الله عليه السلام: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» أى الله تعالى أهدى هذه الرحمة للبشرية.
نصح د.جمعة عبر صفحته الرسمة على فيسبوك بأنه لابد علينا أن نضع على أعيننا نظارة مكوَّنة من عدستين "الرحمن الرحيم"، فقد افتقد كثيرٌ من الناس هذا فى قراءة النصوص؛ فعندما أقرأ النصوص لابد أن أقرأها بنظارة الرحمن الرحيم، وليست بنظارة المنتقم الجبار، ولا بنظارة المتكبر الشديد يمكن للنص أي نص، ويمكن في اللغة بأي لغة أن نفهم النص بوجوهٍ مختلفة في اللغة حقيقة ومجاز، في اللغة مشترك، في اللغة ترادف، في اللغة أساليب فيها تقديم وتأخير حذف (وحذف ما يُعلم جائز) فيها إضافة وهكذا.
ودعا الناس أجمعين إلى الاستعانة بالرحمة في فهم النصوص، فالنصوص إذا ما سلكنا بها مسلك الرحمة لا نجد بينها وبين نصوصٍ أخرى أي تعارض، لا نجد بينها وبين الواقع أي تعارض، لا نجد بينها وبين المصالح أي تعارض، لا نجد بينها وبين فطرة الإنسان أي تعارض؛ في حين أننا لو سلكنا بها مسلك التشدد ومشرب العنف فإننا نجدها سريعاً ما اصطدمت بالواقع، والمصالح،
وتابع:"فنحن نريد الرحمة حتى بأولئك الذين لم يُريدوا لأنفسهم ولا للناس الرحمة، نحن نريد الرحمة والتوبة والرجوع لكل العاصيين، ولكل المجرمين؛ فليس من حقي إلا أن أتمنى لهم الخير".
اترك تعليق