عندما نطالع قصة ام المؤمنين حفصة الزوجة الرابعة لرسول الله صل الله عليها وسلم  سنلحظ انها بنت ابيها وهكذا قالت عنها عائشة رضى الله عنها كما يمكن للمتابع لسيرتها ان يستنتج ذلك من مواقف عدة تحتاج الى جرأة شديدة لن نجدها الا فى سمات شخصية ابيها ثانى الخلفاء عمر ابن الخطاب

مولدها واسلامها 

وولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها فى عام 5 قبل البعثه واسلمت مع اسلام ابيها وهى بعمر عشر سنوات امها هى زينب بنت مظعون واخوالها من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم واخوانها اشهرهم عبد الله ابن عمر وهو الاخ الشقيق لابويها 

زواجها 

 تزوجها النبى صل الله عليه وسلم ثيب عن _خنيس السهمى_ والذى توفى مثخناً بالجراح عن غزوة بدر وقيل عن غزوة اُحد وكان زواجه منها صل الله عليه وسلم 3 هجرياً بعدما عرضها ابيها عمر ابن الخطاب رضى الله عنه على عثمان ابن عفان الى انه رفض وعرضها ايضاً على ابى بكر الصديق الى ان الاخير صمت ولم يتفوه بكلمة لذكر رسول اللهصل الله عليه وسلم  لزواجها امامه الى انه آثر عدم افشاء سره  

قال فيها رسول صل الله عليه وسلم عبارته المشهورة لعمر رضى الله عنه عندما شكى رفض المبشرين بالجنة "ابو بكر وعثمان للزواج منها "حفصة سيتزوجها خير من عثمان وسيتزوج عثمان خير منها وقد كان 

_ومن الدروس المستفادة التى يجب الا نمر عليها دون ابرازها فى فى تلك النقطة هو حرص الصالحين على اختيار الزوج الصالح لبناتهن وطلب ذلك منهم دون استحياء او كبر  

سيرتها 

ونجد عند استخدام محركات البحث عن سيرتها رضى الله عنها ان اول ما ستشاهده هو اقوال العلماء والمفسرون عن واقعة طلاقها من رسول الله وعن حقيقتها  وهل طلقها رسول الله صل الله عليه وسلم بالفعل ثم راجعها بأمر السماء ام انه كان يريد ذلك ولكن لم يفعله 

مراجعة رسول الله لها 

اما نحن فلن نتعرض للواقعة الا بأختصار شديد خلال سطور ولكن مع الماح الدروس المستفادة منها وهى ليس كل امرأة يفركها زوجها صعبة الميراس والمعاشر ثانياً ان الحفاظ على اسرار الزوج من اساسيات الحياة الزوجية

اما عن الواقعة التى نزل فيها قرآناً من السماء ليسجلها ابداً الدهر وهى افشاء السيدة حفصة لسر رسول الله وفد تباينت اقوال الفقهاء والمفسرون فيه بين ثلاث روايات

_الاول انها وجدت الرسول مع مارية القبطية فى يومها وافشائها بذلك السر لعائشة رضى الله عنها مخالفة لامر الرسول _الرواية الثانية للمفسرين افشائها لسر نتاوله العسل عند زينب بنت جحش ايضاً لعائشة وكانتا قد اتفقتا بمكر النساء على كشف ذلك _الثالث وهو افشائها لسر تولى الخلافة من بعده  صل الله عليه وسلم لابى بكر الصديق رضى الله وعمر لعائشة 

_والمشاهد ان عائشة هى شريكة حفصة رضى الله عنها فكانا اكثر زوجات النبى اتفاقاً 

تنزل القرآن فيها 

نزل فيها قرآنا قال فيه تعالى  "﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ " وقيل المقصود هى حفصة رضى الله عنها 

وقال فيها جبريلُ مراجعة لرسول الله لها "راجعْ حفْصة، فإنَّها صوَّامة قوَّامة، وإنها زوجتكَ في الجنةِ "

وكانت حجرتها محلاً لحفظ رقاع والواح القرآن  المنزل كما حفظ فيها اول مصحف جمع على عهد ابى بكر الصديق بألحاح من عمر بن الخطاب عندما استشرى القتل فى حفظة كتاب الله 

صفاتها  

وتميزت ام المؤمنين حفصة  بالكتابة والقراءة وحب العبادة والزكاء والفطنة والشغف للمعرفة وعدم التسليم بالامر بل السؤال والاستفسار والاستيضاح للحقائق ويظهر ذلك من سؤالها لرسول الله فى رواياته التى شهدتها واخبرت بها ما يدل انها بنت ابيها   
 
 وفاتها رضى الله عنها 

تعددت الاقوال فى عام وفاتها فقد قيل انه كان فى 41 هجرياً وقيل 45 هجريا وقد ماتت رضى الله عنها عن عمر ناهز الستون عاماً