مأساة حقيقية وكارثة تتفاقم بشكل كبير يتعرض لها أهالي المنوفية خاصة أبناء القري تتمثل في انتشار الكلاب الضالة بالشوارع وحول تجمعات القمامة وهو ما يثير الرعب والفزع في نفوس الكبار والصغار ويصيب العشرات بالأمراض الخطيرة التي غالبا ما تؤدي الي الوفاة نتيجة عقرها لهم.. وجه المواطنون اللوم للمسئولين بسبب تقصيرهم في مكافحة الظاهرة الخطيرة.

أكد عدد من الأهالي انتشار الكلاب الضالة في الشوارع وتكرار حالات العقر في العديد من المناطق علي مستوي المحافظة. وهو ما يتسبب في حالة من الهلع والذعر بين المواطنين مطالبين بضرورة وضع ضوابط صارمة لتربية واقتناء الكلاب أو امكانية قتلها في حالة تهديدها لسلامة المواطنين الي جانب وضع منظومة لضبط عملية التعامل مع الكلاب بما لا يخالف قوانين حماية الحيوان ولا يؤثر علي أمن وسلامة المجتمع وأفراده.

يقول علاء نصار "موظف" تعتبر الكلاب الضالة خاصة ما تسمي بـ "المسعورة" من الحيوانات شديدة الخطورة  فهي تهاجم من لا يهاجمها بدون سبب ويعد الصغار والأطفال هم الأكثر عرضة لهجماتها لافتا الي أن مقالب القمامة العشوائية تعد مأوي لها وللحشرات والزواحف والقطط.

أكد السيد ندا "أحد الأهالي" أن هناك اهمالا ملحوظا في التعامل مع الكلاب الضالة في وقتنا الحاضر علي الرغم من أن انتشارهم بالشوارع خاصة ليلا أو مبكرا قبل شروق الشمس يتسبب في حالة من الذعر والأرق بين الأطفال والنساء والأدهي أنه ظهرت في الفترة الأخيرة فصائل مهجنة من الكلاب تسمي بـ "السلعوة" وذلك في ظل غياب حملات المكافحة من الطب البيطري والوحدات المحلية .

أكدت نورة الطلي "مدرسة ابتدائي" انتشار الكلاب الضالة في قرية جنزور بأعداد كبيرة مما يروع المواطنين وخاصة الأطفال مشيرة الي أنها فوجئت بتعرض نجلها عبدالرحمن 10 سنوات لمحاولة عقر من أحد الكلاب الضالة وذلك أثناء دخوله المنزل لولا ارادة الله وسماعها لصراخ طفلها فخرجت لاستطلاع الأمر وعندما شاهدت الموقف أصابتها حالة من الهلع جعلتها تصرخ بهيستريا لكنها استطاعت انقاذه وبعدها أصبح لديها رعب من النزول الي الشارع أو أحد أبنائها بمفردهم. ناهيك عن حالة الرعب والانهيار عند رؤيتها للكلاب.

أضاف محمد مصطفي "أحد الشباب" أنه تعرض بالفعل لهجوم من مجموعة كلاب أثناء سيره في الشارع ليلا مما أصابه بحالة من الذعر لكنه نجا بسلام لافتا الي زيادة انتشار الكلاب الضالة أمام تجمعات القمامة وناشد المسئولين بضرورة العمل علي سرعة القضاء علي هذه المشكلة حتي يسير المواطنون في الشارع بأمان.

أوضح وليد شهاب الدين "صاحب سوبرماركت" أن انتشار الكلاب الشرسة بقرية جنزور والتي تهاجم المارة في منطقة القاصد أصبح أمرا مفزعا للسكان فالكلاب تقوم بملاحقة الأهالي والهجوم عليهم حتي أثناء دخولهم الي منازلهم الأمر الذي أصبح يمثل خطورة علي المارة وعلي الأطفال مناشدا المسئولين سرعة التحرك لانقاذ المواطنين وخاصة الأطفال والسيدات وكبار السن.

أضاف أحمد رفعت "مدير ادارة بمديرية التربية والتعليم" أنه شاهد كلبا مربوطا في أحد محلات بيع الحيوانات والطيور يقوم بافتراس أحد المارة أمام المحل مما تسبب في اصابته بجروح غائرة في وجهه وذلك بسبب أن السلسلة المربوط بها طويلة وتمكنه من السير لمسافة وراء المواطنين لعقرهم. ناهيك عن قيام بعض الصبية والشباب غير المسئولين بالسير في الشوارع وبرفقتهم كلاب يسمونها بـ "البوليسية" وهي تنبح خلف المارة وتمسك بملابسهم محاولة الاعتداء عليهم وكذا قيام بعض الأهالي بتربية الكلاب في المنازل أو أمام المنازل للحراسة مطالبا بضرورة تقنين هذه الظاهرة ومنح تراخيص لهؤلاء الأهالي وتلك المحلات بضوابط معينة.

كما طالب مصطفي زقزوق رئيس الجمعية الخيرية لرعاية المرضي بتخصيص لجان متكاملة من الطب البيطري والمحليات والشرطة الي جانب مؤسسات المجتمع المدني بالتنسيق مع الأهالي للقضاء علي تلك الكلاب المسعورة التي تهدد حياة وأمن المواطنين وكذا صحتهم .كما طالب بتوفير أماكن لايواء الكلاب غير الضارة ومنها كلاب الحراسة وتحصينها دوريا ضد الأمراض خشية انتقالها الي المخالطين لها وانتشار العدوي بالأمراض المشتركة بينها وبين الانسان.

من جانبه أوضح المحاسب حسين منصور رئيس الوحدة المحلية بجنزور مركز بركة السبع أنه يتم تنظيم حملات دورية للتخلص من الكلاب الضالة علي مستوي القرية عن طريق "السم" وذلك بالتنسيق مع الادارة البيطرية ومركز الشرطة . مؤكدا أنه يتم رفع كافة تراكمات القمامة مرتين يوميا الا أن هناك بعض السلوكيات الفردية والتجاوزات من بعض الأهالي.

أوضح المحاسب السيد حسن رئيس مركز ومدينة الباجور أنه يتم تنظيم حملات بالتنسيق والاشتراك مع الطب البيطري والعقيد حسن النشال مأمور مركز الشرطة في حالة تلقي أي بلاغات أو شكاوي من الأهالي بتضررهم من وجود الكلاب الضالة لافتا الي أنه يتم وضع سم في أماكن تجمعات تلك الكلاب وفي مقالب القمامة وفور نفوقهم يتم دفنهم بالطريقة الصحية بمعرفة الوحدة المحلية.

أشارت د.هناء سرور عضو لجنة الصحة بمجلس النواب إلي أن اصابة عقر الكلب للانسان يصيبه بالنباح ويؤثر علي جهازه التنفسي ومناعته وكذا بصدمة تنفسية كما أن وصول هذا الفيروس الي أغشية المخ يؤدي الي وفاة الانسان خاصة ان كان العقر بالوجه . بالاضافة الي أن هذه الكلاب تؤدي الي ازعاج واحداث ضوضاء للمواطنين طوال الليل مطالبة بتطعيم هذا الحيوان عن طريق الطب البيطري اذا كان القصد منه التسلية أو الحراسة.

أكد د.فيصل جودة ـوكيل وزارة الصحة بالمنوفية أن مصل السعار متوفر بالمستشفيات العامة والمركزية وكذا بالوحدات الصحية في كافة القري علي مستوي المحافظة.

قال الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية ان هناك حالات معينة يجب خلالها قتل الكلاب الضالة منها اذا كانت تحمل أوبئة أو كونها كلابا مسعورة تهاجم الناس ويثبت ضررها عليهم.