عاصرنا فى الآونة الأخيرة العديد من حالات عقوق الوالدين والتعدي عليهم إما بالضرب، أو القتل أوإثارة المشكلات أمامهما إما مع الإخوة، أو مع الزوجة، أو الحجر عليهم.
وقد أوجب اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضع كثيرة؛ منها قوله تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلا كَرِيما وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا» (الإسراء: 23، 24).
فى هذا الشأن،أكد الدكتور عبد الحميد الأطرش_رئيس الفتوى الأسبق بالأزهر_ فى تصريحاته لــ "الجمهورية أونلاين" أن عقوق الوالدين يُعد جريمة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ".
لفت د.الأطرش إلى قول رسول الله عليه السلام:"من أمسى وأصبح مرضيا لوالديه أمسى وأصبح وله بابان مفتوحان إلى الجنة، وإن واحد فواحد. ومن أمسى وأصبح مسخطا لوالديه أمسى وأصبح وله بابان مفتوحان إلى النار وإن واحد فواحد. فقال رجل يا رسول الله وإن ظلماه قال: وإن ظلماه وإن ظلماه".
وتابع: فليعمل العاق ما يشاء فلن يدخل الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة عاقٌّ، ولا منَّانٌ، ولا مُدمن خمر»،كما سيعاني العاق من قلّة الرزق، وعدم استجابة دعائه، وحرمانه من رفع أعماله إلى السماء.
أيده فى الرأي الدكتور أحمد كريمة -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف-مؤكداً أن عقوق الوالدين جريمة تزايدت وطغت لتدني الأخلاق ومادية الحياة وغياب التوعية، مشيرا إلى أنها تعد جرس إنذار يدق بشكل كبير للعلاج ليس من رجال الدين فقط بل من المجتمع بشكل عام.
اترك تعليق