هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء الشريعة يجيبون على ما تهرب منه محمد حسين يعقوب في قضية "داعش امبابة"

رفض علماء الشريعة الإسلامية تصريحات الداعية السلفي محمد حسين يعقوب التي قالها خلال الإدلاء بشهادته أمام محكمة أمن الدولة العليا فيما يسمى إعلاميا بقضية "داعش إمبابة" والتي أنكر فيها معرفته بكثير من القضايا التي كان يتناولها في خطبه وفتاواه مثل هدم المساجد والكنائس والأضرحة أو التعريف بالفئة الممتنعة وحكم المرتد وعدم معرفته بالفكر الجهادي وغيرها.


كما أشاد العلماء بالقضاء المصري الذي فتح المجال لتبصير المجتمع بحقيقة فكر هؤلاء المتشددين بعد أن تبرأ من هذا الفكر واحد منهم.

 

أشاد الدكتور سعد الدين هلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بالقضاء المصري لأنه اضطلع بمهمة مستقبل العقل الجمعي المصري .. على سبيل المثال هناك بيانات صدرت من النائب العام في مواجهة الفساد الأخلاقي في قطاعات كثيرة .. واليوم نرى المحكمة تقبل نشر شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب في القضية المعروفة إعلاميا بـ"داعش إمبابة" بأسئلة منتقاة من خلال التحقيقات التفصيلية مع المتهمين والوقوف على أسباب التطرف الفكري والعنف في المعاملة مع المجتمع باسم الدين وأوجز ذلك في أسئلة معالي المستشار محمد السعيد الشربيني وهو يوجه تلك الأسئلة للشيخ يعقوب بصفته أحد شيوخ المرجعيات للمتهمين الذين أفصحوا عن اسمه مع آخرين كان وراء اقتناعهم بهذا الفكر التكفيري والإرهابي.

 

قام المستشار الشربيني بطمأنة الشاهد في مهمته التي استدعي من أجلها وأن استدعاء المحكمة له لم يكن عبثا بل لتبصير الحقائق الدينية والعلمية للشباب والفتيات الذين ضلوا السبيل باسم الدين فكانت هذه فرصة العمر للشيخ يعقوب أن يصحح من مفاهيمه ويحمي نفسه من تهمة التحريض في قضية "داعش إمبابة" باعتباره صاحب أشهر شعار "غزوة الصناديق" و"أن الصناديق قالت للإسلام نعم" وكان الأجدر بالشيخ أن ينفي عن نفسه تهمة التشدد والتطرف ولا عيب في تلك المراجعة لأن الرجوع للحق فضيلة .. وفي رأيي أن هناك فرصتين كانتا أمام الشيخ يعقوب الأولى تصحيح المفاهيم الخاطئة بعد أن كشفت تجربة المصريين في 30 يونيو أن هذا الفكر ومن تبعه من ممارسات تكفيرية وإرهابية يسيئ لاسم الدين .. والثانية أن يصحح للشباب المفاهيم المغلوطة والخاطئة منه وأمثاله لبيان مراده الحقيقي والذي أسس فهمه من قبل تلك الجماعات ليعيدوا شرحها وبيانها من جديد إلا أنه لم يستوعب تلك الرسالة الصريحة والواضحة من رئيس المحكمة بل أغلق على نفسه دائرة الدفاع من أن يتهم بالتحريض حتى لا يكون شريكا مع هؤلاء المتهمين الذي زجوا باسمه في جرائمهم فصار كل تفكيره وشهادته منصبا على أن ينجو بنفسه من أن يكون محرضا أو شريكا في قضية داعش إمبابة على حساب الرسالة التعليمية والبلاغية لبناء الإنسان المصري والأخذ بيد الشباب إلى الأقوم أخلاقيا وسلوكيا وعباديا.

 

الفئة الممتنعة

 

أما بالنسبة لسؤال القاضي عن رأي الشيخ يعقوب في تفكير "الفئة الممتنعة" فقال "لا أعرف وأول مرة أسمع عن هذه الكلمة" رغم أنه يمارس الخطابة ويعرف جيدا أن الفئة الممتنعة هي التي تمتنع عن تطبيق الشريعة وتكفر الذي يحكم بغير حكم الله .. وعندما سأله القاضي عن حكم "المرتد" قال أيضا "لا أعلم" وهل تكفيره ظني أم قطعي فكان رد الشيخ يعقوب "تفكيره قضائي لا ظني ولا قطعي" .. ولذلك أنادي أن يكون هذا الرأي ملزما للجميع بمنع تكفير الآخر ويجب أن نسلم الأمن القومي العلمي والفكري والفقهي لحصانة القضاء.

 

هدم المساجد

 

وحول إنكاره معرفة حكم هدم المساجد والكنائس والأضرحة أكد الهلالي أن شهادة الشيخ محمد حسين يعقوب بمثابة شهادة انسحابه من مجال الدعوة، فكيف لا يعرف حكم هدم المساجد والكنائس والأضرحة وكل دعاة السلفيين وهو منهم يقولون إن المسجد الذي فيه ضريح لا يصلى فيه وأن الكنيسة كدور عبادة شرك في نظرهم وأن الأضرحة يجب أن تسوى بالأرض في فتاواهم.. ولعل أفضل رد على السلفيين جواز الصلاة في المساجد التي بها أضرحة المسجد النبوي الذي يضم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر .. فهل كل المسلمين على خطأ وفتاواهم على صواب ؟.

 

كذلك الكنيسة قال الله سبحانه وتعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا" .. وعبد الله بن عباس وعدد كثير من السلف فسروا الصوامع بأنها كنائس وأنها كمساجد المسلمين إذن كل دور العبادة بنص القرآن الكريم يجب أن تصان.

 

من هنا فإن الشيخ يعقوب تهرب من القضايا الأساسية التي أعلن أنه لا يعرف حكمها وفي الوقت نفسه كل خطبه وأمثاله من السلفية تفند ذلك.. لذلك يجب على الأزهر والكنيسة والإفتاء والأوقاف والإعلام تحمل مسؤولياتهم لبناء الإنسان فلابد أن يستقيم المواطن في حياته ليصلح المجتمع.

 

العنف الفكري والسلوكي

 

د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر قال إن تبرير المنسوبين إلى السلفيين وما يماثلهم للعنفين الفكري من التكفير والسلوكي من إراقة الدماء وإتلاف الأموال وانتهاك الأعراض وتهديد الأمن المجتمعي ليس بمستغرب على هؤلاء وإذا نسي من نسى أن يعقوب هدد وازدرى المسيحيين في مسجد بحي إمبابة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وتوعدهم بالنفي والهجرة خارج البلاد وبطبيعة الحال لم يعاقب بتهديد الوحدة الوطنية ولا ننسى شتائم الحويني ضد الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق وضدي والمفتي الحالي الدكتور شوقي علام كما أننا لا ننسى الطبيب ياسر برهامي نائب الدعوة السلفية بالإسكندرية أثناء اجتماعه مع جماعة الإخوان في شريط مسرب حينما قال "الأزهر مسألة وقت" يعني توعد بإغلاق الأزهر ثم إن تكفير وتشريك المؤسسات السلفية بالإصدارات والأشرطة والخطب في العديد من الدول لا تحتاج إلى براهين فليس بالعجيب ولا الغريب أن يتفوه يعقوب أمام المحكمة لتبرير الإرهاب والتطرف.

 

أضاف أنهم قالوا في الحكم "لا يفتخر العلماء بكثرة العقاقير ولكن بجودة التدابير" ولو أن الدولة بمؤسساتها وأجهزتها في الزمن البائد راعت التاريخ وطبقت الدستور ما كان ظهر هؤلاء لأن الأزهر وحده المسئول عن الشئون الإسلامية وقائم على هذه الرسالة السمحاء من ألف وثمانين عاما ولكن مع حقبة البترول الخليجي ظهرت كيانات المتسلفة وفي عهد الإنجليز ظهرت جماعة الإخوان وفي عهد الأمريكان ظهر الدواعش وكلهم كيانات طفيلية.

 

ومن العجب العجاب والتلاعب في الدين أن أدبيات "التقية عند الشيعة" وهي إظهار ما يخالف الباطن هي "المعاريض" عند السلفية ومؤدى هذا الكذب والتلاعب والاحتيال والالتفاف ولا عجب أن تأتي أحداث وحوادث لتكشف النوايا وتظهر الخبايا قال الحكيم : ومهما تكن عند امرء من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم.

 

غزوة الصناديق

 

علق الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على شهادة الداعية السلفي محمد حسين يعقوب قائلا: "بتاع دبلوم المعلمين رايح المحكمة يقول إحنا بتوع الصلاة على النبي، لا أنت بتاع غزوة الصناديق، جاي تغسل إيدك دلوقتي، وتتبرأ من فتاوى خربت البلد، أقسم بالله العظيم كأن القرآن نازل دلوقتي وبيتفسر والآية مش محتاجة شرح" واستشهد بقول الله تعالى: "إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ".

 

أضاف خلال تقديمه حلقة برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على فضائية "dmc" “أنتم فاكرين إننا مش هنحاسبكم، جاي النهارده تقول حزبية بغيضة، أومال غزوة الصناديق دي إيه، طبعًا شعب طيب حقكم تعملوا أكثر من ذلك، القادم مذهل”.

 

أضاف "انتظروا المزيد والمزيد من سقوط هذه الأوثان البشرية التي خربت ودمرت المجتمع والبلد، وأنا أقول لا قداسة لأحد بعد رسول الله، عوّدوا نفسكم على حق النقاش والاختلاف، والدليل، أديه غسل إيده منكم بعد ما ارتكبتكم جرائم ولوثتم إيديكم بالدم.. وأنا بطالب بمحاسبة كل هؤلاء الذين دمروا بلدنا لولا الجيش المصري والرئيس السيسي غصبًا عن أنوفهم".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق