دعاهم النبي هود إلي عبادة الله وحده وطاعته فاتهموه بالسفاهة والكذب. قالوا له إنك بشر مثلنا تأكل وتشرب ولست بنبي ولو أطعناك فنكون خاسرين فهل تعدنا إذا متنا وكنا ترابا سوف نبعث مرة أخري؟ إنماپ نموت مرة واحدة ونحيا بحياة ابنائنا ولن نبعث وقالوا إن إنكار البعث عادة السابقين ولن نعذب في الدنيا بالريح.

فقال لهم إنه رسول من الله اليهم ينصحهم وينذرهم . وذكرهم بأنعم عليهم وبأنهم من ذرية نوح الذي أهلك الله أهل الأرض لما خالفوه كما انعم الله عليهم بأن زادهم طولا عن باقي البشر وبنوا بيوتاً مرتفعة يسخرون من المارة ويخزنون الماء تحت بيوتهم كأنهم سيخلدون فلامهم علي ذلك . فاتهموه بالجنون فطلب منهم استغفار ربهم وذكرهم بكثرة المطر وزيادته في بلدهم لأنهم كانوا من أصحاب الزروع والبساتين فكانوا احوج الناس للماء وكانت أعمارهم تتراوح بين 300- 1000 سنة وأكثروا من حفر الأنهار وغرس الأشجار وعمروا في الأرض مع مافيهم من ظلم - حتي ان نبيا من أنبياء زمانهم سأل ربه عن سبب تعميرها فأوحي الله اليه انهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي.

فدعا النبي هود ربه أن ينصره عليهم قال لهم بعد وقت قليل ستندمون علي تكذيبكم وكفركم وأنذرهم بغضب الله عليهم فأمسك الله عنهم المطر ثلاث سنوات حتي أجهدهم ذلك وعقمت أرحام نسائهمپ فوعدهم هود عليه السلام بعودة المطر والأولاد مقابل الإيمان والاستغفار فبعثوا وفدا منهم من 70 رجلا الي الحرم ليستقوا لهم فمروا بسيد لهم يدعي معاوية بن بكر وأقاموا لديه شهرا يشربون الخمر ويستمعون للغناء واللهو . وأخيرا توجهوا الي الحرم ودعا أحدهمپ فبعث الله بثلاث سحابات بيضاء وسوداء وحمراء ثم ناداه مناد من السماء اختر لنفسك أو لقومك من هذا السحاب فقال اخترت السوداء فإنها أكثرها ماء فناداه مناد اخترت رمادا لاتبقي من عاد أحدا الا جعلته همدا الا بني اللوذ وهم قوم من عاد مقيمون بمكة فلم يصبهم وهم من بقي من أنسابهم وذرياتهم وهم عاد الآخرة.

وخرجت السحابة السوداء من دار يقال لها المغيث فلما رأوها استبشروا وقالوا جاء المطر فكان أول من أبصر أنها ريح وليست مطرا إمرأة من عاد يقال لها "مميد" صاحت ثم صعقت فلما أفاقت سألوها ماذا رأت قالت ريحا فيها نار أمامها رجال يقودونها استمرت سبع ليال وثمانية أيام بصفة مستمرة لم تترك شيئا تأتي عليه الا وجعلته كالرميم كانت ترفع الرجل منهم وتلقيه علي رأسه فتكسرها.

واعتزل هود عليه السلام ومن معه من المؤمنين في حظيرة كانت الريح تمر عليهم تلذ الأنفس وتلين لها الجلود - رواه محمد بن إسحق بن يسار والي عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره أفلا تتقون.. قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين. قال ياقوم ليس بيپسفاهة ولكني رسول من رب العالمين. أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم علي رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا ءالاء الله لعلكم تفلحون. قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ماكان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين. قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في اسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما انزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين. فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين" الاعراف 72/65 كذبت عاد فكيف كان عذابا ونذر .إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصرا في يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهمپ أعجاز نخل منقعر فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر. كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشر منا واحدا نتبعه إنا اذا لفي ضلال وسعر- القمر

18
"ياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزيدهم قوة الي قوتكم ولاتتولوا مجرمين . قالوا ياهود ماجئتنا ببينة ومانحن بتاركي ءالهتنا عن قولك ومانحن لك بمؤمنين" هود

51
"وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا كل جبار عنيد واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة إلا إن عاد كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود" أية 58 هود.

"ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره افلا تتقون . وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ولئن أطعتم بشرا مثلكم أنكم اذا لخاسرون أيعدكم أنكم اذا متم وكنتم ترابا وعظامها أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون. إن هو إلا رجل افتري علي الله كذبا ومانحن له بمؤمنين قال رب انصرني بما كذبون قال عما قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدما للقوم الظالمين ثم أنشأنا من بعدهم قروناپآخرين " المؤمنون 31

"كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسالكم عليه من أجر ان أجري الا علي رب العالمين أتبنون بكل ريع ءاية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون . أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون . إنيپأخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالواپسواء علينا أوعظت أم لمپ تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأولين. وما نحن بمعذبينپفكذبوه فأهلكناهم. إن ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين" الشعراء 123
"واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه . ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالوا أجئتنا لتأفكنا عن ءالهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين . قال إنما العلم عند الله وأبلغهم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون . فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارضپممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بأمرپربها فأصبحوا لايري مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين" الأحقاف 21

"ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وإبصارا وأفئدةپ فما أغني عنهم سمعهم ولاأبصارهم ولا أفئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ماكانوا يستهزئون ولقد أهلكنا ماحولهم من القري وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون . فلولا نصرهم الذينپ اتخذوا من دون الله قربانا ءالهتنا بما ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون" آية 26 الأحقاف.