هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء مسلمون غيروا وجه العالم 11-30

حسن الرماح .. عالم عربي اختراع أول طوربيد بحري في التاريخ
يذخر تاريخ الحضارة الإسلامية بأسماء المئات بل الألاف من العلماء الذين نجحوا في تغيير وجه الحياة بما قدموه للبشرية من اختراعات وابتكارات استفادت منها جميع العلوم والمعارف وبعضها لازال يستخدم حتى الآن. الجمهورية اونلاين ستستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الاختراعات والابتكارات التي قدمها علماء المسلمين فغيروا بها وجه الحياة على مر العصور.

ساهم في ظهور الحرب الكيماوية بأول قنبلة منومة وأخرى مسيلة للدموع

 وضع نموذج لطوربيد الرماح في معرض الطيران القومي بالولايات المتحدة

لويس الـــ 16 يصرخ من جحيم بارود وصواريخ الرماح في معركة المنصورة


 

حسن الرماح .. مخترع عربي مسلم .. أول صنع واستخدم الطوربيد البحري الذي يصطدم بالسفن ويغرقها في التاريخ، مما سهم في احداث نقلة نوعية في مجال الحروب البحرية. واعترافا بفضله في مجال الحروب البحرية. وتم وضع نموذج من الطوربيد معرض (الطيران القومي ومتحف الفضاء) قسم (الأدوات الحربية) في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، وتم عرضه باسم "طوربيد الرماح". ووصف الرماح الصواريخ في كتبه بشكل مذهل وكان يسميها طائرات.

 

ذكره عدد كبير من كبار العلماء والمؤرخين للعسكرية في الغرب منذ القرن الثالث عشر وحتى اليوم. وهناك مئات المواقع الإلكترونية على الإنترنت بمختلف اللغات الأوروبية والصينية واليابانية التي تعيد له الفضل في استخدام البارود بشكله الكيميائي وصنع واستخدام الصواريخ المتطورة. فهو أحد أفراد أسرة عريقة في صناعة الأسلحة، وقد كتب رسائله الحربية مستوحياً مادتها من أبيه وأجداده المختصين بهذه الصناعة. ولا ينكر "الرماح" فضل من سبقوه في هذه الصناعة بل يذكر أباه وأستاذين له تعلم على أيديهم هذه الصناعة.

نقترب منه لنتعرف عليه أكثر

 

البطاقة الشخصية

الاسم: نجم الدين حسن الرماح

تاريخ الميلاد: لا يعرف تاريخ مولده بالضبط

محل الميلاد: غير معروف لكنه عاش في سوريا بين القرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر.

المهنة: مخترع وصانع أسلحة

الألقاب: (الرمّاح) لمهارته الفائقة في رمي الرمح -  الأحدب - أستاذ الأستاذين

المؤلفات: الفروسية والمناصب الحربية - البنود في معرفة الفروسية - غاية المقصود من العلم والعمل به -

نهاية السؤل والأمنية في تعلم الفروسية - الفروسية في رسم الجهاد

 

محطات مهمة في حياته

عُرف نجم الدين حسن الرماح بأساليبه العسكرية المذهلة وابتكاره وتطويره للأدوات الحربية، كان من صناع الأسلحة في العهد المملوكي. وقد انفجر بيته نتيجة لأبحاثه عن دمج البارود الصيني مع النفط لصناعة بارود متفجر أقوى وأكثر فعالية مما تناقله عن أسلافه وأساتذته. وكان أفضل من مارس وكتب عن الفروسية (الحرب فوق الخيل) والآلات العسكرية.

 

شارك حسن نجم الدين الرماح في الحرب ضد الحملة الصليبية السابعة والقوات الفرنسية التي كان يقودها "لويس السادس عشر " عام 1242م، وإنه استخدم في هذه الحرب المدافع التي تطلق قذائف البارود وإن الملك الفرنسي استغاث بالرب من هذا (الجحيم)!

 

اخترع الطوربيد البحري وكان تصميمه عبارة عن شكل بيضاوي مجوَّف، له زعانف من الجانبين، بهما سهمان لحفظ التوازن، وفي الأعلى أسطوانة يوضع فيها بارود بمثابة الوقود اللازم لدفع الطوربيد فوق سطح الماء، بينما يوضع داخله مزيج من البارود والنفط، الذي ينفجر بشدة فور الاصطدام بجسم السفينة، فيؤدي إلى حرقها بالكامل من القاع، مما يجعل فرصة نجاة طاقمها معدومة، وهو ما يُتَّبع حتى الآن في عالم العسكرية الحديثة.

 

أشهر كتب الرماح التي نقل عنها علماء وعسكريو أوروبا في القرون الوسطى كان: كتاب ((الفروسية والمكائد الحربية)) الذي يُقال إنه ألفه بين عام 1270م وعام 1280م، وفيه شرح مفصل لصناعة البارود وتفتيته في المختبرات، إضافة الى 22 مرحلة لصناعة عدة أنواع من الصواريخ.

 

وكان يسمي الصاروخ (الطيار) والصواريخ (الطيارات)، وفى مصادر أخرى كان يسميه (الرمح الصيني) واختلفت الصواريخ لديه حسب حجمها وسرعتها. واستخداماتها، وترسيم الرماح والأسهم بالقذائف النارية، وكيفية الرمي بالمنجنيق (كرات اللهب المقذوفة)، و(علم الحيل) وهو العلم المعروف اليوم بالهندسة الميكانيكية.

 

وتوجد من هذه المخطوطة صورة مصورة في معهد المخطوطات العربية في القاهرة هناك شرح لصناعة انواع عديدة من الصواريخ "الطيار" تختلف بالمدة والسرعة والحجم وكذلك نوع من الطوربيد البحري الذي يصطدم بالسفن وينفجر

 

ومن المتعارف عليه أن الصينيين استخدموا البارود منذ القديم لكنها كانت للألعاب النارية فقط، فلم يتوصلوا للتقنية اللازمة للتفجير العسكري، أما كتاب ((البنود في معرفة الفروسية))، فيوجد منه نسخة في راميور ونسخة أخرى في دار الكتب المصرية، بينما توجد نسخة من كتاب ((الفروسية في رسم الجهاد)) المخطوطة رقم 2825 باريس وفيه إشارات إلى وصفات كاملة اشتملت تركيب وهيئة البارود الذي كان يدك في المدافع آنذاك.

 

انجازاته:

تذكر العديد من الكتب أن نجم الدين حسن الرماح كان أحد العقليات العسكرية الفذة، وانه قد العديد من الاختراعات الحربية منها:

1--أول من اخترع قنبلة منومة ليصبح احد رواد الحرب الكيماوية في التاريخ 

2--أول من ابتكر قنبلة مسيلة للدموع

3--أول من ابتكر فكرة الطوربيد البحري

4—اول وضع البارود في المدافع لاستخدامه في المعارك الحربية.

 

قالوا عنه

وصف أحد قادة الحملة الصليبية السابعة على مصر والتي قادها "لويس السادس عشر " عام (1249 - 1250 ميلادية)، ما تعرضوا لها على يد مدافع نجم الدين حسن الرماح وهو جوانفيل Joinville

فقال: ذات ليلة، تقدم المماليك بآلة من الآلات فظيعة؛ ووضعوها قبالة قاذفات الحجارة التي كان يحرسها في تلك الليلة السير (والتر دي كورنيل)، وأنا.

ولقد أطلقوا من هذه الآلة كميات هائلة من النار الإغريقية، غير أنها كانت أفظع ما رأت عيني على الإطلاق، وعندما شاهد زميلي السير (والتر) هذا السيل المنهمر من النيران، صاح قائلا: ـ أيها السادة لقد ضعنا جميعا ولا مفر لنا.

وأما هذه النار؛ فكانت كالبراميل المشتعلة، وفى خلفها ذيل طويل، وأما الصوت الذي كانت تحدثه عند انطلاقها فكأنه الرعد، وكانت تشق الهواء كأنها تنانين تطير في الهواء، تضئ في ظلمة الليل ضوءً قويا حتى لقد كنا نرى الأشياء في خيامنا وكأننا بالنهار تماما، وقد أطلقوا من هذه الآلة ثلاث مرات فقط في تلك الليلة.

 كان ملكنا الطيب (لويس) في كل مرة يسمع فيها هذه الطلقات يركع على الأرض، ويتجه إلى السماء باسطاً ذراعيه، والدمع ينهمر من عينيه مدراراً على خديه، ويقول: ((أيها الرب عيسى المسيح، احمني وجميع من معي.))

وهو يعتبر أقدم النصوص الأوروبية التي تشهد باستخدام المسلمين للبارود والمدفع في معاركهم الحربية ضد الصليبيين.

الغريب أنه حتى هذا النص الذى كتبه شاهد عيان عاصر الأحداث، لم يسلم من تشكيك البعض فيه .. وكان موضع خلاف بين الباحثين .. فقد ذهب 3 من المؤرخين الاوربيين رموكى ((Romocki))، وهايم ((Heime))، وبارتنجتون ((Partington)). وقالوا أن المستعمل ليس بارودا.

وهو التشكيك الذي دحضه المستشرق جوستاف لوبون، والخبير جلال مظهر؛ مؤكدين أن المادة المستعملة في هذه المعركة كانت هي البارود.

وقال الباحث العراقي صبيح صادق في كتابه (صور حية من تراثنا العلمي العربي)

إن (النص) الأوروبي يحمل وصفا مشابها للبارود، وهو ما يؤكد أن العرب المسلمين استخدموه في حروبهم .. والحق ما شهدت به الأعداء، كما يقال. إذن .. فما هي المشكلة؟!

 

 

وفاته:

مات نجم الدين حسن الرماح عام 695 هجرية الموافق 1294 ميلادية وهو في الثلاثين من عمره بعد ان عندما انفجر بيته وهو يجري أبحاثه وتجاربه، مات ومات معه علمه، انتهى وانتهت مدرسته العسكرية الفذة واختفت خططه العبقرية للحروب.


No



تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق