هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ذكر الله: سر النجاة ومفتاح محو السيئات ورفع الدرجات

ذكر الله من أعظم العبادات واجل القربات وهو قرة عيون المحبين ومفتاح راحة القلوب. فالذكر هو سر النجاة من العذاب، ومفتاح رفع الدرجات، وأيسر عمل يمحو به السيئات ويجلب الخيرات. فهنيئًا لمن داوم على ذكر الله بلسانه وقلبه في كل حال. وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الذكر، وبين لنا أنه يكون في كل الأوقات.


 

 

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إلَّا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنَّ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى))

قَالَ مُعَاذٌ بْنِ جَبَلٍ: مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ .......... صحيح الترمذي

ويوضح هذا الحديث الشريف ما لذكر الله من فوائد عظيمة، حيث يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه

"إلَّا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ "

أي: هل أخبركم وأعلمكم بأفضل أعمالكم وأشرفها وأنماها وأطهرها وأنقاها، عند المليك المقتدر سبحانه وتعالى، فهو الملك والمالك سبحانه وتعالى.

وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ

 أي: منازلكم في الجنة يوم القيامة

"وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ"

أي: التصدق وبذل أموالكم من "الذهب"، وهو المعدن المعروف، "والورق"، أي: الفضة.

"وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم"

أي: ان تلقوا الكفار للقتال فتقتلوهم ويقتلوكم، وهذا دليل على بذل النفوس في جهاد الأعداء

قَالُوا: بَلَى

أي: صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الحاضرون معه وطالبوا بان يخبرهم عليه الصلاة والسلام بهذا العمل الذي له هذا الثواب العظيم.

 "قال" رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذكر الله تعالى"

أي تعطير اللسان بذكر الله عز وجل في كل الأوقات وعلى جميع الهيئات والحالات.

والحديث في مجمله يوضح فضل الله على عباده وتكرمه عليهم؛ فإن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية.

وقد جاء ذلك صريحا في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة"، الحديث، فجعل الذكر عوضا لهم عما فاتهم من الحج والعمرة والجهاد، وأخبر أنهم يسبقونهم بهذا الذكر، فلما سمع أهل الدثور بذلك عملوا به فجمعوا إلى صدقاتهم وعبادتهم بمالهم التعبد بهذا الذكر، فحازوا الفضيلتين.
 

والله سبحانه وتعالى أعلم





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق