هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء يكتشفون مركبًا جديدًا قد يغيّر مستقبل علاج أحد أخطر الأمراض

في خطوة علمية قد تمثل تحولًا في معركة البشرية ضد أحد أقدم وأخطر الأمراض المعدية، كشف باحثون عن مركب جديد واعد يُظهر فاعلية عالية في مواجهة البكتيريا المسببة لمرض السل، حتى في سلالاته المقاومة للأدوية.


وأوضحت دراسة حديثة نُشرت في مجلة نيتشر، أن المركب الجديد الذي يحمل اسم CMX410، يعمل على تعطيل إنزيم حيوي يُعرف باسم Pks13، وهو عنصر أساسي لبناء الجدار الخلوي لبكتيريا المتفطرة السلية، المسببة للسل. وبدون هذا الجدار الواقي، تفقد البكتيريا قدرتها على البقاء داخل الجسم أو التسبب في العدوى.

وفق موقع "ساينس ديلي"، قاد البحث الدكتور جيمس ساشيتيني من جامعة تكساس إيه آند إم ومؤسسة روجر جيه وولف للعلوم، بالتعاون مع الدكتور كيس ماكنمارا من معهد كاليبر سكاجز للأدوية المبتكرة التابع لمؤسسة سكريبس للأبحاث، وذلك ضمن برنامج "تسريع أدوية السل" الممول من مؤسسة بيل ومليندا جيتس، والذي يجمع بين نخبة من العلماء لتطوير علاجات حديثة لمواجهة المرض.

يقول ساشيتيني: "يعتقد الكثيرون أن السل مرض من الماضي، لكنه لا يزال تهديدًا عالميًا يتطلب ابتكارًا وتعاونًا جادًا لتجاوزه".

 

نهج مبتكر ضد مقاومة الأدوية

تميّز CMX410 عن المحاولات السابقة بقدرته على الارتباط الدائم بإنزيم Pks13 بشكل انتقائي يمنع البكتيريا من تطوير مقاومة جديدة. وقد جرى تطويره باستخدام تقنية "كيمياء النقر" التي تربط الجزيئات كقطع أحجية دقيقة، وهي التقنية التي ابتكرها العالم باري شاربلس الحاصل على جائزة نوبل مرتين في الكيمياء.

وأشار الدكتور ماكنمارا إلى أن "هذه الطريقة فتحت الباب أمام تصميم أدوية أكثر دقة وأقل ضررًا، ويمكن أن تُستخدم مستقبلًا لعلاج أمراض معدية أخرى".

 

نتائج مبكرة مشجعة

اختبر الباحثون أكثر من 300 نسخة من المركب قبل التوصل إلى الصيغة النهائية لـ CMX410، والتي أثبتت فعاليتها ضد 66 سلالة مختلفة من بكتيريا السل، بما في ذلك الأنواع المقاومة للأدوية المتعددة. كما أظهرت التجارب على الحيوانات أن المركب آمن حتى عند الجرعات العالية، ولا يؤثر على البكتيريا النافعة في الجسم.

وقالت الباحثة باريدي سوخيجا، المشاركة في قيادة الدراسة: "لقد فتح هذا المركب المجال أمامنا لاكتشاف أهداف جينية جديدة تمامًا في البكتيريا، خاصة تلك التي طورت مقاومة للعلاجات التقليدية".

كما أكدت الدكتورة إينا كريجر، الباحثة المشاركة في مختبر ساشيتيني، أن "النتائج الحالية تمنحنا أملًا حقيقيًا في تطوير نظم علاجية أقصر وأكثر فعالية وأقل سمّية، يمكن أن تُحدث فارقًا في مكافحة السل عالميًا".

ويرى العلماء أن النجاح في تطوير CMX410 قد يمثل بداية حقبة جديدة في علاج السل المقاوم للأدوية، ويمهد الطريق أمام اكتشافات أخرى تُعيد الأمل في القضاء على أحد أقدم أعداء الإنسان.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق