كثيرون يضعون رؤوسهم على الوسادة ليبدأ فصل جديد من التفكير المرهق بدلًا من النوم. تدور الأفكار بلا توقف، من الماضي والمستقبل إلى قوائم المهام الطويلة. لكن الخبراء يقولون إن الحل قد يكون أبسط مما تتخيل: ورقة وقلم فقط.
وفقًا لما نشرته صحيفة هندوستان تايمز، ينصح الأطباء بحيلة تُعرف باسم "التفريغ المعرفي" للتخلص من القلق الليلي وتهدئة العقل قبل النوم.
يقول الدكتور كريستوفر جيه ألين، طبيب متخصص في طب النوم وطب أعصاب الأطفال بخبرة تمتد إلى أكثر من 20 عامًا، إن كثيرين يعانون من فرط التفكير في المساء، حيث يبدأ العقل في تحليل كل ما حدث وما قد يحدث، مما يمنع الجسم من الاسترخاء والنوم بسلام.
ويشرح الطبيب أن هذه الحيلة تعتمد على إخراج الأفكار من الرأس إلى الورق. فبدلاً من محاولة إيقاف التفكير القسري أو مقاومته، يُنصح بكتابة ما يشغل البال فورًا على ورقة، سواء كان فكرة، أو قلقًا، أو حتى كلمة واحدة تُلخص مصدر التوتر مثل "عمل"، "أسرة"، "قلق"، أو "قرار".
بعدها، يتم طي الورقة ووضعها تحت الوسادة أو بجانب السرير. هذه الخطوة الرمزية تُرسل إشارة للعقل بأنك تعاملت مع الفكرة، وأن الوقت الآن مخصص للراحة. يقول الدكتور ألين إن هذا الفعل البسيط يساعد العقل على تقبّل أن الوقت للنوم، وليس للتفكير، مما يقلل من تسارع الأفكار ويهيئ الجسم للاسترخاء.
ويُشير الطبيب إلى أن "التفريغ المعرفي" يختلف عن كتابة اليوميات. فبينما تتطلب اليوميات جلسة طويلة وتحليلًا للمشاعر، فإن التفريغ المعرفي سريع وبسيط، لا يحتاج أكثر من كلمة واحدة لتفريغ الذهن.
وأكد ألين أن هذه الطريقة أثبتت فعاليتها مع مرضاه سريريًا، إذ تُساعدهم على النوم بشكل أسرع وتخفف القلق الليلي بشكل ملحوظ.
وأضاف: "هي ليست فقط طريقة رمزية، بل وسيلة عملية لتدريب العقل على الفصل بين التفكير والراحة، تمامًا كما نغلق الحاسوب بنهاية اليوم".
تُعد هذه التقنية من أبسط الطرق غير الدوائية لتحسين جودة النوم، وتعتمد على التواصل بين العقل والجسد لخلق لحظة من الهدوء الداخلي قبل النوم.
اترك تعليق