هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رئيس التحرير يكتب: "إسرائيل" .. و "واتساب"

بعد 6 سنوات من التقاضى .. محكمة أمريكية تدين شركة إسرائيلية تتجسس على التطبيق الأشهر 

شركة ( N.S.O)  تستخدم برنامج "بيجاسوس" شديد الاختراق القادر على تشغيل كاميرا وميكروفون الموبايل لأى شخص

بقلم/ أحمد سليمان 
[email protected]

نشرت وسائل الاعلام العالمية خبراً مهما يكشف ما يخضع له العالم من عمليات تجسس على كل مستخدمى التكنولوجيا الحديثة دون حذر، وفى مقدمة هذه التكنولوجيا تطبيقات المحادثات الشخصية على أجهزة التليفون المحمول، التى من المفترض أنها مشفرة، ويأتى فى مقدمة هذه التطبيقات التطبيق الأشهر (واتس آب) الذى يستخدمه مئات الملايين حول العالم، وهذا هو نص الخبر الذى نشرته وكالة الأنباء الألمانية وموقع روسيا اليوم وغيرهما من المواقع الاخبارية ووكالات الأنباء:


"محكمة أمريكية تمنع مجموعة NSO الإسرائيلية من تثبيت برامج تجسس على واتساب"، ويقول متن الخبر: "أصدرت قاضية أمريكية أمرا قضائيا يمنع شركة NSO الإسرائيلية لبرامج التجسس من استهداف مستخدمى واتساب، لكن تم تخفيض التعويض من 168 مليون دولار أمريكي في المحاكمة إلى 4 ملايين دولار فقط...


...حكمت قاضية المحكمة الجزئية فيليس هاميلتون إن المحكمة خلصت إلى أن سلوك المدعى عليهم يسبب ضررا لا يمكن إصلاحه، ونظرا لعدم وجود أي خلاف على استمرار هذا السلوك، فقد منحت القاضية شركة  Meta، المالكة لتطبيق واتساب، أمرا قضائيا بوقف أساليب التجسس التي تتبعها مجموعة NSO على خدمة الرسائل.


...وقال ويل كاثكارت الرئيس التنفيذى لشركة واتساب في بيان: "يمنع حكم اليوم شركة NSO الاسرائيلية المصنعة لبرامج التجسس من استهداف واتساب ومستخدمينا العالميين مرة أخرى"، ونحن نشيد بهذا القرار الذى يأتى بعد ست سنوات من التقاضى لمحاسبة شركة NSO على استهدافها أفراد المجتمع المدنى".


...وأظهرت الأدلة في المحاكمة أن مجموعة NSO قامت بهندسة عكسية لشفرة واتساب لتثبيت برامج تجسس تستهدف المستخدمين خلسة، وخلصت المحكمة إلى أن برنامج التجسس أعيد تصميمه مرارا وتكرارا لتجنب الكشف وتجاوز إصلاحات الأمان في واتساب.


...الدعوى المرفوعة أواخر عام 2019 اتهمت مجموعة NSO بالتجسس الإلكترونى على الصحفيين والمحامين ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم ممن يستخدمون خدمة الرسائل المشفرة، وكتبت المحكمة في حكمها: "لم تكن هناك حتى الآن قضايا كافية تتعلق بالمراقبة الإلكترونية غير القانونية فى عصر الهواتف الذكية لتتمكن المحكمة من استنتاج أن سلوك المتهمين كان " فظيعا للغاية"، ومع مرور الوقت قد ينشأ إجماع مجتمعى مشترك حول مقبولية سلوك المتهمين" .


...ومجموعة NSO تأسست عام 2010 على يد الإسرائيليين شاليف هوليو وعمرى لافى، ومقرها مدينة هرتسليا بإسرائيل، مركز التكنولوجيا الفائقة، بالقرب من تل أبيب.


...موقع "تك كرانش" الإعلامي قال إن مجموعة استثمارية أمريكية استحوذت على حصة مسيطرة في مجموعة "إن إس أو"، وتنتج الشركة الإسرائيلية برنامج "بيجاسوس"، وهو برنامج اختراق شديد، يقال إنه قادر على تشغيل كاميرا وميكروفون الهاتف المحمول للشخص المستهدف والوصول إلى بياناته، مما يحول الهاتف فعليا إلى أداة تجسس محمولة.


...الدعوى المرفوعة أمام محكمة اتحادية في كاليفورنيا أكدت أن شركة "إن إس أو" حاولت إصابة ما يقرب من 1400 "جهاز مستهدف" ببرمجيات خبيثة لسرقة معلومات قيمة، وكان من شأن إصابة الهواتف الذكية أو غيرها من الأجهزة المستخدمة لرسائل "واتساب" أن يتيح الوصول إلى محتوى الرسائل المشفّرة أثناء الإرسال بعد فك تشفيرها.


...الشكوى قالت إن المهاجمين طوروا برنامجا يمكنهم من محاكاة حركة مرور شبكة "واتساب" الشرعية لنقل "برمجيات خبيثة" للسيطرة على الأجهزة.


إلى هنا انتهى الخبر، ولكن لم تنته محاولات التجسس والاختراق على اجهزة الهواتف الذكية التى تمارسها اجهزة استخبارات عالمية وشركات تتبعها فى كل انحاء العالم، وكلما زادت درجة العداء لإسرائيل تزداد برامج التجسس والاستهداف شراسة للدول والمجتمعات المعادية لدولة الاحتلال الوحيدة فى العالم الآن.


وإذا كانت هذه القضية التى ظلت منظورة أمام المحكمة الأمريكية استمرت ست سنوات والولايات المتحدة هى الدولة التى من المفترض أنها صديقة بل وحاضنة لاسرائيل ولكنها لم تسلم من محاولات التجسس على الشخصيات العامة، فما بالنا بالمجتمعات العربية ، بل والمجتمع المصرى بصفة خاصة الذى ما زال يرى فى إسرائيل العدو الأول له بسبب ما ارتكبته وترتكبه فى حق الشعوب العربية والشعب المصرى بصفة خاصة؟!.


 ومن المسلم به ـ ومع كل أسف ـ أننا أصبحنا نتعامل مع الهواتف الذكية بعشوائية ودون حذر، بل وباستهتار، ونستخدم كاميرا الموبايل لتصوير كل شئ فى حياتنا ومن خلال تطبيق واتساب تحديداً الذى قد يكون مشاركا فى هذه الجريمة بشكل غير مباشر على الرغم من وسائل الأمان والحفاظ على الخصوصة التى يوهم بها المستخدمين عند بداية استخدام هذا التطبيق.


وعلى الرغم من تحذيرات وسائل الاعلام المصرية المقروءة والمرئية والمسموعة من خطورة استخدام الهواتف الذكية بدون ضوابط إلا أن الأمر فاق الحدود فى استخدامنا لهذه الهواتف بشكل خارج عن القانون وكم من جرائم يتم ارتكابها باستخدام كاميرا المحمول سواء الامامية أو الخلفية، هذا بخلاف الاستجابة الفورية للرسائل القادمة من مصادر مجهولة تستهدف النيل من خصوصيات صاحب الموبايل وأسرته ويهدد أمانه واستقرار أسرته.


لعل هذا الخبر يضئ أمامنا ضوءاً أحمر، ويحذرنا للانتباه لما يجرى من حولنا منذ سنوات، ويؤكد أن المؤامرة على استقرار المجتمعات والعمل على هدمها من خلال شعوبها لم ولن تنته، وهو ما يستلزم منا الحذر جداً فى التعامل مع اجهزة الهواتف الذكية التى تعتبر أداة تجسس علينا ونحملها مع كل اسف بين أيدينا، وبل وننام وهى فى أحضاننا ولا تفارقنا لحظة لذا فهى تقوم بالمهمة التى يريدها الأعداء على أفضل وجه وبأسهل طريقة وبأيدينا.


هل عرفنا الآن معنى ما قاله رئيس حكومة الاحتلال أثناء لقائه وفدًا من الكونجرس الأمريكى من الحزبين الجمهورى والديمقراطى اثناء زيارته الأخيرة لواشنطن عندما قال: "في هواتفكم جزءٌ من إسرائيل"؟.. فهو لم يتحدث ويقول ذلك من فراغ، ولكنه كان يقر حقيقة واقعة تؤكد أن أجهزة الهواتف الذكية التي يحملها النواب الأمريكيون الذين كانوا يحضرون هذا اللقاء بخلاف ملايين البشر حول الأرض تتضمن مكونات وبرمجيات وبرامج تجسس مصدرها إسرائيل.. ليتنا نتعلم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق