الصدق فى الكلام عبادة وتحريف الحديث قد يكون اخطر بكثير من الكذب وفى ظل ذلك أجتمع قول العُلماء على أن الاجتزاء — أي اقتطاع النصوص أو الأقوال من سياقها — يُعد من أخطر آفات العصر، خاصة مع تطور التكنولوجيا وتنوع منصات التواصل الاجتماعي وانتشار أصحاب الأهواء والمصالح الذين يوظفون الكلمة المبتورة لخدمة أغراضهم الخاصة.
وأوضحوا أن اجتزاء الحقائق لم يخلُ منه أي زمن، غير أنه تفاقم في عصر السرعة الرقمية، حيث تُعرض النصوص الدينية أو الوقائع الاجتماعية مبتورة عن سياقها لإثارة البلبلة وزعزعة الإيمان أو تشويه الرموز.
وأشاروا الى أن من أمثلة الاجتزاء القبيح للنصوص القرآنية الوقوف عند قول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ﴾ [النساء: 43]
أو عند قوله تعالى:
﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ﴾ [الماعون: 4]
دون إتمام الآية وما بعدها، مما يؤدي إلى تحريف المعنى المقصود وتشويه مراد الله عز وجل.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الاجتزاء القبيح للحقائق أو التلبيس في عرضها يُعد من الكبائر، لأنه يُفرق الصف، ويمنع الاتفاق، ويزرع النفاق والاختلاف بين الناس.
كما أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن اجتزاء كلام الأشخاص أو اقتباسه بغير معناه الحقيقي عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُعد شهادة زور، لأنه يشوه الحقيقة ويؤدي إلى التلبيس والتشهير بالناس ظلمًا، مما يندرج تحت الكذب المحرم وتزوير المعاني.
اترك تعليق