يُذكرنا حلول موسم الخريف والذى بدأ له ايام قليلة بجفاف أوراق أشجاره وبما تعنى حروف أسمه بالعمر لنتأكد من الحقيقة الخالدة أن الدنيا إلى زوال وإن طال العمر وأنها دار إنتقال لا مقر
فاثر الخريف على أوراق الشجر كأثر الدهر على الانسان لا محالة أن يترك علاماته فكلما مر الزمن ينخر الضعف جسده وقواه ما يترتب عليه ضعف إدراكه وذاكرته فيعود كما بدأ كالطفل فى مهده وهذا لما يعتريه من عجز وأختلال عقل وقد وصف القرآن الكريم تلك السنة الالهية فقال تعالى :
﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُه﴾ [الأنبياء: 104]
﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [النحل: 70]
﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ [يس: 68]
ولأجل ذلك كان دعاء النبي ﷺ دبر كل صلاة:
«اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر».
ومن الأدعية الجامعة التي تليق بالمؤمن في مواجهة النسيان وضعف الحفظ:
«اللهم ذكرني ما نسيت وعلمني ما جهلت، اللهم افتح لي أبواب حكمتك، وانشر علي رحمتك، وامنن علي بالحفظ والفهم، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم».
اترك تعليق