محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأشرف الخلق أجمعين، أرسله الله رحمةً للعالمين، فكان صادقًا أمينًا قبل بعثته، كريم الخُلق عظيم القدر بعدها. اتفقت القلوب على محبته، وتوحدت الألسن على الثناء عليه، فهو الذي زكّاه الله بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].
وقد اختاره الله من أطهر أصلاب الرجال، وأرحام النساء، فجاء نسبه طاهرًا نقيًا، متصلًا بالأنبياء، حتى يصل إلى سيدنا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام. وكان أوسط قومه نسبًا وأعلاهم شرفًا من جهة والده عبد الله بن عبد المطلب، ومن جهة والدته آمنة بنت وهب.
وذكرت دار الإفتاء أن جدُّه عبد المطلب بن هاشم كان سيدَ قريش، وأوسم الناس وأجملهم وأعظمهم، وكان يطعم الناس، وحَفَرَ بئرَ زمزم، وتولَّى سقاية ورفادة الحجاج، وله الموقف المشهور مع أبرهة حين أتى يهدم الكعبة، فطلب منه أن يرد عليه مائتي بعير كان قد أخذها منه في حملته للهدم، فتعجب أبرهة من طلبه، وقال له: "أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه، لا تكلمني فيه!" قال له عبد المطلب: "إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربًّا سيمنعه".
وقد كان لعبد المطلب عدد من الأولاد، منهم: عبد الله (والد النبي)، والعباس، وأبو طالب، وحمزة، وأبو لهب (واسمه عبد العزى).. وغيرهم من الذكور والإناث، وبلغ عدد جميع أولاده عشرة من الذكور وستًّا من الإناث.
تزوج عبد الله بن عبد المطلب، والد النبي صلى الله عليه وسلم، من آمنة بنت وهب، وكان أبوها وهب بن عبد مناف سيد بني زهرة نسبًا وشرفًا، وكانت آمنة أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا، وأنجب منها رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوسط قومه نسبًا، وأعظمهم شرفًا من قِبل أبيه وأمه، صلى الله عليه وآله وسلم.
ويعود نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام، ونسبه الزكيُّ حتى جده عدنان معروف باتفاق بين العلماء.
ونسبه الشريف الطاهر هو: محمد بن عبد الله عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مُدْرِكَة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مَعَد بن عدنان، وهو من أحفاد سيدنا إسماعيل عليه السلام.
المصادر: (السيرة النبوية لابن هشام).
اترك تعليق