في إطار تعظيم الاستفادة من خطبة وزارة الأوقاف ليوم الجمعة المُقبلة الموافقة 8 أغسطس 2025م، 14 صفر 1447هـ، والتي تأتي تحت عنوان:"لا تغلُوا في دينِكُم.. وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه"
نُسلط الضوء على المعالم الدعوية لمنهج النبوة في الرفق والتيسير، وهو ما تتناوله الخطبة باستفاضة.
تشير وزارة الأوقاف إلى أن اليسر واللين هما من أنجع الوسائل لتجاوز العقبات والمشكلات، وتحقيق النتائج الفاعلة، بخلاف الشدة والغلظة، التي لا تثمر إلا النفور والتعقيد.
وفي هذا السياق، استشهدت الخطبة بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها:
"ما خُيّر النبي ﷺ بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله ﷺ لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها" [متفق عليه].
وقد علّق الإمام ابن عبد البر على هذا الحديث مؤكدًا أن فيه دلالة على أن اليسر في الأمور أحب إلى الله ورسوله، وأنه على المسلم أن يجنح إلى اليسر ما لم يكن في ذلك إثم أو مخالفة، وأن يأخذ برخص الله ورسوله والعلماء، ما لم يكن فيها خطأ بيِّن.
كما أوردت الخطبة قول الحافظ ابن حجر في بيان تميز الإسلام باليسر عن غيره من الشرائع، حيث قال:
"الإسلام يُسر بالنسبة إلى الأديان قبله؛ لأن الله رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم، ومن أوضح الأمثلة: أن توبة من كان قبلنا كانت بقتل أنفسهم، وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والندم والعزم على عدم العودة للذنب" [فتح الباري].
تأتي هذه التوجيهات ضمن منهج تربوي نبوي عظيم، يُعيد ضبط العلاقة مع الدين على أساس الرحمة والتيسير والاعتدال، في زمن تعالت فيه أصوات الغلو والشدة والتكفير.
اترك تعليق