تواجه صناعة الشوكولاتة العالمية تحديًا غير مسبوق، بعد أن سجلت أسعار الكاكاو ارتفاعات قياسية خلال الأشهر الماضية، ما دفع بأسعار منتجات الشوكولاتة إلى مستويات جديدة قد تُثقل كاهل المستهلكين، وتُربك حسابات كبرى الشركات في سوق تبلغ قيمته 256 مليار دولار عالميًا.
ويُعد الكاكاو المادة الخام الأساسية في صناعة الشوكولاتة، ويتركز إنتاجه بنسبة كبيرة في دول غرب إفريقيا، مثل ساحل العاج وغانا، اللتين تُعانيان حاليًا من اضطرابات مناخية وأمراض زراعية أثّرت بشكل كبير على حجم المحصول وجودته، ما قلّص المعروض العالمي ورفع الأسعار بنسبة تجاوزت 50% مقارنة بالعام الماضي.
وفقًا لخبراء الصناعة، فإن شركات الشوكولاتة الكبرى مثل مارس، كادبوري، نستله، وهيرشي بدأت في تمرير جزء من تكلفة الكاكاو المرتفعة إلى المستهلكين، مما أدى إلى زيادات واضحة في أسعار الشوكولاتة في الأسواق الأوروبية والأمريكية، ومن المتوقع أن تمتد هذه الزيادات إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما فيها مصر.
وقد يؤدي هذا الارتفاع إلى تراجع الطلب على الشوكولاتة الفاخرة، خاصة في الأسواق الناشئة، ما يُنذر بتباطؤ في النمو داخل قطاع يعتمد على الأسعار المستقرة والمواسم الاستهلاكية مثل الأعياد والمناسبات الاجتماعية.
تُشير التقديرات إلى أن صناعة الشوكولاتة العالمية تحقق سنويًا أرباحًا تُقدّر بـ256 مليار دولار، ومع استمرار الضغوط التضخمية على أسعار المواد الخام، فإن استدامة هذه الأرباح باتت محل شك، خاصة مع تزايد تكاليف الإنتاج والنقل وسلاسل التوريد المعقدة.
من المتوقع أن تتأثر السوق المصرية أيضًا بهذا الارتفاع، حيث تعتمد الشركات المحلية على استيراد الكاكاو الخام، ما سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار المنتجات الجاهزة مثل الشوكولاتة، البسكويت، والحلويات المغلفة، خاصة مع تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار وارتفاع تكاليف الاستيراد.
اترك تعليق